تلاحقها اتهامات بارتكاب فظائع.. إريتريا تنسحب من تيجراي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

إعلان مفاجئ من رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، بشأن إقليم تيجراي يكشف حقيقة الوضع المتأزم داخل الإقليم المعزول، والذي شهد في نوفمبر الماضي حملة عسكرية إثيوبية للإطاحة بالسلطات المحلية لاتهامها بشن عمليات على معسكرات للجيش الفيدرالي. آبي أحمد قال إن إريتريا وافقت على سحب قواتها من حدود بلاده، على أن تتولى القوات الإثيوبية حراسة المناطق الحدودية على الفور.

تصريحات آبي أحمد بشأن القوات الإريترية تأتي بعد نفي البلدين الاتهامات بتدخل القوات الإريترية جملة وتفصيلا، فضلا عن إنكار الفظائع التي ارتكبتها في تيجراي، ولم يعترف بها رغم تصريح الأمريكيين بوجود أدلة حاسمة تؤكد ذلك، وتبليغات عشرات الشهود في تيجراي بأن الجنود الإريتريين كانوا يقتلون المدنيين بانتظام وارتكبوا عمليات اغتصاب جماعي وعذبوا النساء ونهبوا البيوت والمحاصيل، وهو ما امتنعت إريتريا عن الرد عليها.

آبي أحمد
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

ضغوط أمريكية

بعد ضغوط أمريكية وأوربية اعترف رئيس وزراء إثيوبيا أخيرا بالوجود الإريتري على أرض إقليم تيجراي، والتأكيد على أن الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي وافق على سحب قوات بلاده من الإقليم. رضي رئيس الوزراء -الحائز على جائزة نوبل للسلام- بدخول جيش دولة أخرى لبلاده، والمشاركة مع جيشه هو في التنكيل بأهلها المدنيين؛ بما في ذلك ذبح الأطفال، واغتصاب النساء.

مشاركة قوات أفورقي في القتال إلى جانب الجيش الإثيوبي وتوغلها داخل الحدود الإثيوبية، عدّه معارضون إثيوبيون استفزازا واعتداء غير مبررا ويمنح الحق في دعم جبهة تحرير تيجراي.

وبات وجه النظام الإريتري في حرج من ناحية عقوبات الاتحاد الأوروبي، ومن ناحية أخرى نظرة المجتمع الدولي تجاه النظام الإريتري عبر وزير إعلامه حول ما نفاه من وجود قواته في إقليم تيجراي، قبل أن يعود أبي أحمد ويؤكد وجود قوات إريترية، وهو ما يجعل النظام الإريتري في حالة اضطراب وتخبط.

اعتراف آبي أحمد، سبقه قبل أشهر مطالبة الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن في بيان لها أواخر يناير الماضي بانسحاب القوات الإريترية فوراً من إقليم تيجراي، مضيفة وقتئذ أن إريتريا «شنت على ما يبدو هجمات بالمدفعية من جانب حدودها، ولديها قوات في تيجراي رغم أن العدد الدقيق غير واضح».

يبدو أن مواقف أمريكا والغرب التي وصفتها أديس أبابا بـ «موجة العتاب الدولي» أثارت مخاوف الحكومة الإثيوبية، للدرجة التي جعلت آبي أحمد يوّجه نداء إلى القادة الأفارقة للوقوف مع بلاده تجاه الهجمة الغربية، داعيا إلى مشاركة اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في إجراء تحقيقات حول الانتهاكات «المزعومة» في الإقليم.

حوادث تعذيب واغتصاب

بـ«أدلة دامغة » يواجه جنود إريتريا اتهامات بالنهب والقتل والاغتصاب، دفعت رئيس الوزراء الإثيوبي إلى الاعتراف بارتكاب أعمال وحشية في إقليم تيجراي كاغتصاب للنساء وسلب للممتلكات، مضيفا أنه «ستتم محاسبة أي فرد من قوات الدفاع الوطني ارتكب (جريمة)».

تصريحات تأتي بعد أيام من وصف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ما حدث في تيجراي بـ«التطهير العرقي». وتشرح إحدى النسوية التيجرية المستوى المروع للاغتصاب في جمعية تيجراي. وتقول إن الكثير من الرجال يعتقدون أنه من حقهم أن يضربوا ويهزموا امرأة كل ليلة.

في السياق ذاته، ذكرت الأمم المتحدة أن 5 عيادات طبية في منطقة تيجراي بإثيوبيا سجلت أكثر من 500 حالة اغتصاب، منبهة إلى أنه نظرا للوصمة المرتبطة بالأمر ونقص الخدمات الصحية فإن من المرجح أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى من ذلك بكثير.

لائحة الاتهامات التي تلاحق الإريتريين، تمتد لتشمل قيام جنود إريتريين بإعادة لاجئين إريتريين قسراً من تيجراي إلى إريتريا، بحسب بيان الخارجية الأمريكية، إذ إن ما يقرب من 100 ألف إريتري يعيشون في أربعة مخيمات في تيجراي بعد فرارهم من الاضطهاد السياسي على مدى العقد الماضي.

وأودى القتال في تيجراي بحياة الألوف وتسبب في تشريد مئات الألوف في المنطقة الجبلية التي يقطنها زهاء 5 ملايين نسمة، وما زال التوتر الشديد يسود الإقليم مع استمرار ورود تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان والمزيد من عدم الاستقرار.

ربما يعجبك أيضا