تقرير استخباراتي.. كيف حاولت إيران وروسيا التأثير على الانتخابات الأمريكية؟

محمود طلعت

محمود طلعت

نشرت الاستخبارات الأمريكية، اليوم الثلاثاء، تقريرًا جديدًا تناول التهديدات الخارجية لانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، والتي فاز فيها جو بايدن على منافسه دونالد ترامب.

وتم تقديم نسخة سرية من التقرير من مكتب مدير المخابرات الوطنية إلى الكونجرس ولجان الإشراف على الاستخبارات في 7 يناير الماضي، ولم يذكر التقرير ما إذا كان متاحًا أم لا للرئيس جو بايدن، الذي لم يكن في منصبه في ذلك.

وكشف تقرير الاستخبارات الأمريكية، أن قوى خارجية، حاولت التأثير على سير الانتخابات، بهدف تشويه سمعة حملة الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي، لصالح دونالد ترامب.

تضليل إيراني روسي

وتفصيلا أفاد التقرير الذي نشره مكتب مدير الاستخبارات الأمريكية، أن موسكو وطهران نشرتا معلومات مضللة في محاولة للتأثير على الانتخابات الأمريكية.

ولفت إلى أن «إيران شنت حملة تأثير خفية متعددة الجوانب لتقويض احتمالات إعادة انتخاب ترامب، على الرغم من عدم الترويج مباشرة لخصومه، وتقويض ثقة الجمهور في العملية الانتخابية والمؤسسات الانتخابية والمؤسسات الأمريكية وزرع الانقسام وتفاقم التوترات المجتمعية في أمريكا».

6050ff6a4236041e1702a1aa

كما ذكر التقرير أن «الرئيس الروسي بوتين أمر بعمليات تأثير بهدف تشويه مصداقية ترشيح الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي، ودعم ترشيح الرئيس ترامب، وتقويض ثقة الجمهور في العملية الانتخابية وتعميق الانقسام الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة، وقامت مجموعة من المنظمات الحكومية الروسية بتنفيذ هذه العملية».

دور صيني «إلكتروني»

ولم يغفل التقرير أيضا دور الصين، وكشف أنه «وفقا لتقييمنا، فإن الصين لم تبذل جهدا للتأثير على الانتخابات، رغم أنها درست هذه الإمكانية، إلا أنها لم تحاول تغيير مسار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة».

ووفقا للتقرير فإن بكين لم تتدخل لأنها «كانت ترغب في استقرار علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولم تعتقد أن انتصار هذا الطرف أو ذاك سيكون مفيدًا بما يكفي لتجاوز مخاطر الوقوع في فخ التدخل».

في الوقت نفسه، تشير الوثيقة إلى أنه في الفضاء الإلكتروني، اتخذت بكين بعض الخطوات لتقويض إعادة انتخاب الرئيس ترامب، واستخدمت أيضًا أدوات التأثير التقليدية مثل التدابير الاقتصادية والضغط لتشكيل علاقات ثنائية مفيدة، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات.

هجمات إيران السيبرانية

وأشار التقرير الأمريكي إلى تصاعد في هجمات إيران السيبرانية، ومحاولتها التأثير على مجرى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وبحسب التقرير فإن جهات أجنبية أخرى، بما في ذلك حزب الله وكوبا وفنزويلا، قد اتخذوا بعض الخطوات لمحاولة التأثير على الانتخابات، مثل قيام القراصنة بتعطيل الاستعدادات للانتخابات.

ورجح التقرير موافقة مرشد إيران علي خامنئي على هجمات سيبرانية للتأثير على سير الانتخابات، كما رجح قيام طهران بإرسال رسائل تهديد لمواطنين أمريكيين.

خامنئي

النفوذ الأجنبي الخبيث

تقول أفريل هاينز من أجهزة الاستخبارات الأمريكية، إن «النفوذ الأجنبي الخبيث هو تحد دائم يواجه بلادنا، والجهود التي يبذلها خصوم واشنطن، تهدف إلى تفاقم الانقسامات وتقويض الثقة بمؤسساتنا الديمقراطية»

واعتبرت هاينز أن «معالجة هذا التحدي المستمر يتطلب نهجا حكوميا كاملا قائما على فهم دقيق للمشكلة، نسعى بمثل هذه التقييمات إلى توفيره».

موســـكو تنفي التدخل

نفت روسيا في أكثر من مناسبة الاتهامات الأمريكية بشأن التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، قائلة على لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، إن «واشنطن تتهم موسكو بشكل مستمر بالتدخل في شأنها الداخلي دون دليل».

يقول بيسكوف: «لدى واشنطن هوس بمزاعم تدخّل موسكو بالشأن الداخلي الأمريكي، الاتهامات عارية من الصحة تماما، ورفضنا تلك الاتهامات مرارا، موقفنا واضح لا نتدخل بشؤون الآخرين، كما لا نسمح لأحد بالتدخل في شأننا».

وأعلنت الخارجية الروسية أن هناك أدلة على عدم تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية، وأن واشنطن هي التي تعيق نشر هذه الأدلة.

ربما يعجبك أيضا