الأردن على أبواب شهر رمضان.. المواطنون بين وقع الوباء وجنون أسعار السلع

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – يستعد الأردنيون بعد أقل شهر من اليوم، لاستقبال شهر رمضان لعام 2021، على وقع ذروة التفشي لوباء كورونا وارتفاع أسعار “جنوني” لسلع أساسية، في بلد يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة. 

واستنكرت جمعية حماية المستهلك، الارتفاعات في أسعار بعض السلع التموينية التي تحتاجها الأسر يومياً، واصفة إياها بالجنونية، كارتفاع أسعار السكر والأرز والزيوت النباتية واللحوم الحمراء المبردة المستوردة.

وبحسب الجمعية، فقد وصلت نسبة ارتفاع أسعار بعضها لأكثر من 40 بالمئة.

وأوضحت الجمعية في بيان لها حصلت “رؤية” على نسخة منه، أن الارتفاع في أسعار السلع في البورصات العالمية، لا يعكس النسب الحقيقية للأسعار التي يجب أن تباع بها، على افتراض أن هذه السلع غير متوفرة في الأسواق المحلية، إذ إن المخزون الاستراتيجي لهذه المواد بحسب الجهات الرسمية، متوفر ويكفي لأكثر من ستة أشهر.

وهذا شهر رمضان الثاني الذي يحل على الأردن في ظل جائحة كورونا التي زادت حصيلة الإصابات فيها منذ آذار مارس الماضي عن نصف مليون حالة إضافة لأكثر من 5500 وفاة. 

ويعيش الأردنيون منذ بدء الجائحة أوضاعا مالية واقتصادية صعبة فاقمتها إجراءات الحكومة المتمثلة بإغلاق القطاعات وفرض حظر التجول الشامل للحد من تفشي الوباء. 

السكر والأرز والزيوت 

من جانبها، أكدت وزيرة الصناعة والتجارة والتموين مها العلي ارتفاع 9 سلع من أصل 135 سلعة في الأسواق الأردنية. 

ومن بين هذه السلع التي شهدت ارتفاعا بأسعارها السكر والأرز والزيوت النباتية، وهي سلع أساسية بالنسبة للمواطن الأردني ويزيد الطلب عليها في شهر رمضان. 

وقالت الوزيرة في تصريحات صحفية، إن ارتفاع أسعار هذه السلع، يعود إلى الارتفاعات العالمية التي شهدتها تلك الأصناف في بلاد المنشأ منذ بداية العام الحالي خاصة أن تلك المواد يتم استيرادها من الخارج.

ويستورد الأردن معظم سلعه الأساسية من الخارج في بلد يفتقد للإنتاج وتقل فيه الصناعات الغذائية مع انحسار الرقعة الزراعية في كل عام. 

النواب ينتقدون غياب الرقابة 

واليوم الأحد، انتقد لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية وأعضاء في البرلمان، ما وصفوه بضعف أداء وزارة الصناعة والتجارة وعدم قيامها بحماية المستهلك من تغول بعض التجار والتصدي لهم ووضع سقوف سعرية للسلع.

كما انتقدوا غياب الحلول لدى وزارة الصناعة والتجارة في التصدي مسبقاً لأي إجراء له أبعاد اقتصادية سلبية على المستهلك، محذرين من تداعيات الارتفاع على المواطن.

وأكدوا ضرورة دعم الصناعة المحلية والتشجيع عليها من خلال تخفيض الكلف الإنتاجية لتمكينها من المنافسة محليا ودوليا.

وخلال اجتماع لبحث ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، قال نائب رئيس غرفة صناعة الأردن، هاني أبوحسان، إن أسعار المواد الخام متغيرة في بلد المنشأ بالنسبة للزيوت النباتية.

وأضاف أبوحسان أن لدينا 9 مصانع زيوت برأس مال يقدر بنحو 100 مليون دينار.

وأشار إلى أن الارتفاع يعود إلى ارتفاع المواد الخام عالمياً وأسعار مدخلات الإنتاج وأسعار الشحن عالمياً، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود الصناعي.

 وبين أن مستوردات الأردن من الزيوت النباتية تقدر بـ 89 مليون دينار، موضحاً أن لدينا لنهاية رمضان 23 مليون طن، علما أن الدولة الأولى التي نستورد منها أوكرانيا.

الارتفاع مخالفة لتوجيهات الملك 

من جانبه، قال رئيس جمعية حماية المستهلك محمد عبيدات، إن الارتفاعات الأخيرة على أسعار السلع الأساسية، مخالفة صريحة لتوجيهات الملك عبدالله الثاني حول جعل الأردن مركزا استراتيجيا للأمن الغذائي الإقليمي، نظراً لموقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي.

ودعا إلى توفير الغذاء الآمن والسليم للأسر الأردنية، بكميات كافية، وأسعار تتناسب وقدراتهم الشرائية، التي تدنت بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم أجمع. 

وطالب الجهات الرسمية بتوضيح وبيان أسعار السلع التي ارتفعت أسعارها، في البورصات العالمية، ومقدار الرسوم والضرائب المفروضة عليها، لمعرفة الأسعار العادلة التي يفترض أن تباع بها، بما ينصف أطراف العملية التبادلية كافة.

وأكد عبيدات أنه إذا بقيت الأسعار مرتفعة، فإنه يتوجب على وزارة الصناعة والتجارة والتموين، وضع سقوف سعرية عادلة لهذه المواد الأساسية أسوة بالسعر الذي وضعته للدجاج.

الاستهلاكية المدنية تثبت أسعارها 

بدورها، قررت المؤسسة الاستهلاكية المدنية تثبيت أسعار بيع مواد الزيوت النباتية والسمنة النباتية والسكر وأرز متوسط الحبة رغم فارق الأسعار مع السوق المحلي.

 ووفرت المؤسسة كافة احتياجاتها من السلع التي يزداد الطلب عليها في شهر رمضان المبارك، وتم البدء بعرضها في جميع أسواقها وبأسعار منافسة واقل من أسعار السوق المحلي. 

وقال مدير عام المؤسسة سلمان القضاة في بيان اليوم الأحد، أن المؤسسة مستعدة لتسيير أسواق متنقلة لبعض المناطق قبل وخلال شهر رمضان المبارك لترجمة رسالتها في الوصول جميع المواطنين في مواقعهم.

ربما يعجبك أيضا