يوم الطفل الإماراتي.. عندما يكون بناء «الأجيال الواعدة» هو الهدف

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

“إن البلاد بحاجة إلى أبنائها لأن الحاضر والمستقبل يعتمد عليهم.. ونحن علينا أن نورثهم ما ورثناه من الآباء والأجداد من العادات الطيبة”، هكذا عبر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عن أهمية ما يمثله الأطفال في رسم نهج وسياسية الدولة منذ قيامها، باعتبارهم عماد المستقبل وركيزة تقدم الشعوب وتطورها.

لذلك يُعد الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي هو ركيزة أساسية لدولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تعزيز دعم حقوقه، ومن ثم بناء أجيال واعدة تُسلم راية التقدم والازدهار من جيل إلى آخر.

يوم الطفل الإماراتي

1 16

بهدف توعية فئات المجتمع بحقوق الطفل وأهميته، تحتفل دولة الإمارات بـ”يوم الطفل الإماراتي”، الذي يوافق 15 مارس من كل عام، وسط مشاركة رسمية ومجتمعية واسعة.

ويأتي ذلك وفق مبادرة أطلقتها الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017-2020.

وكان المجلس الوزاري للتنمية، برئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس المجلس، في عام 2018، قد اعتمد يوم 15 مارس من كل عام للاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، الذي أتى بالتزامن مع اعتماد قانون «وديمة» للطفل، في 15 مارس 2016، لتأكيد رؤية الدولة وحرصها على تنشئة أجيال المستقبل.

ورغم ما ألقته جائحة “كورونا” وتداعياتها من ظلال هذا العام على كل الأنشطة والفعاليات في مختلف المجالات حول العالم، لكن دولة الإمارات حرصت اليوم الإثنين، على الاحتفال بيوم الطفل كعادتها، ومنحه حقوقه الأساسية بما يتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية.

حق اللعب

Ewfs5A3XEAIQh1W

وتحت عنوان “حق اللعب” جاء الاحتفال هذا العام بيوم الطفل، وهو ما يتوافق مع المادة 30 من قانون حقوق الطفل “وديمة”، وتنص على أنه “تشكل الدولة مجالس وجمعيات ونوادي ومراكز للأطفال، تختص بتنمية الأطفال الثقافية والفنية والعلمية والبدنية، فضلًا عن جوانب أخرى من التنمية”.

هذا إلى جانب ما يقوم به المجلس الأعلى للأمومة والطفولة من أجل تعزيز حقوق الأطفال، الذي تؤكد الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017-2021 في رؤيتها، على أن “يتمتع الطفل بجميع حقوقه التي تكفلها الدولة، وينمو في بيئة صحية وآمنة وداعمة، تطوّر جميع قدراته ومهاراته”.

علاوة على ذلك، فإن الإمارات تؤكد احترامها الكامل للمبادئ التوجيهية لاتفاقية حقوق الطفل الدولية: “حق الطفل في اللعب”، الوارد في المادة 31 من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة.

ويتيح اللعب للطفل تعلم كيفية المشاركة، التفاوض، وتعلم مهارة الدفاع عن الذات عند الضرورة، فضلًا عن التعامل مع التوتر والانفعالات خلال المراحل الانتقالية في الحياة، وبالتالي فإن أهمية اللعب لا تقل عن تلبية احتياجات الطفل الأساسية، مثل الحماية والتغذية.

حق المشاركة.. التمكين وصناعة المستقبل

2 8

ووفقًا لرؤية المؤسس الوالد أيضًا، بأهمية رعاية الطفولة التي تعد من أهم موضوعات الساعة وأعظمها أثرًا في تطور حياة الشعوب ومستقبل الأبناء والأحفاد، جاء الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، العام الماضي، تحت عنوان “حق المشاركة”، بهدف تعزيز مشاركة الأطفال في صنع القرار وإحداث التغيير.

إذ دعت الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017-2021 في هدفها الاستراتيجي الرابع إلى تعزيز المشاركة الحقيقية للأطفال واليافعين في جميع المجالات، وهو ما تزامن مع إعلان المجلس الأعلى للأمومة والطفولة عن إنشاء أول برلمان للطفل الإماراتي، بموجب اتفاقية وقّعها مع المجلس الوطني الاتحادي، اتساقًا مع برنامج التمكين السياسي، الذي أطلقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

وفي هذا السياق، وتحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، عقد البرلمان الإماراتي للطفل صباح اليوم أولى جلساته الافتتاحية للفصل التشريعي الأول، التي يستضيفها المجلس الوطني الاتحادي افتراضيًا.

ويعكس البرلمان الإماراتي للطفل، حقيقية اهتمام الدولة بالنشء وأجيال المستقبل، من أجل تنمية وعيهم السياسي للمشاركة الفاعلة في عملية التنمية والبناء والتحولات المصاحبة لها وممارسة دورهم المجتمعي بإيجابية وكفاءة.

لذلك، وبما يتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية، قدمت الدولة للطفل كل سبل التمكين والدعم، ووفرت له أفضل الأنظمة الصحية والتعليمية والتربوية التي تؤمن له تنشئة سليمة وصحية وسط ظروف إنسانية واقتصادية واجتماعية ملائمة.

