سيناريو الرعب في إسرائيل.. حكومة يمينية برئاسة نتنياهو أو انتخابات خامسة

أشرف شعبان

رؤية- أشرف شعبان

اقتراب موعد الحسم في واحدة من أكثر الانتخابات الإسرائيلية تعقيدا، أدخل إسرائيل في مرحلة حبس أنفاس بانتظار الصورة التي ترسمها نتائج عينات التصويت لحظة إغلاق صناديق الاقتراع مساء غدا الثلاثاء.

ومع صدور استطلاعات الرأي الأخيرة قبل حظرها مساء الجمعة، انشغلت الأوساط الإعلامية بسيناريوهات المرحلة المقبلة التي لا تستبعد ما بات يعرف بسيناريو الرعب المتمثل في انتخابات خامسة الصيف المقبل.

نتنياهو هو الأقرب

سلسلة الاستطلاعات الأخيرة تظهر المسار نفسه، نتنياهو يزداد قوة ومعسكره هو الأقرب في الوصول إلى 61 مقعدا، والأهم أن إمكانية تأليف حكومة بديلة عن حكومة نتنياهو لا تلوح في الأفق، وعليه فإسرائيل أمام خيارين، حكومة يمينة صرفة برئاسة نتنياهو أو انتخابات خامسة.

ومع تراجع قوة المعسكر المناوئ لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق آخر التوقعات، إضافة إلى تفرق كلمة هذا المعسكر، تتجه الأنظار إلى حجم وموقف حزب «يمينا» برئاسة نفتالي بنت الذي أبقى لنفسه هامش مناورة ولم يكشف أوراقه حيال تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، الأمر الذي منحه لقب صانع الملوك الجديد.

مع نتنياهو أو ضده

خبراء ومحللون يرون أن نتنياهو يخطط لإجراء عناق الدب مع بنت، بهدف دفعه للمشاركة في الحكومة أو على الأقل لمنعه من التعاون مع المعسكر الآخر.

تشعبات المشهد السياسي وتعقيداته في إسرائيل والتي برزت في أربع جولات انتخابية في غضون عامين، لم تحجب برأي مراقبين حقيقة أن الانتخابات في إسرائيل تحولت إلى عنوان شخصي «مع نتنياهو أو ضده» وأنها باتت مجرد عمليات حسابية معقدة دون أي أيديولوجيا أو برامج سياسية.

كيفية التصويت في الانتخابات؟

ويصوت الناخب الإسرائيلي لقوائم حزبية في انتخابات تتنافس فيها الأحزاب على 120 مقعدا، ويجب على الأحزاب الحصول على نسبة 3.25% من نسبة المصوتين، ما يعني ضرورة حصول الحزب الواحد على أربعة مقاعد برلمانية حتى يعبر الكنيست، ومن ثم يحصل المرشح الأول في أكبر الأحزاب الإسرائيلية تمثيلًا على فرصة لتشكيل الحكومة.

خلال الجولات الانتخابية الماضية لم يحصل أي من الأحزاب ولا حتى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أغلبية 61 مقعدا لتشكيل حكومة ضيقة، ما دفع لإجراء انتخابات إسرائيلية جديدة.

يتنافس رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو على رأس قائمة الليكود حيث تعطيه استطلاعات الرأي أكبر الأحزاب عددا للمقاعد، لكنه بحسب ذات الاستطلاعات لا يملك من التحالفات ما يكفي للحصول على 61 مقعدا.

يلي الليكود حزب «يش عاتيد» برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد، رئيس المعارضة الإسرائيلية، ومن ثم المنافسين في اليمين، القيادي المنشق عن الليكود جدعون ساعر، ووزير الأمن الأسبق نفتالي بينت، ومن ثم تأتي الأحزاب العربية والمتدينة وأحزاب السيار والوسط في إسرائيل.

تفتت الأحزاب العربية

وتعد الانتخابات الرابعة، مختلفة بالنسبة للأحزاب العربية التي كانت بالأمس موحدة وبيدها 15 مقعدا في الكنيست، واليوم شابها انشقاق أضعف من مكانتها، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع عدد المقاعد التي يرجح أن تحصل عليها في الانتخابات المقبلة إلى 8 مقاعد، واقع خلف حالة من الإحباط، تحاول الأحزاب العربية التعامل معه باستنهاض الصوت العربي وإطلاق وعود قديمة جديدة.

لا يعول فلسطينيو الداخل على محطة الانتخابات كثيرا، لكنهم انقسموا ما بين متمسك بمبدأ الصوت العربي للحزب العربي، ومحبط غير مبال أو مهاجر للتصويت للأحزاب الإسرائيلية كأداة للعقاب، وهو ما دفع لنتنياهو للدخول للأحزاب العربية من بوابة الانقسام.

استمالة الصوت العربي

وترفع الأحزاب العربية المتنافسة في هذه الانتخابات شعارات الحقوق والتغيير والتأثير وحفظ الكرامة، لكن الجمهور العربي يرى أنه ليس بالشعارات وحدها يحدث التغيير وتصان الحقوق وما بين هذا وذاك تحاول أحزاب إسرائيلية للدخول من باب الإحباط هذا واستمالة الصوت العربي لصناديقهم.

أخيرا، يبقى السؤال، هل ستسفر الانتخابات الجديدة عن نتائج ستؤدي إلى معركة انتخابات خامسة أم أن المرشحين لرئاسة الحكومة يستطيعون تشكيل ائتلاف حكومي؟.

ربما يعجبك أيضا