كورونا حول العالم.. الموجة الثالثة تجتاح أوروبا وشكوك جديدة حول اللقاحات

حسام السبكي

حسام السبكي

ما إن تهدأ الأخبار حول مستجدات الجائحة العالمية، والتي توشك أن تقترب من شهرها الـ15، منذ ظهورها في ديسمبر من العام قبل الماضي في مدينة ووهان الصينية، حتى تطالعنا وسائل الإعلام والوكالات الإخبارية العالمية، بأنباء جديدة، تكاد ترجع إلى الأمور إلى مربعها الأول.

فالجائحة التي بلغ عدد مصابيها حتى كتابة سطور التقرير التالي نحو 120.5 مليون شخص، راح ضحيتها ما يزيد عن 2.6 مليون حالة، بدأت الموجة الثالثة لها، تدق أبواب القارة الأوروبية العجوز، في كارثة تقترب من الإنفلونزا الإسبانية، في عشرينيات القرن الماضي، وتسببت في إزهاق أرواح ما يقارب 50 مليون شخص حول العالم.

ورغم حالة التفاؤل التي شاعت عالميًا، مع ظهور لقاحات، إن لم تسبب في كبح جماح الفيروس الشرس، فتخفف من آثاره على المصابين به، فقد عادت الشكوك لتضربها مجددًا، والحديث هنا تحديدًا عن لقاح أسترازينيكا.

في وقتٍ سابق، استعرضت شبكة رؤية، في تقرير مفصل عنوانه “أسترازينيكا.. لقاح في دائرة الشك والصحة العالمية تدعو للتريث!”، أولى الشكوك التي تطرقت للقاحات، وكانت أيضًا من نصيب اللقاح الذي تنتجه شركة أسترازينيكا وتطوره جامعة أكسفورد، ويمكن الاطلاع بالتفصيل على التقرير من هنا.

الموجة الثالثة

italy coronavirus ap

ربما كان متوقعًا، ومع عدم انتهاء جائحة كورونا فعليًا، أن تضرب موجة أخرى، ثالثة وربما رابعة العالم، وذلك على الأرجح مع تطور وتحور سلسلات الفيروس المستجد، في هذا الإطار، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، الأحد، أن الموجة الثالثة من تفشي “كوفيد-19” تتقدم حاليا بشكل سريع في معظم أنحاء أوروبا، نتيجة لذلك شهدت العديد من الدول التي تعثرت بسبب حملات التطعيم البطيئة، ارتفاعا حادا في معدلات العدوى وأعداد الحالات المصابة بكورونا.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الإلكتروني- أن معدل الإصابة في الاتحاد الأوروبي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ بداية فبراير الماضي، مع إلقاء اللوم على انتشار سلالات جديدة من فيروس كورونا على خلفية الزيادة الأخيرة.

وتستعد العديد من الدول الآن لفرض إجراءات إغلاق جديدة صارمة في الأيام القليلة المقبلة، على عكس المملكة المتحدة التي بدأت اتخاذ إجراءاتها ببطء متمثلة في إغلاق المتاجر والمدارس وحظر ممارسة الرياضة في ظل الموجة الحالية لتفشي كوفيد-19.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيطاليا سجلت أكثر من 27 ألف حالة إصابة جديدة و380 حالة وفاة أمس الأول الجمعة، وصرح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي بأنه “بعد أكثر من عام على بدء حالة الطوارئ الصحية، نواجه للأسف موجة جديدة من الإصابات، ذكرى ما حدث الربيع الماضي حية، وسنفعل كل شيء لمنع حدوثه مرة أخرى”.

ومن المقرر أن يتم اليوم الإثنين إغلاق معظم أنحاء إيطاليا ولن يسمح للأشخاص بمغادرة منازلهم إلا لأداء المهمات الأساسية، كما سيتم إغلاق معظم المتاجر إلى جانب المطاعم.

وأضافت الجارديان أن السلطات الفرنسية أبلغت عن حالة قاتمة مماثلة حيث وصف وزير الصحة أوليفييه فيران الوضع في منطقة باريس الكبرى بأنه متوتر ومثير للقلق، وكشف عن أن “كل 12 دقيقة ليلا ونهارا، يدخل فرنسي سرير العناية المركزة”، حيث فرض الرئيس الفرنسي ماكرون حظر تجول وقيود اجتماعية أخرى في عدة مناطق، ويضغط عليه العديد من الأطباء الآن لفرض إغلاق وطني على وجه السرعة.

