حادث سوهاج| مآسي السكة الحديد تتواصل.. وقرارات رئاسية لتعويض الضحايا ومعاقبة المتسبب

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – واصلت سكك حديد مصر “حوادثها المأساوية”، إذ شهدت محافظة سوهاج في جنوب البلاد، تصادم قطارين في مركز طهطا، ما أسفر عن وفاة 32 شخصا وإصابة 156 حتى الآن، وسط توجيهات رئاسية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا، وإجراء تحقيق موسع في الواقعة، وأن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة

“تفاصيل الحادث”

المشهد المتكرر في مصر، على مدار العقود الماضية، تسبب في وفاة 32 شخصا، وإصابة 156 آخرين، بحسب آخر إحصائية أعلنها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحفي في أعقاب زيارته لمصابي الحادث.

وفور وقوع الحادث، تحركت قوات الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع الحادث لإنقاذ المصابين وانتشال الضحايا، ودفعت وزارة الصحة المصرية بأكثر من 100 سيارة إسعاف، مشيرة إلى أنه تم نقل حالات الوفاة والمصابين إلى مستشفيات (طهطا، سوهاج التعليمي، المراغة، سوهاج العام).

وأوضحت الوزارة في بياناتها المتعددة حول الحادث أنه الإصابات تراوحت بين كسور، وجروح قطعية، وسجحات بأماكن متفرقة بالجسد، مؤكدة أن جميع المصابين يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة بالمستشفيات، منوهة بأنه  تم الدفع بتعزيزات طبية من محافظة القاهرة إلى سوهاج.

الهيئة القومية للسكك الحديدية، أرجعت الحادث إلى فتح بلف الخطر لبعض العربات بمعرفة مجهولين، مشيرة إلى أنه أثناء مسير قطار ١٥٧ مميز الأقصر الإسكندرية ما بين محطتي المراغة وطهطا تم فتح بلف الخطر لبعض العربات بمعرفة مجهولين، وعليه توقف القطار.

وبينت الهيئة في بيان رسمي، أنه في تمام الساعة ١١:٤٢ تجاوز قطار ٢٠١١ مكيف أسوان القاهرة سيمافور ٧٠٩ واصطدم بمؤخرة آخر عربة بقطار ١٥٧، ما أدى إلى انقلاب عدد ٢ عربة من مؤخرة قطار ١٥٧ المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار ٢٠١١  وعربة القوى لافتة إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب الحادث، وجاري المتابعة لسرعة رفع الحادث وتسيير حركة القطارات علي الخط.

“توجيهات السيسي”

وعقب دقائق قليلة من الفاجعة، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي -في بيان عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- متابعته عن كثب الحادث الأليم، متابعا: “الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصرارا على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث”.

وكلف الرئيس المصري رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاته بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة، مطالبا بأن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة.

ووجه السيسي التعازي لأسر الضحايا، قائلا: “إنني إذ أتوجه بكامل العزاء لأسر الشهداء الذين لقوا ربهم اليوم، أقدم لأسر المصابين كامل المواساة والدعم وأمنياتي بالشفاء العاجل”، مكلفا الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا، وتشكيل لجنة من هيئة الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية والكلية الفنية العسكرية وكليه الهندسة، للتحقيق في الحادث.

“الحكومة تتحرك”

وفور وقوع الحادث، أمر رئيس الوزراء المصري، بتحرك المسئولين المعنيين فورا إلى مكان الحاث، وتقديم الدعم اللازم، وسرعة التعامل مع الموقف هناك، وتفعيل غرفة الأزمات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، للوقوف على الوضع في موقع الحادث.

وتوجه مدبولي، بصحبة عدد من الوزراء إلى محافظة سوهاج لزيارة مصابي الحادث، ومتابعة إجراءات التعامل مع الحادث، مكلفا بسرعة تشكيل لجنة فنية متخصصة؛ للوقوف على أسباب الحادث، مشددا على أنه لن يتم التهاون مع أي خطأ أو تقصير، وسيتم محاسبة المتسبب عن الحادث، وأنه وجه جميع الوزارات والجهات المعنية بتسخير كل إمكاناتها للتعامل الوضع.

