المبادرة السعودية.. نُزِعت ورقة التوت الأخيرة عن الحوثي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

المبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية بمؤشرات إيجابية جديدة سياسيًا، تمنح المملكة ثقة أكثر بالتحرك بالمنطقة خاصة وأن المبادرة تطرقت إلى التنسيق مع سلطنة عمان وقوبل ذلك بترحاب للمبادرة واضح وصريح من السلطنة التي تلعب دورًا محوريًا مهمًا جدا بالمنطقة وتمتلك علاقات إيجابية مع كل أطراف الصراع دوليا وإقليميا.

بدورها، رحّبت الحكومة اليمنية الشرعية بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب، فيما قال وزير الخارجية اليمني في بيان، «نريد وقفاً شاملاً لإطلاق النار»، مضيفاً أن «وقف إطلاق النار سيبدأ بمجرد موافقة الحوثيين على المبادرة».

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن تأييده لمبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية. وأكد أن المبادرة تمثل خطوة إيجابية نحو تسوية شاملة في اليمن، وتعكس صدق نوايا المملكة وسعيها للتخفيف من معاناة الشعب اليمني جراء استمرار الحرب.

كما رحبت واشنطن والاتحاد الأوروبي بالمبادرة، وأوضح المتحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل بيتر ستانو، أن الاتحاد الأوروبي يؤكد أن المبادرة خطوة إيجابية في العملية نحو السلام.

ويعكس حجم التفاعل الدولي الإيجابي مع المبادرة السعودية والتي تنص على وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وإطلاق حوار بين اليمنيين، وفق المرجعيات المعتمدة، الحرص من قبل المملكة على استقرار اليمن، وفي النهاية فإن ميليشيا الحوثي الانقلابية أجيرة عند إيران، وفضح عمالته خطوة في الاتجاه الصحيح.

Untitled 7
جرائم ميليشيات الحوثيين الإيرانية

الحوثي.. ورقة تفاوضية لإيران

أهم ما في المبادرة بحسب «عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز» أنها ستكشف بوضوح أن الحوثيين ليسوا إلّا ورقة تفاوضية لإيران وهم مرتهنون بالكامل لإيران أيًا كان الوضع على الأراضي اليمنية ولا يعنيهم صالح اليمن ومواطنيه ولا يهمهم أي خسائر أو أضرار تلحق بالشعب اليمني، وبالتالي لا شك أنهم سيرفضون المبادرة، وقد كان.

فقد سارع الحوثيون إلى رفض المبادرة والتقليل من شأنها، على غرار المبادرات السابقة التي قوبلت بالتعنت والمماطلة والسعي لإطالة وتعميق الأزمة الإنسانية كما اتهمتهم بذلك الخارجية اليمنية.

المبادرة ذكاء سعودي في التعامل مع الأحداث، فبعد رفض الحوثي نُزِعت عنه ورقة التوت الأخيرة وكشفت حقيقته أمام المجتمع الدولي بأنه رافض للسلام والاستقرار، وهذا الأمر يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته ليقف أمام هذه الجماعة المأجورة والمارقة.

ظل الحوثي يدين إغلاق مطار صنعاء، ويتباكى على المدنيين الذين لا يستطيعون السفر، مع أنه استغل المطار لسفر قياداته وعناصره، وذلك أمر يعرفه أهل صنعاء، فضلا عن إدخال السلاح من طهران. واليوم تطرح المبادرة السعودية فتح مطار صنعاء ووقف الحرب والذهاب للمفاوضات. فماذا كان رد الحوثي؟ رفض المبادرة وقال إنها لم تأت بجديد!

المبادرة السعودية رسالة مضمونها : قدمنا لهم كل الحلول السياسية الممكنة. هذا استباق وقطع طريق على أية دولة أو منظمة تريد أن تدعي أن الرياض لم تقدم حلاً سياسياً، ومن يتهم السعودية أنها تريد إطالة هذة الحرب، فهذه مبادرتها وشروطها.

إلا أن الحوثيين يريدون فتح المطار لهم إلى طهران وبغداد ودمشق وبيروت، ولا يهمهم أن يفتح للشعب الذي يعاني أزمة إنسانية خانقة جعلت نحو 80 % من سكانه يعتمدون على المساعدات، ولا يهمهم وقف نزيف الدم لأن الدم الذي يراق ليس دم إيران بل دم اليمن.

بحسب السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، فإن المبادرة السعودية تعالج كل القضايا الإنسانية، ووقف القتال ونزيف الدم اليمني، وبدء مشاورات سياسية بين الأطراف اليمنية تنهي الأزمة، وتنتقل باليمن إلى مرحلة جديدة من السلام والأمن والاستقرار والتنمية. وهي فرصة حقيقية لكافة الأطراف في اليمن لتحكيم العقل وتغليب مصلحة اليمن وشعبه الكريم، والمشاركة بايجابية لإحراز تقدم حقيقي ينهي الأزمة للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.

ربما يعجبك أيضا