كارثة مستشفى السلط في الأردن.. ساعة من انقطاع الأكسجين عصفت بوزير الصحة ‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – عصفت ساعة من انقطاع الأكسجين عن مستشفى السلط الحكومي، بوزير الصحة الأردني نذير عبيدات من منصبه، معلنا عن استقالته بأمر ملكي جراء الحادثة المأساوية التي تسبب بوفاة 6 أشخاص في حصيلة أولية.

وأعلن وزير الصحة -خلال مؤتمر صحفي- تحمله المسؤولية الأخلاقية عن الحادثة المأساوية التي وصفتها وسائل إعلام محلية بالكارثة الصحية، فيما ذهب البعض إلى وصفها بـ”الفضيحة”. 

وباشر فريق من المدعين العامين، اليوم السبت، التحقيق في حادثة انقطاع الأكسجين عن قسم العناية الحثيثة في مستشفى السلط الحكومي، والتي تأتي في خضم مواجهة جائحة كورونا الآخذة بالتفشي الواسع في البلاد.

ويشارك في التحقيق الذي أوعز بتشكيله رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة جهات مختلفة من الأجهزة الأمنية والسلطات المختصة.

وأكد وزير الصحة، أنه تمت معالجة مشكلة انقطاع الأوكسجين، بعد الاستعانة بمخزون أسطوانات الأكسجين الموجودة في المستشفى إلى حين تعبئة الكميات اللازمة في خزانات الأوكسجين.

وتجمع الآلاف من أبناء مدينة السلط التي تبعد حوالي 10 كيلومترات غرب العاصمة عمّان في محيط المستشفى فيما حال تواجد العشرات من عناصر الدرك والأمن العام دون دخولهم حرم المستشفى. 

تحقيق فوري                                    

من جانبه، وجّه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إلى إجراء تحقيق فوري في حادثة انقطاع الأوكسجين في مستشفى السلط الحكومي.

وشدّد الخصاونة اليوم على أنّ التحقيق سيكون واضحاً وشفّافاً وشاملاً وستعلن كلّ تفاصيله على الملأ .

كما بيّن رئيس الوزراء أنّه طلب من رئيس المجلس القضائي إجراء تحقيق عن طريق النيابة العامّة، وإصدار نتائج تحقيقاتها بشكل مستقل وواضح لضمان سلامة التحقيقات ونزاهتها.

وشدّد رئيس الوزراء على ضرورة أن يتحمّل كل من تقع عليه المسؤوليّة، في حال ثبوتها، التبعات التي تطاله وفق أحكام القانون.

وصرح رئيس النيابات العامة القاضي يوسف ذيابات أنه بمجرد وصول خبر حادثة مستشفى السلط تحركت النيابة العامة على الفور حيث توجه رئيس النيابات العامة ونائب عام عمان إلى دائرة الادعاء العام في محكمة السلط.

كما باشر ثلاث مدعين عامين إجراءات التحقيق والتحقيقات ما زالت جارية لمعرفة جميع ملابسات الحادث.

من يتحمل المسؤولية؟ 

في محاولة منه لتهدئة الرأي العام المحلي الغاضب، قال وزير الصحة نذير عبيدات، في تصريحات صحفية، إن خللا مثل هذا، يمكن أن يحدث بأي مستشفى في العالم.

لكنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها انقطاعا للأوكسجين عن مستشفيات حكومية في الأردن، وهناك أمثلة سابقة كان آخرها انقطاع الأوكسجين عن المستشفى الميداني الحكومي في محافظة معان جنوبي الأردن. 

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين في تصريحات صحفية لوسائل إعلام محلية، إن وزير الصحة تحرك إلى موقع المستشفى لتفقد المستشفى وما حدث والوقوف على كافة الحيثيات .

ووفقا لما نشرته صحيفة الغد، قال الوزير دودين، إنه لا بد من اتخاذ إجراءات ولكن أولا، لا بد من التأكد من وجود تقصير أو إهمال في عملية تعبئة الأكسجين وهل هناك وفيات ناجمة عن ذلك ليصار إلى فتح تحقيق في الحادثة.

وقال الوزير -في تصريحات لقناة المملكة- إن “القضاء هو صاحب الكلمة الفصل في تحديد المسؤولية عن الحادثة”.

غضب نيابي وعبر مواقع التواصل 

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عم الغضب في صفوف الأردنيين، وسط دعوات لإقالة وزير الصحة ومدير مستشفى السلط الحكومي، وجميع المسؤولين المباشرين فيما يتعلق بهذه الحادثة. 

وقبل نحو أسبوعين، حذر نواب محافظة السلط، من نقص الكوادر في مستشفى مدينتهم وقد أبلغوا وزير الصحة مباشرة بذلك، فيما تحدث نواب عن انقطاع الأوكسجين عن المستشفى لمدة زادت عن 45 دقيقة. 

وكلف بناء المستشفى الحديث عشرات الملايين وهو مجهز بأحدث التقنيات الحديثة. 

وكتب الصحفي سهم العبادي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ” منذ ما يقارب الشهر نبهنا عن وجود نقص في الكوادر والمعدات في مستشفى السلط الجديد ورغم تواصل معالي وزير الصحة وتقديمه التعزية بوفاة والدي رحمه الله إلا أن حديثي معه كان عن مستشفى السلط، ووعد بأن يقوم بزيارة للمستشفى وتفقده والأخذ بكافة الملاحظات التي نقلتها له، واليوم نحصد نتائج التراخي والاستهتار في معالجة هذه الملاحظات”.

ربما يعجبك أيضا