أزمة لقاحات أسترازينيكا.. تطمينات دون جدوى

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تمثل أزمة لقاحات أسترازينيكا تحديًا صعبًا أمام تعافي الاقتصاد العالمي، الذي يعاني في الوقت الحاضر من غياب العدالة في التوزيعات وبطء عمليات التطعيم، كما أن تعليق عمليات التطعيم بهذا اللقاح ستكون لها تداعيات كبيرة على مليارات البشر الذين يشملهم برنامج كوفاكس والذي يعتمد مباشرة على لقاح أسترازينيكا.

أسترازينيكا وجلطات الدم

بدوره، سعى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى طمأنة المتخوفين من اللقاح بالقول إن لقاح أكسفورد أسترازينكا اثبت فعالية، وأنه آمن للاستخدام. وذلك بعد أن أوقف عدد من الدول الأوروبية عمليات التطعيم للقاح أكسفورد أسترازينكا، بسبب تسجيل حالات تخثر في الدم لمن تلقوا اللقاح، دون تأكيد الصلة بين اللقاح وحالات التجلط هذه.

وانضمت بلغاريا إلى الدنمارك والنرويج وأيسلندا وتايلاند وليتوانيا وأستونيا ودولا أخرى، إلى قائمة الدول التي أوقفت مؤقتا التطعيم بهذا اللقاح في ظل تقارير أشارت إلى تكون جلطات في الدم لدى بعض من تلقوه.

ويرى مراقبون أن اللقاح تعرض لحملات إعلامية سيئة خلال الأشهر الماضية وهذا سيجعل من الصعب إقناع الناس بتلقي اللقاح وهو ما يزيد الإصابات والوفيات.

تطمينات دون جدوى

قالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن لجنة الخبراء الاستشارية التابعة لها تدرس في الوقت الراهن لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا بعد وقف بعض البلدان توزيعه، لكن لا يوجد سبب لعدم استخدامه.

وأضافت هاريس أنه «لقاح ممتاز» ولاتوجد علاقة سببية بينه والأنباء التي وردت عن حالات تجلط في الدم. وفي ألمانيا قال كبار مسؤولي الصحة إن المصل الخاص بشركة أسترازينيكا آمن ويمكن لألمانيا مواصلة استخدامه.

وكالة الأدوية الأوروبية بدورها طمأنت المواطنين بأن فوائد اللقاح مازالت أعلى من مخاطره ويمكن الاستمرار في إعطائه فيما يجري التحقيق في حالات الجلطات.

وبينما تواجه ألمانيا شحا في اللقاحات ومع بدء موجة ثالثة من جائحة كوفيد-19، تحرص الحكومة على التأكد من أن الشكوك بشأن اللقاحات لا تقوض حملة التطعيم التي تنفذها من أجل السيطرة على الجائحة.

وقال وزير الصحة الألماني ينس سبان «كل ما نعلمه حتى الآن يشير إلى أن فوائد اللقاح، حتى بعد كل حالة فردية مسجلة، أكبر بكثير من المخاطر وهذا لا يزال الحال».

الدول الفقيرة.. أزمة كبيرة

إلى جانب أزمة الإمدادات في المنطقة الأوروبية وغياب العدالة في التوزيع واستغلال اللقاح لتحقيق مصالح سياسية فيما يعرف بدلوماسية اللقاحات، تواجه عملية التطعيم أزمة جديدة تمثلت في توقف بعض الدول عن استعمال اللقاح بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

وتبرز أهمية اللقاح من أنه الأرخص والأوسع انتشارا في العالم وهو من اللقاحات الأكثر توزيعا في الدول الفقيرة ذات الكثافة السكانية بموجب مبادرة كوفاكس المدعومة من منظمة الصحة العالمية والتي تهدف لضمان التوزيع العادل للقاحات على مستوى العالم.

الاقتصاد العالمي.. خسارة فادحة

الخسائر لا تتوقف عند هذا الحد، إذ إن التشكيك في فعالية اللقاح والأعراض الناجمة ستؤدي إلى عرقلة الإمدادات والتوزيع اللازم لتطعيم مليارات البشر مما سيؤخر من عمليات التعافي من الإصابة وهو ما يعني اقتصاديا خسارة تقدر بنحو 9 تريليونات دولار . حتى لو استطاعت الدول الغنية توفير لقاحات بديلة لتطعيم سكانها، إذ إن الدول الفقيرة تعرض سكانها لأزمة قاسية خلال العام الماضي وتعاني نقصا في التمويل وفي وصول اللقاحات إليها بسبب احتكار اللقاحات وبطيء برنامج كوفاكس مما قد يزيد من الأزمة ويهدد بالانتشار الواسع بمعدلات البطالة والفقر بسبب فقدان الوظائف واستمرار القيود التي تكبل الأنشطة الاقتصادية وهذا سيكون له تداعيات كبيرة على تعافي الاقتصاد العالمي بسبب مؤسسات مالية دولية.

ربما يعجبك أيضا