كذلك الوضع في ألمانيا التي سجلت 12 ألفا و674 حالة إصابة جديدة بكورونا أمس السبت، مقارنة بــ3 آلاف و117 حالة عن الأسبوع الأسبق، الأمر المماثل في بولندا التي سجلت أيضا 17 ألفا و 260 حالة خلال يوم الأربعاء الماضي والتي تعد النسبة الأعلى منذ شهر نوفمبر الماضي.

للاطلاع على المقال كاملًا بالصحيفة البريطانية من هنا

أزمة سكانية

image 9

في كل يوم تتكشف أبعاد جديدة لجائحة كورونا، كان أبرزها بالطبع على الوضع الاقتصادي، إلا أن الجديد هنا، هو تأثيرها السلبي على المجتمعات والسكان، في هذا الإطار، حذرت وكالة بلومبيرج الأمريكية من تأثير جائحة كورونا على النمو السكاني في العالم، وقالت إنه بعد أكثر من عام على تفشى الوباء العالمي، بدأت الأضرار التي لحقت بالنمو السكاني تتضح بشكل صارخ، وليس فقط بسبب عدد الوفيات المروع للفيروس.

وأوضحت الوكالة أن الاقتصاديات الكبرى من إيطاليا إلى سنغافورة، والتي تعانى بالفعل من عوامل ديموجرافية قاتمة، تشهد تسارع هذه الظاهرة بعدما أدت الإجراءات التي تحد من التواصل الاجتماعى وأزمة النمو الأسوأ منذ عقود إلى منع أو ثنى الناس عن إنجاب الأطفال.

وذكرت الوكالة أنه على الرغم من أن إغلاق الأعمال والعزل القسري ربما شجع الأزواج على قضاء الوقت معا بشكل مثمر، فإن عدد الأطفال حديثي الولادة قد تضاءل بسبب انخفاض معدل الخصوبة الظاهر في البيانات الوطنية لعام 2020، فشهدت فرنسا أقل معدل للمواليد منذ الحرب العالمية الثانية، بينما تراجعت طلبات تسجيل الأطفال في الصين بنسبة 15%.

ورأت بلومبيرج إن ذلك يشير إلى إرث مدمر محتمل للأزمة، فالأمر لم يقتصر على قيام الحكومات بعمليات اقتراض هائلة لتمويل المساعدات الاقتصادية، ولكن يبدو الآن أن إمداد دافعي الضرائب المستقبلين لخدمة هذا الدين وتمويل أنظمة التقاعد العام أكثر هشاشة عما كان عليه، ومثل هذه الضربة ستكون معوقة بشكل خاص في أجزاء من آسيا وأوروبا مع تقدم السكان في العمر.

وقال جيمس بوميري، الخبير الاقتصادي، إنه كلما طال الركود وشدته، كلما كان الانخفاض حادا في معدلات المواليد، وزاد احتمال أن يصبح الانخفاض في معدلات المواليد متغير دائما في تنظيم الأسرة. وسيكون هناك معدلات نمو أقل، مما يجعل المستويات المرتفعة من الديون أقل قدرة على التحمل على المدى الطويل.

 ووفقا لحسابات بوميري، سيتراجع عدد البالغين الذين سينضمون على القوى العاملة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15%، خلال عقدين.

شكوك جديدة

astrazeneca%20100221

ربما يتحول لقاح “أسترازينيكا” إلى لقاح الأزمة، رغم نتائجه المبدئية الجيدة، إلا أن الشكوك حول فعاليته، وصلت إلى أعراض جانبية أخرى ظهرت، وقد تتسبب في كارثة، لا تقل نسبيًا عن الجائحة الأساسية!.

على الرغم من كون لقاح أسترازينيكا من بين الأقلّ ثمنًا ويمثّل الجزء الأكبر من اللقاحات التي تمّ إيصالها لأفقر دول العالم، ورغم تأكيد منظمة الصحة العالمية وجهات تنظيمية في أوروبا، عن عدم وجود سبب لوقف استخدامه، أعلنت الحكومة الهولندية، الأحد، تعليق استعمال لقاح “أسترازينيكا” ضد فيروس كورونا المستجد، حتى 29 مارس/آذار على الأقل، وذلك كإجراء احترازي، لتنضم هولندا إلى دول أخرى اتخذت خطوات مماثلة.

وأوضحت أمستردام أن هذه الخطوة تستند إلى تقارير من الدنمارك والنرويج عن آثار جانبية خطيرة محتملة.

وقالت في بيان: “بناء على معلومات جديدة، نصحت هيئة الأدوية الهولندية، في إجراء احترازي وبانتظار تحقيق معمق أكثر، بتعليق إعطاء لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19“.

