واشنطن وطهران.. علاقة غير واضحة المعالم

محمود طلعت

محمود طلعت

ما زالت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، غير واضحة المعالم، خاصة مع إصرار الطرفين على موقفيهما بعدم تقديم تنازلات لبدء المفاوضات.

ورجّح مراقبون استمرار العلاقة على حالها حتى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، غير أن المبعوث الأمريكي لإيران، روب مالي، أكد في تصريحات صحفية بأن الانتخابات ليست عاملا في صنع القرار الأمريكي ولا علاقة لها بالمحادثات النووية.

وأضاف المبعوث الأمريكي أن الرئيس بايدن لن يتخذ خطوات أحادية الجانب عندما يتعلق الأمر بإلغاء العقوبات، وأن أي خطوة جوهرية من جانب واشنطن يجب أن تكون جزءًا من عملية يتخذ فيها الجانبان إجراءات.

بايدن 2
الرئيس الأمريكي جو بايدن

وأشار إلى أن إدارة بايدن ستنظر في تخفيف بعض العقوبات عن طهران فقط بعد استئناف المحادثات بين الطرفين، وأيضا كجزء فقط من عملية متبادلة.

في الأثناء يدرس مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار لإلزام إدارة بايدن بالعودة إلى الكونجرس للحصول على موافقته قبل رفع أي عقوبات ضد طهران خوفا من تقديمه أي تنازلات للطرف الإيراني.

وفي إشارة إلى تعنت إيران في موقفها، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الولايات المتحدة انسحبت بنفسها من الاتفاق، لذا عليها أن تبادر بالعودة إليه.

ضـغوط من الجمهوريين

النائب الجمهوري البارز، مايكل ماكول، تقدم مؤخرا بمشروع لمجلس النواب من شأنه أن يمكّن الكونجرس من مراجعة أي جهد من جانب الإدارة لإنهاء عقوبات واشنطن ضد طهران.

وتقدم ماكول بالمشروع لمجلس النواب، بينما كان قدمه السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي لمجلس الشيوخ، في أواخر الشهر الماضي.

السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي
السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي

واعتبر أن مشروع القانون هو جزء من جهد أكبر من قبل الجمهوريين في كلا المجلسين لممارسة درجة معينة من السيطرة على جهود إدارة بايدن لإعادة التواصل مع إيران والسعي للتوصل إلى اتفاق نووي مجددا.

يقول النائب مايكل ماكول في إعلانه لمشروع القانون، إن إدارة بايدن بدأت فعليا تقديم تنازلات في محاولة على ما يبدو لبدء مفاوضات مع إيران، مضيفا «تقع على عاتقنا مسؤولية ضمان حصول الشعب الأمريكي على صفقة أفضل من الاتفاق النووي الأصلي الذي وقعته إدارة أوباما».

خطر التفاوض مع إيران

من جهته أشاد السيناتور هاغرتي بالنائب ماكول لتبنيه مشروعه في مجلس النواب، مشددا على أن سلوك طهران الحالي، الذي يتضمن ضربات صاروخية مستمرة على مواقع أمريكية في الشرق الأوسط، لا يستدعي حتما تخفيف العقوبات بأي شكل من الأشكال.

وقال هاغرتي: «العقوبات الأمريكية استغرقت وقتاً طويلاً للتنفيذ وتحقق الآن مفعولها المنشود.. هذا ليس الوقت المناسب للتراجع أو الاستسلام».

ويرى خبراء أن كلا مشروعي القانونين أمامهما فرصة لتمريرهما في الكونجرس، ويمثلان إجماعًا متزايدًا في الحزب الجمهوري حول خطر إعادة التفاوض مع إيران وتخفيف العقوبات الاقتصادية عليها.

الكرة في ملعب طــهران

وبالأمس أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على أن بلاده لن تقدم تنازلات أو ترفع العقوبات على إيران لتجتمع معها.

وقال في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، إن الاتفاق النووي كان ناجحا في منع طهران من امتلاك سلاح نووي.

وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أن الكرة الآن في ملعب إيران لإظهار ما إذا كانت جادة للتفاعل مع الولايات المتحدة، مضيفا أن هناك مشاكل أساسية مع إيران بسبب دعمها للإرهاب وتهديد الاستقرار.

جدير بالذكر أن 140 مشرعًا أمريكيًا قد حثوا إدارة بايدن بالسعي لتحقيق توافق بشأن صفقة شاملة مع إيران لا تتناول برنامجها النووي فحسب، بل مجموعة من قضايا الأمن القومي الأخرى، بما في ذلك سلوكها الخبيث لزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

حين وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سدة الحكم، صرح بأن بلاده ستدخل إلى الاتفاق النووي مرة أخرى وستزيل العقوبات ضد إيران بشرط امتثالها، فهل ترضخ طهران وتعود لطاولة الحوار؟.

ربما يعجبك أيضا