“تحقيقات عاجلة”

وبعد أقل من ساعة من الحادث، أمر النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، بالتحقيق العاجل في حادث اصطدام القطارين، مطالبا جميع الجهات الالتزام بعدم إصدار أي بيانات أو تصريحات عن أسباب وقوع الحادث، مشيرة إلى أنها تتولى التحقيقات لكشف حقيقة أسباب وقوعه.

وتوجه النائب العام إلى محافظة أسوان على رأس فريق من المكتب الفني إلى محافظة سوهاج، لمعاينة موقع حادث تصادم القطارين ومتابعة سير التحقيقات.

 وأمر المستشار عصام المنشاوي رئيس هيئة النيابة الإدارية، بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، كما كلف اللجان الفنية المختصة بالفحص وتقديم تقاريرها للنيابة على وجه السرعة لكشف وجود ثمة إهمال أو مخالفات تأديبية كان من شأنها وقوع الحادث.

“تعويضات الضحايا”

رئيس الوزراء المصري، قال إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلف بمضاعفة التعويضات للمصابي وضحايا حادث تصادم قطارين في مدينة طهطها بمحافظة سوهاج بجنوب مصر، موضحا أنه سيتم صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفٍ في الحادث، ومن  20 إلى 40 ألفا للمصاب.

وبين مدبولي في مؤتمر صحفي، أنه تم تحريك طائرة تابعة للقوات المسلحة، بناء على توجيهات الرئيس لنقل الحالات الحرجة التي تحتاج إلى عمليات للقاهرة الكبرى، منوها بأن حكومته دفعت بطائرتين على متنهما 152 طبيبا في جميع التخصصات لإسعاف المصابين.

وأوضحت وزيرة التضامن المصرية نيفين جامع أن السيسي أمر بزيادة تعويصات الإصابة حسب عدد ساعات البقاء في المستشفى من 20 إلى 40 ألف جنيه، وقد تصل إلى 100 ألف حال وجود إعاقة، مشيرة إلى أن مؤسسات الدولة المختلفة تساهم لمضاعفة الأرقام.

أعلن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، صرف مساعدة عاجلة قدرها 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي و5 آلاف جنيه لكل مصاب في الحادث.

“معاقبة المتسبب”

وذكر مدبولي، أن الدولة المصرية تنفق مليارات الجنيهات على تطوير مرفق السكة الحديد لتطويره، وأن التحدي الكبير الذي تواجهه الدولة هو تطوير المرفق وفي نفس الوقت استمراره للمواطنين، مكملا: “ليس لدينا سبيل إلا تطوير مرفق السكة الحديد.. والموضوع يستغرق وقتاً”، مشددا على أنه لن يتم ترك المتسبب في الحادث بدون عقاب رادع”.

وأردف: “لسان حالي وكذلك الدولة شأن كل المصريين (إلى متى ستستمر الحوادث الخاصة بالسكة الحديد)، مشددًا على أن هذا المرفق شهد عقودًا من الإهمال، وعدم التطوير والصيانة حتى وصل إلى حالة من التقادم والخطورة الشديدة، وأن مصر يتواجد بها آلاف الكيلومترات من خطوط السكة الحديد، وأن التحكم والإدارة كانت تتم بعامل يدوي وبشري.

وأردف: “عطّل فيروس كورونا بعض الأعمال، ونواصل استكمال الأعمال المطلوبة، ونسرع من وتيرتها”، مستطردا: “حجم التعقيد في التطوير كبير، حيث يتم التطوير والخطوط تعمل، كما أننا نطور ونحدث الخطوط، ونطور المزلقانات ونحولها إلى إلكترونية، مع تطوير نظم التحكم اليدوية والميكانيكية العتيقة إلى إلكترونية، وأنه حجم هائل من العمل”.

“تضامن كبير”

في الوقت ذاته، انهالت التعازي على مصر من مختلف الدول العربية، وفي مقدمتها “الإمارات والسعودية والكويت والأردن والعراق والجزائر”، مؤكدة تضامنها مع القاهرة في حادثها الأليم، كما قدم عدد من الشخصيات العامة المصرية والعربية التعازي إلى أسر الضحايا، ومتمنية الشفاء العاجل للمصابين.

ربما يعجبك أيضا