الأردن في مواجهة كورونا.. الدولة تحشد لكسر الوباء وعودة الحياة بحلول الصّيف

علاء الدين فايق

رؤيـة – علاء الدين فايق

عمّان – تحشد الدولة الأردنية طاقاتها على كل الأصعدة، لكسر المنحنى الوبائي لجائحة كورونا التي سجلت الإثنين، أعلى حصيلة إصابات يومية، وسط آمال إعادة فتح القطاعات تدريجيّاً، وبدء العودة إلى الحياة الطبيعيّة بحلول الصّيف المقبل.

فقد ترأّس رئيس الوزراء بشر الخصاونة اليوم اجتماعاً بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، ومدير المخابرات العامّة اللواء أحمد حسني، ووزير الدّولة لشؤون الإعلام المهندس صخر دودين، ووزير الدّاخليّة وزير الصحّة المكلّف مازن الفرّاية، ومدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة.

وجرى خلال الاجتماع استعراض الوضع الوبائي الحرج، الذي تصاعد منحناه إلى أرقام غير مسبوقة، في ظلّ تسجيل 82 حالة وفاة وأكثر من 9400 إصابة اليوم بفيروس كورونا المستجدّ، بالإضافة إلى ارتفاع النسب الإيجابيّة في الفحوصات لمستويات خطيرة.

وتأتي هذه الحصيلة الكبيرة مع مرور عام لم تكن فيه حصيلة الإصابات بكورونا تزيد عن 6 حالات.

وناقش الاجتماع أوضاع المستشفيات في القطاعين العام والخاصّ، بالإضافة إلى المستشفيات التابعة للقوّات المسلّحة والمستشفيات الميدانيّة، حيث أصبحت جميعها تعاني ضغطاً شديداً بفعل تزايد أعداد الحالات المصابة التي تحتاج إلى العلاج، بالإضافة إلى الحالات التي تحتاج إلى عناية حثيثة وإلى أجهزة تنفّس اصطناعي.

وأشارت الحكومة إلى أنّ بعض المستشفيات شارفت نسبة الإشغال فيها على الوصول إلى (100%).

وأكّد رئيس الوزراء أنّ الحفاظ على أرواح المواطنين وحماية صحّتهم وسلامتهم أولى الأولويّات، مشدّداً على ضرورة إنفاذ القانون والتعليمات وأوامر الدفاع من أجل كسر حلقة هذا الوباء الشرس.

التجمعات مرفوضة ومهزلة

وخلال الاجتماع، وجّه الخصاونة وزير الداخليّة، ومن خلال الحكّام الإداريين والأجهزة الأمنيّة، إلى إنفاذ القانون والتعليمات في جميع محافظات ومناطق المملكة، وذلك من أجل الحفاظ على صحّة المواطنين وسلامتهم، ومنع زيادة انتشار الوباء بما يؤثّر سلباً على قدراتنا الصحيّة، ويفاقم الضغط الحاصل على المستشفيات وعلى الكوادر الطبيّة والتمريضيّة التي تواصل العمل على مدار السّاعة.

وقال وزير الداخلية، وزير الصحة المكلف مازن الفراية خلال مقابلة عبر شاشة التلفزيون الأردني، إن خروج الناس إلى “الشوارع مهزلة” في ظل الحالة الوبائية الصعبة.

وتساءل مستهجنا: “كيف يسمح الأهالي لأبنائهم بالاختلاط مع 200 شخص ثم العودة للمنزل!”.

وتساءل أيضا: “لماذا تتظاهر عشان حق هل هذا وقته؟”، مضيفا “أعتقد أنه آن الأوان لوقف هذه المهزلة هذه مهزلة كبيرة، وخروج الناس بهذا العدد في ظل أوامر الدفاع أعتقد أنه مهزلة”.

وأكد وزير الداخلية، أن هناك تعليمات واضحة للأجهزة الأمنية تتعلق بعدم السماح بالتجمهر والخروج بعد الساعة السابعة مساء حيث يسري حظر تجول شامل يمتد للساعة السادسة صباحا لإشعار آخر.

وشدد الوزير، على أنه لا تهاون في خرق أوامر الدفاع ولا تجاوز فيه.

وتأتي تصريحات الوزير في ظل خروج مئات الأردنيين بمناطق عديدة من المملكة للاحتجاج على فاجعة مستشفى السلط الحكومي التي راح ضحيتها 7 مواطنين بسبب انقطاع الأكسيجن عن قسم العناية الحثيثة.

برنامج التطعيم الوطني

على صعيد متّصل، ناقش الاجتماع الحكومي الأول من نوعه المعلن في عهد حكومة الخصاونة، مستجدّات برنامج التطعيم الوطني ضدّ وباء كورونا، والإجراءات التي تمّ اتخاذها لتسريع عمليّة تلقّي المطاعيم وتكثيفها، وتأمين وصول أكبر عدد ممكن من المطاعيم الآمنة والفعّالة، وضمان توفيرها لأكبر عدد ممكن من المواطنين.

وفي هذا الصّدد، أكّد رئيس الوزراء على أنّ توفير المطاعيم وتلقّيها، بالإضافة إلى الالتزام الكامل والجادّ بالتعليمات والإجراءات المقرّرة للتعامل مع وباء كورونا، والالتزام بأوامر الدفاع هي السبيل لمواجهة هذه الجائحة الأشرس على البشريّة منذ ما يقرب مئة عام.

وحتى اليوم زاد عدد من تلقوا مطعوم كورونا في الأردن عن 200 ألف شخص بحسب وزير الداخلية المكلف بإدارة وزارة الصحة والذي قال إننا بدأنا نشهد إقبالا واسعا على التسجيل للحصول على اللقاح.

الملك يتوعد المقصرين بالمحاسبة

من جانبه، توعد الملك عبدالله الثاني أنه سيحاسَب كل شخص قصّر في عمله وفي حماية أرواح الأردنيين، وفق نتائج التحقيق في حادثة انقطاع الأوكسجين عن مرضى في مستشفى الحسين السلط الجديد.

وقال، خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني اليوم الإثنين، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، “رحمة الله على أهلنا الذين فقدناهم في السلط”، مشددا على أنه ليس مقبولا أبدا أن نخسر أي مواطن نتيجة الإهمال.

كما شدد، خلال الاجتماع الذي حضره الأمير فيصل بن الحسين مستشار الملك، رئيس مجلس السياسات الوطني، على ضرورة أن يكون كل مسؤول أو موظف، كبيرا أم صغيرا، على قدر المسؤولية، وإلا فليترك المجال لمن يريد أن يخدم الأردن والأردنيين.

وأكد أن المنصب ليس للترضية أو المجاملة، بل لخدمة الأردنيين والأردن بإخلاص.

ربما يعجبك أيضا