وعلي نطاق الظروف الراهنة، ومنذ ظهور جائحة “كورونا” اتخذت الإمارات الكثير من الإجراءات الهادفة إلى حماية الأطفال من مخاطر انتشار الفيروس، وضمان تمتعهم بجميع حقوقهم الأساسية وعلى رأسها الصحة والتعليم، حيث أطلقت العديد من المبادرات التوعوية للأطفال وعائلاتهم بخطورة هذا المرض وكيفية اتخاذ التدابير الوقائية منه، كما طبقت نظام التعليم عن بعد الذي ضمن حق الأطفال في متابعة تحصيلهم العلمي في ظروف آمنة وصحية، إضافة إلى تقديم برامج الرعاية الصحية من المنازل ومن المركبة، وبرامج العلاج عن بعد التي استهدفت الأطفال بالمقام الأول.

احتفالات عارمة

3 2

عادة ما يشهد يوم الطفل الإماراتي، العديد من مظاهر الاحتفال بمشاركة عدد من الجهات والمؤسسات في الدولة، وفي هذا العام فتزينت شوارع العاصمة أبوظبي بلافتات ولوحات مضيئة تجسد شعار الاحتفال، طغى عليها اللون البنفسجي، إلى جانب إضاءة أبرز معالم أبوظبي السياحية باللون نفسه.

وفي دبي، أهدت هيئة تنمية المجتمع، أطفالها في قرية العائلة وخدمة رؤية المحضون، المجموعة القصصية “عالمي الصغير” للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، وذلك تزامنًا مع مناسبة يوم الطفل، وشهر القراءة.

وفي الشارقة، أطلق مكتب الشارقة، التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، حملة ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الأطفال واليافعين على الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، عبر مسابقة تفاعلية حول حق الطفل في اللعب، عبر تصوير ونشر فيديوهات مبتكرة وإبداعية.

ويستمر المكتب في استقبال المشاركات حتى 31 مارس الجاري، كما خصص المكتب جوائز للفائزين في المسابقة، الذين سيتم اختيارهم وفق التزامهم بالشروط.

كلمات محفزة

لم يتوان قادة الإمارات وكافة مؤسسات الدولة في تقديم الدعم والتحفيز للأجيال القادمة، وظهر ذلك جليًا صباح اليوم، إذ تتوالى الاحتفالات ليس فقط داخل البلاد بل على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال تغريدة له على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، على أن الأطفال وأسرهم يجدون كل الرعاية الضرورية لحياة آمنة وصحية وسعيدة، بدعم أم الإمارات ورؤيتها وبادراتها.

إذ قال في تغريدته: “في يوم الطفل الإماراتي الذي يرفع هذا العام شعار حق اللعب، نؤكد ضرورة انخراط الأطفال والنشء في أنشطة حيوية تساعدهم على تجاوز تحديات أزمة كوفيد19 وبدعم أم الإمارات ورؤيتها وبادراتها يجد الأطفال وأسرهم كل الرعاية الضرورية لحياة آمنة وصحية وسعيدة”.

كذلك أكد الشيخ سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، على أن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في مجال حماية ورعاية الطفولة.

وتابع: “من منطلق إدراكها أن الطفل هو عماد الحاضر وثروة المستقبل وكرامة المجتمع، أقرت مجموعة من القوانين والتشريعات تؤكد إيمانها الراسخ بأن حماية الطفل هو نهج حضاري يجسّد مكانتها كرمز للإنسانية”.

أما بلدية دبي، فقالت عبر صفحتها الرسمية: “آمنت الإمارات بأطفالها، وعرفت أن بناء طفل مبادِر، متعلم ومبتكر يعني بناء مجتمع ينافس الدول المتقدمة عالميةً وتميزًا، وكذلك بلدية دبي لم تدخر جهدًا في سبيل النهوض بالطفولة وتأمين بيئة تعزّز الابتكار والتعليم والمعرفة لدى الأطفال”.

وفي ذات السياق، نشرت الصفحة الرسمية لمكتب أبوظبي الإعلامي، عبر “تويتر”، مقطع فيديو من فعاليات الاحتفال بهذا اليوم، وعلقت عليه قائلة: “كل طفل لديه الحق في النمو في بيئة توفر له الرعاية.. فالأطفال يمثلون المستقبل، وهم قادة الغد الذين نعول عليهم لمواصلة مسيرة التطور والبناء في دولة الإمارات.. يوم الطفل الإماراتي”.

ومن جانبه أشعل هاشتاج “#يوم_الطفل_ الإماراتي” موقع العصفورة الزرقاء، احتفالًا بهذه المناسبة الوطنية، التي تعكس نهج الدولة في إعداد أجيال المستقبل.

https://twitter.com/Safya_Elroumy/status/1371389259169595395

في نهاية الأمر، سواء في ظروف الجائحة أو غير، تشكل حماية الطفل وتعزيز حقوقه أولوية قصوى لدى صانع القرار في دولة الإمارات من أجل أن توفر لهم فرص التمتع بحياة كريمة ومستقبل أفضل.

ربما يعجبك أيضا