بقيادة السعودية.. مبادرة سلام جديدة لإنهاء أزمة اليمن

محمود طلعت

محمود طلعت

مع دخول الأزمة في اليمن عامها السابع دون حلول جذرية على أرض الواقع بسبب ميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، وانتهاكاتها المتواصلة، طرحت المملكة العربية السعودية، مبادرة شاملة لوضع حد للأزمة اليمنية، وذلك تحت مراقبة الأمم المتحدة.

وقتل حوالي 130 ألف شخص، بينهم أكثر من 12000 مدني، في النزاع المستمر منذ 7 سنوات والذي خلف، بحسب الأمم المتحدة، أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

تفاصيل المبادرة السعودية

عقد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الإثنين، مؤتمرا صحفيًا في الرياض، للإعلان عن تفاصيل المبادرة، بمشاركة المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، والسفير السعودي لدى الحكومة اليمنية، محمد آل جابر.

المبادرة السعودية تشمل فتح مطار صنعاء أمام الرحلات المباشرة، الإقليمية والدولية، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية ثم بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.

كما تشمل أيضا إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحُديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني في الحُديدة وفق اتفاق ستوكهولم.

فرصـــــة لتـــحكيم العـقل

وزير الخارجية السعودي، دعا الحكومة اليمنية والحوثيين إلى قبول المبادرة، لكونها تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني، وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام، بحسب قوله.

وقال فيصل بن فرحان «نريد وقف إطلاق نار شامل تمهيدا للحوار السياسي والكرة الآن في ملعب الحوثيين»، مضيفا «لا مؤشر حتى الآن على رغبة الحوثيين في السلام».

وأشار إلى أن المملكة تنسق مع الأمم المتحدة لوضع حد للأزمة في اليمن، مؤكدا في الوقت ذاته على استمرار المملكة في دعمها للشعب اليمني وحكومته الشرعية.

رفض للتدخلات الإيرانية

السعودية جددت التأكيد على حقها الكامل في الدفاع عن أراضيها من الهجمات الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية، والمنشآت الحيوية التي لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي والممرات المائية الدولية.

كما شددت على رفضها التام للتدخلات الإيرانية في المنطقة واليمن، لكونها السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة اليمنية بدعمها لميليشيات الحوثيين عبر تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها وتزويدهم بالخبراء، وخرقها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

رد الحوثيين على المبادرة

وكعادتهم في المراوغة والكذب والتضليل، رد الحوثيون على المبادرة السعودية، زاعمين أنها «لا تتضمن أي شيء جديد». كما زعم كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، أن «فتح المطارات والموانئ حق إنساني ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط».

من جهته أكد المتحدث باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، أن وقف إطلاق النار في اليمن مشروط بقبول المبادرة التي طرحتها السعودية من طرفي الصراع باليمن.

وقال في تعليقه على المبادرة السعودية: «لدينا القدرات الكافية للتصدي لجميع الاعتداءات التي تقوم بها مليشيات الحوثي على السعودية، مضيفا «نتمنى قبول الأطراف اليمنية المبادرة التي طرحتها المملكة».

ترحيب واســــع النــــطاق

ولاقت المبادرة السعودية صدى إيجابي واسع النطاق عربيا ودوليا، حيث أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أن المنظمة الدولية ترحب بمبادرة السلام السعودية الجديدة التي تتسق مع جهود الأمم المتحدة.

كما رحبت الولايات المتحدة بالمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن، ودعت جميع أطراف الأزمة اليمنية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.

وعربيا رحبت الحكومة اليمنية، بالمبادرة، وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان: «هذه المبادرة أتت استجابة للجهود الدولية الهادفة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية، في الوقت الذي يقود فيه الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية ملاحم بطولية محققاً انتصارات في مختلف جبهات القتال التي أشعلتها الميليشيات الحوثية».

من جهتها رحبت دولة الإمارات بالمبادرة السعودية، واعتبرتها فرصة ثمينة لوقف شاملٍ لإطلاق النار في اليمن، ولتمهيد الطريق نحو حل سياسي دائم، مؤكدة التزام دولة الإمارات التام بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار والسلام والاستقرار.

كما دعت وزارة الخارجیة الكويتية الأطراف الیمنیة إلى التفاعل الإیجابي مع ھذه المبادرة والالتزام التام بھا بغیة انطلاق المشاورات بین الأطراف الیمنیة وصولاً إلى الحل السیاسي المنشود وفق المرجعیات الثلاث المتفق علیھا.

تخفيف معاناة اليمنييــــــن

بدوررها أشادت وزارة الخارجية البحرينية بمواقف المملكة وسعيها الدائم لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، وما قدمته من عون ومساعدات إنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، معربة عن تطلع البحرين إلى أن تلقى هذه المبادرة السعودية الخيرة تأييداً وترحيباً من جميع الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي.

وأعربت مصر عن ترحيبها بالمبادرة السعودية، والجهود الصادقة للسعودية وحرصها الدؤوب على التوصل لتسوية شاملة في اليمن تُنهي أزمته السياسية والإنسانية المُمتدة، وتعمل على تغليب مصلحة الشعب اليمني.

كما أعلن الأردن دعمه الكامل للمبادرة السعودية، والتي تقدم طرحًا متكاملًا منسجمًا مع قرارات الشرعية الدولية للتوصل لاتفاق سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية، ويحمي اليمن، ويوقف معاناة الشعب اليمني ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين. 

201710268393461 1170x610 1

من جهتها، رحبت منظمة التعاون الإسلامي، بالمبادرة، وثمن الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الحرص المستمر للمملكة على أمن واستقرار اليمن والمنطقة والدعم الجاد والعملي للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.

كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف, بالمبادرة، وأكد أنها تعكس الرغبة الصادقة لإنهاء الأزمة اليمنية لينعم الشعب اليمني بأطيافه كافة بالأمن والاستقرار.

يبقى الدور الآن على الأطراف الدولية في اتخاذ موقف أخلاقي للضغط على الحوثيين من أجل وقف إراقة دماء اليمنيين والانخراط في مبادرة السلام الشاملة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية.

ربما يعجبك أيضا