وسط تغير المشهد الإقليمي والدولي.. نتنياهو يخوض الانتخابات الرابعة وحيدا

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

يتوجه المستوطنون الإسرائيليون، وبينهم نحو مليون ناخب فلسطيني، يوم الثلاثاء المقبل، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة هي الرابعة من نوعها خلال أقل من عامين، ولا يبدو أن الاستطلاعات تتوقع أن يتغير المشهد السياسي إلى ثبات واستقرار لتجنب انتخابات خامسة.

الانتخابات تجري بين قوائم تتبارى يمين ويسار ووسط، لكن المعركة الحقيقية تحتدم داخل معسكر اليمين، ذلك أن خيارات الناخب الإسرائيلي، أهملت منذ عقود ما هو يسار ووسط، والتحقت بأطروحات الليكود والأحزاب الدينية والتشكيلات التي لا تبتعد عن خطوط اليمين.

استطلاعات رأي

الاستطلاعات ما زالت تتحدث عن تقدم لحزب الليكود بزعامة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتطرح سيناريوهات حول الشكل الائتلافي المحتمل لحكومة بزعامته.

بيد أن لصناديق الاقتراع مزاج متقلب لا يريد نتنياهو أن يصطدم بمفاجآته، فهو يسعى للهروب للأمام من ملاحقة قضائية تتهمه بالفساد، وهو جاهز للدفع بخطابه للحدود القصوى لإقناع الناخبين بأنه ما زال الزعيم الأفضل للاحتلال الإسرائيلي.

تغير المشهد

وترصد الانتخابات المقبلة مستوى الحضور البرلماني العربي داخل الكنيست، بعد أزمة الانشقاقات التي طرأت داخل القائمة العربية المشتركة، كما تكشف عن تقلبات جديدة داخل المزاج السياسي للتكتلات داخل مجتمع عرب 48.

كما أن تغير الإدارة في البيت الأبيض أرخى مشهد دولي قد يكون له تداعياته قبل الانتخابات كما بعدها، فقد خسر نتنياهو حليفه دونالد ترامب والفريق المنحاز بقوة له، وبات عليه كما على باقي القوى السياسية الإسرائيلية أن تأخذ علما بانتعاش الكلام عن حل الدولتين والمفاوضات واندثار صفقة القرن الشهيرة.

فرنسا وألمانيا والأردن ومصر تنشط لإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، فيما تراقب العواصم الكبرى انتخابات الاحتلال الإسرائيلي بصفتها واجهة أساسية لعملية سلم باتت ضرورية في المنطقة وما زالت أقفالها عصية لدى الاحتلال الإسرائيلي.

محللون أكدوا أن هناك حالة من عدم الاستقرار لدى الاحتلال الإسرائيلي، وأن الانتخابات الرابعة ما هي إلا مقدمة لانتخابات خامسة، ولن يكون هناك تغيير جوهري في المشهد الإسرائيلي وسياسات الاحتلال.

سيناريوهات واحتمالات

ويرى خبراء في الشأن الإسرائيلي، أنه في حالة حصول المعسكر المناهض لنتنياهو من أحزاب اليمين والوسط على أغلبية تمكّنه من تشكيل ائتلاف حكومي يعتمد على تأييد 61 عضوًا من أصل 120 عضوًا في الكنيست، ومن دون دعم أو تأييد من القائمتين العربيتين، لتفادي التشكيك بشرعية الائتلاف الجديد، وتفادي تكرار تجربة إسحاق رابين، فإن المرشحين لخلافة نتنياهو في المنصب هما يئير لبيد من حزب «ييش عتيد» أو جدعون ساعر من حزب «تكفا حداشاه»، وكلاهما مصنف على اليمين في موقفه السياسي، مع احتمال ضئيل لتشكيل ائتلاف حكومي على أساس مبدأ التناوب بين الاثنين، لكن المحللين يرون في ذلك «معجزة» نادرا ما تحدث، ولن تغير شيئًا في سياسة الاحتلال الإسرائيلي وخاصة تجاه القضايا الكبرى الخلافية.

وتجرى الانتخابات الرابعة في 23 مارس (آذار) 2021 لانتخاب120 نائباً في الكنيست، ويبلغ عدد المصوتين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ويبلغ كل منهم 18 سنة فما فوق، 6 ملايين و578 ألف ناخب، بزيادة نحو 125 ألفاً عن الانتخابات السابقة، وبزيادة4 آلاف صندوق اقتراع، على نحو 11 ألف صندوق قائمة. وتخفيض عدد المصوتين في كل صندوق من 800 إلى 600 مصوت، بسبب كورونا.

أرقام وإحصائيات

ويبلغ عدد الناخبين من العرب (فلسطينيو 48) نحو مليون ناخب (997 ألفاً)، يشكلون نسبة 15 في المائة من مجموع الناخبين. إذا بلغت نسبة التصويت لديهم 75 في المائة مثل اليهود، يستطيعون إدخال 18 نائباً إلى الكنيست. لكن نسبة التصويت لديهم تكون عادة منخفضة.

وتتألف «القائمة المشتركة» من تحالف 3 أحزاب، هي «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» برئاسة أيمن عودة، و«العربية للتغيير» برئاسة أحمد الطيبي، وحزب «التجمع الوطني» برئاسة سامي أبو شحادة. وانضم أخيراً إليها حزب «معاً» والحزب الديمقراطي. وبالمقابل هناك «القائمة العربية الموحدة» التابعة للحركة الإسلامية برئاسة منصور عباس، التي انشقت عن «المشتركة».

وبسبب الإجراءات الاحترازية، سيتأخر نشر نتائج الانتخابات عدة أيام. وبعد الانتخابات بأسبوع تُعلَن النتائج النهائية في الجريدة الرسمية. ويختار رئيس إسرائيل (رؤوبين رفلين) رئيس الوزراء من ضمن أعضاء الكنيست، فيسند المهمة إلى مَن يُعتبَر صاحب أفضل احتمال للنجاح بتشكيل حكومة ائتلافية قابلة للاستمرار على ضوء نتائج الانتخابات. وهو يختار أولاً رئيس أكبر كتلة. وبما أن الحكومة تحتاج إلى ثقة الكنيست كي تتمكن من العمل، يجب أن تملك ائتلافاً داعماً يتكون على الأقل من 61 فرداً من ضمن أعضاء الكنيست الـ120.

جولات سابقة

وتوجهت إسرائيل نحو انتخابات مبكرة جديدة، وذلك بعد صدور قرار حل الكنيست مع انقضاء يوم 22 ديسمبر المنصرم، بعدما فشل شريكا الحكم، حزب “الليكود” بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب “أزرق أبيض” بزعامة وزير الدفاع بيني جانتس، في إيجاد حلٍ للمشاكل المتفاقمة بينهما، خاصةً فيما يتعلق بإقرار الموازنة.

ويجري الاحتلال الإسرائيلي رابع انتخابات تشريعية في غضون عامين، بعد ثلاثة استحقاقات متتالية أخيرة، خلال 9 أبريل 2019 و17 سبتمبر من نفس العام و2 مارس من العام الماضي.

ولم تسفر الاستحقاقات الثلاثة الماضية عن نتائج واضحة حول هوية الائتلاف الفائز بالانتخابات التشريعية، مما جعل تشكيل الحكومة معقدًا، كما جعل الحكومة الإسرائيلية دائمة مهددة بفعل الخلافات الداخلية بين شركاء الائتلاف الحاكم، وهو ما أفضى إلى الذهاب نحو انتخابات رابعة.

ربما يعجبك أيضا