انقلاب ميانمار.. مسلسل الدم مستمر رغم التنديد الدولي

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

تصاعد التنديد الدولي باستخدام جيش ميانمار القوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين العزّل، في حين نزل المتظاهرون مجددا إلى الشوارع في يوم كان الأكثر دموية منذ الانقلاب قتل فيه 141 شخصا على الأقل بينهم أطفال عدة.

وجاء في بيان مشترك اليوم الأحد، لقادة أركان جيوش 12 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وألمانيا “بصفتنا قادة أركان، ندين استخدام القوة القاتلة ضد أشخاص عزّل من قبل القوات المسلحة وأجهزة الأمن”.

وقالوا -في بيان مشترك– “بصفتنا وزراء دفاع، فإننا ندين استخدام القوة المميتة ضد الأشخاص العزل من قبل القوات المسلحة الميانمارية والأجهزة الأمنية المرتبطة بها”، وأضافوا أن “الجيش المحترف يجب أن يتبع المعايير الدولية للسلوك “وهو مسؤول عن حماية -وليس إيذاء- الأشخاص الذين يخدمونهم”.

ودعا قادة الجيوش في البيان “القوات المسلحة في ميانمار إلى وقف العنف والعمل على استعادة احترام الشعب وثقته بعدما فقدها بسبب تصرفاته”.

وقع البيان قادة جيوش 12 دولة من أستراليا وكندا والدنمارك وألمانيا واليونان وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وشهدت ميانمار أمس السبت أكثر الأيام دموية منذ انقلاب الجيش في فبراير الماضي، حيث قتلت قوات الأمن ما لا يقل عن 89 شخصا، وفق ما قالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين وهي منظمة غير حكومية محلية تحصي عدد القتلى منذ الانقلاب.

منعطف جديد

دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني 780x405 1

قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب  إن القمع العنيف للاحتجاجات الذي شهد مقتل أكثر من 90 شخص في ميانمار يمثل منعطفا جديدا، مضيفا أن بريطانيا ستعمل لضمان إيجاد سبيل لعودة الديمقراطية إلى البلاد.

وأوضح راب في تغريدة على موقع “تويتر” متناولا القمع الذي وقع في يوم القوات المسلحة في ميانمار إن قتل المدنيين العزل اليوم، ومنهم أطفال، يمثل منعطفا جديدا.

وأضاف: سنعمل مع شركائنا الدوليين لإنهاء هذا العنف المتجرد من الحس ومحاسبة المسؤولين عنه، وضمان سبيل لعودة الديمقراطية”.

وكانت الأمم المتحدة أشارت إلى تقارير تتحدث عن “عشرات القتلى بينهم أطفال ومئات الجرحى”، في حين ندد أمينها العام أنطونيو جوتيريش بـ”أشد العبارات” بهذه “المجزرة”.

من جهته أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -عبر تويتر- “لقد روّعنا سفك الدماء الممارس من قبل قوى الأمن البورمية، والذي يظهر أن المجلس العسكري مستعد للتضحية بأرواح الناس خدمة لمصالح قلة قليلة”.

وتابع: “أبعث أحر التعازي لأسر الضحايا.. شعب ميانميار الشجاع يرفض حكم الإرهاب العسكري”.

دفاع عن الانقلاب

وفي أثناء خطابه أمس السبت في احتفال بيوم القوات المسلحة، دافع قائد المجلس العسكري الجنرال مين أونغ هلينغ مجددا عن الانقلاب وتعهّد بتسليم السلطة بعد انتخابات جديدة.

ووجّه تهديدا جديدا لما أسماها الحركة المناهضة للانقلاب، محذرا من أن أفعال “الإرهاب التي يمكن أن تضر باستقرار البلاد وأمنها” غير مقبولة. وقال إن “الديمقراطية التي نرغب بها ستكون غير منضبطة إذا لم يحترموا القانون وإذا انتهكوه”.

واندلع العنف في كل أنحاء البلاد إذ استخدم الجيش الرصاص الحي في أكثر من 40 منطقة من مناطق البلاد التسع، بما يشمل يانغون أكبر مدن ميانمار، حسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين.

ونزل المتظاهرون مجددا إلى الشوارع اليوم الأحد غداة يوم القمع الأكثر دموية منذ الانقلاب في الأول من الشهر الماضي.

وأفادت وكالة أنباء “ميانمار الآن” (Myanmar Now) المستقلة بأنها وثقت مقتل 141 مدنيا في 44 بلدة ومدينة تابعة لـ8 مناطق من أصل 15 في أنحاء البلاد.

وأشارت إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب استمرار الحملة العسكرية وفق تقارير إعلامية وناشطين حقوقيين وشهود عيان. 

القتلى في زيادة

كانت وسائل إعلام محلية قد كشفت،  أمس السبت، عن أن قوات الأمن قتلت 93 شخصا في أكثر الأيام دموية منذ الانقلاب العسكري الشهر الماضي.

وبحسب إحصاء صادر عن باحث مستقل في يانجون قام بتجميع أعداد القتلى في الوقت الفعلي تقريبا، فإن العدد الإجمالي للقتلى بلغ 93، منتشرين في أكثر من 20 مدينة وبلدة.

وأفاد موقع “ميانمار ناو” الإخباري على الإنترنت بأن عدد القتلى وصل إلى 91 ، وكلا الرقمين يعتبران أعلى من جميع التقديرات الخاصة بالارتفاع السابق في 14 مارس، والذي تراوح ما بين 74 و90.

والأرقام التي جمعها الباحث، تحسب بشكل عام مع الإحصاء الصادر في نهاية كل يوم من قبل جمعية مساعدة السجناء السياسيين، والتي توثق الوفيات والاعتقالات وينظر إليها على نطاق واسع على أنها مصدر أكيد.

وكان المجلس العسكري في ميانمار قد حذر المواطنين من أن قواته ستطلق النار على المحتجين في رؤوسهم، حسبما أفادت رويترز، الجمعة، نقلا عن التلفزيون الحكومي.

ربما يعجبك أيضا