جاء ذلك بعدما أعلنت السلطات الصحية النرويجية، السبت، أن ثلاثة من العاملين الصحيين لديها تلقوا اللقاح، مؤخرا، يتلقون العلاج في المستشفيات نتيجة حدوث نزيف وجلطات دموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

بدورها، كشفت أيرلندا، الأحد، أنها قررت تعليق استخدام اللقاح عقب تواتر تقارير عن تسببه في مضاعفات خطيرة لبعض الذين تلقوه.

وذكرت وسائل إعلام محلية، في أيرلندا، أن لجنة التحصين الاستشارية الوطنية قد أوصت بتعليق استخدام اللقاح الذي طورته شركة الأدوية البريطانية السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية بشكل مؤقت إلى أن يتم التأكد من سلامته بشكل أكبر.

على الجانب الآخر، وفي أول تعليق على الأزمة الجديدة، أكدت شركة أسترازينيكا الأحد، أنها راجعت من تم تطعيمهم بلقاحها ولم ترصد أي خطر لإصابات بتجلط الدم.

وأضافت، في بيان، أن المراجعات شملت 17 مليون شخص تم تطعيمهم في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا

ووفقا لما أعلنته الشركة المطورة، فإن تحليل بيانات تعود لأكثر من 10 ملايين شخص أظهر عدم وجود مخاطر لدى أي فئة عمرية أو أي دفعة من جرعات اللقاح.

إلى ذلك، أشارت الهيئة المنظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي إلى أن الدول الأوروبية يمكنها الاستمرار في استخدام اللقاح، بينما يجري التحقيق في حالات جلطات الدم التي دفعت بعض الدول لتعليق استخدامه.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية، في بيان: إن موقف لجنة السلامة بالوكالة هو أن فوائد اللقاح ما زالت أعلى من مخاطره ويمكن الاستمرار في إعطائه فيما يجري التحقيق في حالات الجلطات.

جائحة وشيكة!

GettyImages 1073367832

من الخفافيش بدأت، ومنها أيضًا قد تعود، ولكن بجائحة جديدة!، فقد اكتشف علماء في الصين فيروسا في الخفافيش يطابق بنسبة 94.5% “كوفيد-19″، مما يؤكد أهمية تتبع الفيروسات حيوانية المنشأ، القادرة على الانتقال للبشر.

وتوقع العلماء أن يواجه العالم جائحة طارئة كل خمس سنوات، تكون حيوانية المنشأ، وتنتقل إلى البشر، وهو ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية بـ”المرض إكس“.

وتوصل علماء جامعة شاندونغ فيرست الطبية وأكاديمية شاندونغ للعلوم الطبية في الصين، إلى اكتشاف فيروس أطلقوا عليه اسم “آر بي واي إن زيرو 6″، تستضيفه الخفافيش، له تقريبا نفس التركيبة الجينية لفيروس “سارس- كوف- 2” المسبب لكوفيد-19.

وبحسب العلماء، فإن الفيروس المشابه جينيا لسارس- كوف-2، لا يحتوي بروتين “سبايك”، وهو الذي يكون موجودا على السطح الخارجي للفيروس للارتباط بالخلايا البشرية.

وحسبما ذكرت صحيفة “صن” البريطانية، فقد درس العلماء الصينيون جينات 411 عينة، جمعت من 23 نوعا من الخفافيش، في مقاطعة يونان في الصين، خلال عامي 2019 و2020، واكتشفوا 4 فيروسات مرتبطة بسارس- كوف-2، بما في ذلك “آر بي واي إن زيرو 6“.

وبحسب ويفينغ شي، رئيس فريق العلماء الذي أجرى الدراسة، فإن الفيروسات المرتبطة بسارس- كوف- 2، منتشرة في بعض أنواع الحياة البرية بجنوب شرق آسيا وجنوب الصين.

وأضاف شي: “ما توصلنا إليه يكشف حجم التنوع في فيروسات الخفافيش. علينا الاستمرار بالمتابعة كيلا يحدث تفش جديد لوباء ينتقل من الحيوانات للبشر“.

وكانت دراسة سابقة كشفت عن فيروس مرتبط بكوفيد-19 في الخفافيش بشرق تايلاند، أطلق عليه اسم “آر أي سي سي إس 203”. ويشارك “آر أي سي سي إس 203 بنحو 91.5 في المئة من شيفرته الوراثية مع سارس- كوف- 2، لكن الباحثين في جامعة شولالونغكورن ببانكوك قالوا إنهم لا يعتقدون أن هذه الفيروسات قادرة على إصابة البشر، كونها غير قادرة على الارتباط بالخلايا في الجسم بسبب اختلافاتها في بروتين “سبايك”.

ربما يعجبك أيضا