مكافحة الإرهاب في ألمانيا.. كيفية تصنيف العناصر «الجهادية» الخطرة؟

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد

يمثل تيار السلفية النمط الأكثر انتشارًا من جماعات الإسلام الحركي في ألمانيا، ووصل عددهم طبقًا لإحصائية وزارة الداخلية في يوليو 2020 إلى  12,150 شخصًا بزيادة 850 شخصًا عن الإحصاء السابق له، وارتفاع بنسب النساء في جماعة السلفيين لتصل إلى 1580.

تتصاعد المخاوف الأمنية من تنامي تيار السلفية الجهادية في ألمانيا مُستقطبًا المزيد من العناصر سنويًا، وسط أدوار مجهولة يعززها المهمشون وأصحاب الهويات المضطربة في المجتمع، ما يدفع بضرورة تطوير آليات مواجهة التطرف الإسلاموي بالبلاد. 

كشفت تقارير الاستخبارات الألمانية، بأنه سافر من ألمانيا عام 2014  ما يقارب ألف شخص من أجل القتال بصفوف داعش في سوريا والعراق، وعاد منهم 30% وقتل منهم 10%، والأعداد الأخرى في الغالب في سوريا وتركيا والبعض في العراق وآخرون مصيرهم ما زال مجهولا، يذكر أن هناك أعدادًا تسربت إلى داخل ألمانيا ودول أوروبا بدون علم الحكومات.

تقسيم العناصر الخطرة 

يتم تقسيم العناصر الخطرة من قبل الاستخبارات الألمانية ضمن دوائر وتصنف درجة الخطورة حسب اللون: 

الأصفر: خطورة معتدلة

البرتقالي: خطورة ملحوظة

الأحمر: خطورة مرتفعة

ويشمل المقياس 73 سؤالا حول المتطرف يتحدد على إجاباتهم سواء كانت نعم أو لا أو غير معروف درجة الخطورة التي يصنف عليها الإسلامويون “الجهاديون”.

ويعتمد التصنيف الخطير، على مدى استعداد المتطرف لتنفيذ عمليات “انتحارية”، والتصنيف والأسئلة الموجود ة في النموذج تشمل الجماعات المتطرفة داخل ألمانيا أو خارجها.

وتكون أبرز الأسئلة المتعلقة برادار داعش والتي تبرز الخطورة المحتمل أن يشكلها المتطرف هي:

هل تلقى الشخص تدريبًا عسكريا؟.  

هل شارك في أنشطة جهادية بإحدى مناطق الصراع المختلفة؟.  

هل يجيد التعامل مع الأسلحة أو اشترك في تصنيع متفجرات؟.

هل حاول الانتحار من قبل؟، وما هي درجة سلامة صحته العقلية؟.

هل انضم بشكل فعلي لأي من الجماعات المتطرفة؟.

هل يمتلك سجل للسلوك العدواني والعنيف؟.

هل ينتمي أحد من عائلته لجماعات متطرفة معروفة أو شارك في هجمات؟

ما هي درجة التعليم التي حصل عليها؟.  

هل سبق سجنه وكم كانت الفترة وكيف مرت؟ .

هل يتعاون الشخص مع سلطات إنفاذ القانون بسلاسة أم لا؟.  

هل يرتبط بعلاقات بأشخاص داخل أو خارج الجماعة السلفية؟.  

كيف تسير حياته العائلية والوظيفية بشكل دقيق؟.

كيف تتعامل الحكومة الألمانية مع  العائدين من القتال بصفوف داعش؟

القضاء الألماني يفرض عقوبات على من يلتحق بتنظيمات أو منظمات إرهابية داخل وخارج ألمانيا، ويخضع الأشخاص المنتمون للحبس على ذمة التحقيق، حسب ما يقول الباحث الاجتماعي والخبير في مكافحة التطرف في مكتب مكافحة الجريمة في ولاية بادن فورتمبيرغ، فرانك بوشهايت.

ولكن مهمة القضاء في ألمانيا لا تنحصر بتحقيق العدالة فقط، ولكن ضمان أن يخرج المشتبه بهم والمتهمون والمحكومون بحالة أفضل من حالتهم قبل أن تبدأ محاكماتهم أو سجنهم، وهذا يشمل تقديم استشارة نفسية أيضاً.

المدعي العام الألماني يتعامل مع العناصر التي التحقت بالقتال في صفوف تنظيم داعش خاصة في سوريا والعراق وكأنها جرائم جنائية غير إرهابية، فالقانون الألماني  لايعاقب من سافر إلى سوريا والعراق في ظل ما يسمى “خلافة داعش” بقدر ما يعاقب على من تورط بعمليات إرهابية، وقتل.

هنا يكمن التحدي بالحصول على الشواهد والأدلة، من جانبها اعترفت الحكومة الألمانية بأنها أرسلت فرق عمل سرية إلى سوريا والعراق، مهمتها، تعقب المقاتلين الألمان في صفوف داعش من أجل جمع المعلومات ومتابعتهم، ومن بين المهام لفرق العمل هو تقديم الشواهد والأدلة إلى المدعي العام الألماني.

الاستخبارات الألمانية تقوم أيضا بمراجعة إجراءاتها، بين فترة وأخرى، وتعمل على تعزيز القدرات لوحداتها  المعنية في مكافحة الإرهاب، وتركز التدابير الأمنية على منع  محاربة التطرف محليا ومكافحة الإرهاب، من خلال تعديل الكثير من السياسات والإجراءات. 

اتخذت الاستخبارات الألمانية، “استراتيجية” جديدة مؤخرا وهي تنفيذ عمليات استباقية وآخرى وقائية، ساعدت على كشف وتفكيك خلايا تنظيمات متطرفة ومنعت وقوع عمليات إرهابية على أراضيها.

وأدركت الحكومة الألمانية أنها معنية بالفعل بمعالجة مخاطر التطرف داخل المجتمع  وقد سجلت السلطات أعداداً كبيرة من الأفراد المسافرين إلى مناطق النزاعات فى سوريا والعراق الذين تشكل عودتهم إلى أوروبا، بعد هزيمة تنظيم “داعش” تهديدا.

ربما يعجبك أيضا