طهران تضغط على بايدن.. استمرار سياسة الابتزاز النووي

يوسف بنده

رؤية

تصر إيران على اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية الخطوة الأولى لرفع جميع العقوبات للعودة إلى الاتفاق النووي، في حين تؤكد حكومة الرئيس الأمريكي، جو بايدن أن العقوبات لن ترفع حتى تعود إيران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وفي 22 فبراير/ شباط الماضي، قال المرشد الأعلى، علي خامنئي: “نحن عازمون على امتلاك قدرات نووية تتناسب مع احتياجات البلاد، ولهذا السبب، لن يكون حد التخصيب في إيران20 في المائة، وستنتج إيران القدر الذي تحتاجه البلاد”.

وأضاف: “على سبيل المثال، بالنسبة للدفع النووي أو غيره من الأعمال، قد نزيد التخصيب إلى 60 في المائة”.

بعدها، وصف رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تصريحات المرشد الإيراني هذه، بأنها “نكسة خطيرة” وتزعزع استقرار المنطقة.

وأكد أن ذلك من شأنه أن يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، مضيفًا: “آمل ألا يحدث هذا، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستعمل على القيام بدورها”.

وردا على سؤال حول الطرف الذي يجب أن يتخذ الخطوة الأولى للعودة إلى الاتفاق النووي، قال غروسي -في مقابلة مع “يورونيوز”- “لا أعرف من يجب أن يفعل ذلك، أعتقد أنه ينبغي على كليهما القيام بذلك”.

ووصف إمكانية العودة “بين عشية وضحاها” للاتفاق النووي بأنها “مستحيلة”.

وأشار مسؤول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الإجراءات وردود الفعل بين إيران والولايات المتحدة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، وقال: “لقد حدثت أشياء كثيرة. رأينا أن إيران تنتج مواد من (اليورانيوم المخصب)، إذا كانت تبيع أو تصدر منتجاتها، فمن سيسيطر عليها؟”

استمرار الضغط

وفي إطار الضغط والابتزاز النووي، أشار محسن رضائي، سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده، قائلًا: يجب تعزيز دبلوماسيتنا في هذا المجال، ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة لأن ذلك سيؤدي إلى إلغاء العقوبات من قبل أمريكا.

وكان “رضائي” قد صرح في وقت سابق لصحيفة “فاينانشيال تايمز” بأن طهران مستعدة للعودة إلى المفاوضات إذا أرسل الغرب والولايات المتحدة “إشارات واضحة” بأنهم سيرفعون العقوبات في غضون عام.

وقد قوبلت تصريحاته هذه بردود فعل من قِبَل الخارجية الإيرانية والمسؤولين الحكوميين في إيران، حيث وصفها إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، بأنها جاءت بدوافع انتخابية.

كما قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، قاسم محب علي، لصحيفة “آرمان ملي” الإيرانية، إن طهران لم تستطع خلال الشهرين المنصرمين استغلال الفرص الموجودة والتي توفرت مع مجيء إدارة بايدن، مؤكدا أن عملية المفاوضات هي عملية متبادلة ولا ينبغي على إيران الجلوس في موقعها الحالي وانتظار الطرف الآخر بل ينبغي الذهاب إلى طاولة الحوار والمفاوضات.

وأضاف محب علي قائلا: “إن زيادة التوتر والتشنج في الأزمة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ستقود بكل تأكيد إلى القضاء على الاتفاق النووي بشكل كامل، وبالتالي تسلب هذه الفرصة المتوفرة حاليا أمام البلاد”، موضحا أنه من الضروري إعطاء فرصة وتوفير مناخ لازم لعودة بايدن إلى الاتفاق النووي لأن حصول هذا الاتفاق يحقق مصلحة إيران.

الوكالة الدولية تحذر

حذر رفائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن زيادة تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى ستقرب إيران من الاستخدام العسكري.

وكتب موقع “نكي آسيا” في هذا الصدد: “في الوقت الذي ترفع فيه إيران مستوى تخصيب اليورانيوم، مما يسمح لها بتطوير أسلحة، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع هذه الصحيفة إن الوكالة تسعى لاستئناف عمليات تفتيش مكثفة لمنشآت إيران النووية”.

وحذر غروسي في هذه المقابلة من أن إنتاج اليورانيوم بمستويات تخصيب أعلى “يقرب إيران من مستويات لا يمكن تجاهل تطويرها للاستخدام العسكري”.

ووصف غروسي خفض عمليات التفتيش من قبل إيران بالتزامن مع زيادة التخصيب بما يصل إلى 20 في المائة بأنه  “أمر غير عادي”.

وأضاف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: “من الواضح، إذا كنت تريد الحصول على ضمان مقبول بعدم وجود انحراف عسكري، فأنت بحاجة إلى تفتيش قوي للغاية”.

وأشار غروسي إلى أن إيران  “تمتلك أقل بقليل” من 20 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، لكن لديها 3000 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب الذي تم إنتاجه، من قبل، عند مستويات أقل، ووصف هذه الكمية بأنها آخذه في النمو.

كما أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيادة قدرات إيران في مجال التخصيب النووي من خلال تشغيل المزيد من المعدات.

وذكرت نكي آسيا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية  ستبدأ مشاورات فنية مع إيران في أبريل/نيسان، وأن أحد مجالات تركيزها هو وجود جزيئات يورانيوم في منشآت نووية غير معلن عنها.

وفي هذا الصدد، قال غروسي: إن ردود الجانب الإيراني حتى الآن “غير صحيحة من الناحية الفنية”.

يأتي تحذير غروسي من الحاجة إلى المزيد من عمليات التفتيش المكثفة، في حين تدعو إيران إلى رفع جميع العقوبات الأمريكية للعودة إلى مستوى التزاماتها في الاتفاق النووي، لكن الولايات المتحدة تقول إنها لن تمنح تنازلات حتى تعود طهران بالكامل إلى التزاماتها.

ربما يعجبك أيضا