«الشارع الهولندي» يطالب بحق فتاة الحجاب ضحية العمل «العنصري الإرهابي»

سحر رمزي

رؤية  – سحر رمزي

أمستردام – خرجت فتاة الثالثة عشر من بيتها في شمال أمستردام على دراجتها، وهي على قناعة تامة أنها في بلد الأمن والأمان، هولندا بلد  الحرية واحترام الآخر، بلد تؤمن بالمساواة بين  سكان هولندا من مختلف الأجناس والألوان، بلد تواجه كافة أنواع التطرف والتمييز العنصري، بالاندماج والتعايش السلمي بين جميع سكان هولندا.

ولكن  ما حدث مع فتاة شمال أمستردام أو الطفلة التي تبلغ من العمر 13 عاما كان مخالفًا لكل ذلك، الفتاة خرجت في فترة الظهيرة بثقة وأمان على دراجتها ولا عجب في ذلك فهي تمشي بجانب بيتها ووسط جيرانها، كما أنها تسير في فترة الظهيرة والشمس تملأ المكان، ولكنها صدمت بوحش في صورة إنسان قام بضربها من الخلف وبوحشية دفعها من دراجتها على عمود كهرباء بالشارع مما جعل جسدها الضعيف يصطدم بشدة، نتج عن ذلك  إصابتها بارتجاج في المخ و التواء في الأنف وأيضا في ذراعها ، كما أصابها بكدمات على جسدها، وهرب المجرم العنصري من المكان قبل أن يتم نقلها للمستشفى.

لماذا حدث ذلك؟

الرجل اتهم الطفلة بالإرهاب لمجرد أنها ترتدي حجابًا ملونًا “وليس نقابًا أو ملابس تدل على التعصب أو التشدد الديني”، علما بأنها تلبسه رغبة منها، والأسرة لم تفرضه عليها، فهي من وجهة نظرهم ما زالت صغيرة وغير قادرة على فهم أهمية ارتداء الحجاب، ولكن احترموا رغبة ابنتهم.

نتيجة الحادث صدمة عصبية

بجانب ما أكده الأطباء من إصابة الفتاة بارتجاج في المخ وكدمات  في الجسم، والتواء في الذراع وفي الأنف، أصيبت أيضا بصدمة عصبية وحالة من الخوف الشديد، وخاصة من النزول من البيت، وكانت فاقدة الرغبة في مواجهة أي شخص، مما جعل الطبيب المعالج يحولها إلى طبيب نفسي، ولكن خوفها منعها من الاستمرار في الذهاب إليه.

ومؤخرا اقنعتها الأسرة بضرورة النزول للمدرسة برفقة الأصدقاء أو الأهل، حتي تستكمل دراستها وتتغلب على خوفها، لأنها مازالت غير قادرة على  مواجهة ما يمكن أن يحدث لها في الشارع، وفي مدرستها بدأت تتحدث مع  متخصص نفسي ذي ثقة.

ماذا فعلت الشرطة؟

الأسرة قررت اللجوء للشرطة لعمل محضر ضد المعتدي المجهول، وذلك رغبة منهم في الحفاظ على حق ابنتهم وفي نفس الوقت خوفا من أن يتكرر الحادث مرة آخري لها أو لأخوتها أو لغيرهم في المنطقة من العنصري الوحشي.

 ولكن للأسف لا يوجد كاميرات في المنطقة ولا يوجد شهود وحق الفتاة ضاع.

هل تستطيع الشرطة حماية المسلمات من العنصرية ؟

الجالية المسلمة لا تخفي غضبها، وترى أن الحادث يؤكد مخاوفهم من أن البوليس غير قادر على حمايتهم، وأنهم ضحية دعاة الكراهية  للمسلمين من حلفاء زعيم التطرف العنصري خيرت فيلدرز، وتطالب بحق طفلة شمال أمستردام.

ردود أفعال الشارع الهولندي

الشارع الهولندي لم يخف غضبه وخاصة شباب هولندا من مختلف الجنسيات، المسلمات أكدوا تصرف العنصري الهولندي المتوحش أكبر دليل على أنه إرهابي وليس الفتاة ومن أهم تعليقات الهولنديات:

 قالت “آنا الهولندية “أن العنصرية بدأت تتزايد مؤخرا في هولندا بشكل بشع وأكره ذلك.

أمينة التركية:  ترى أن هذه الحوادث لا نجدها للأسف  على وسائل الإعلام الهولندية وما نجده فقط ما يسيء للإسلام بالحديث عن المتطرفين من المسلمين.

 و”جنيفر الهولندية”، أعربت عن صدمتها وقالت لا أفهم ما يدور في عقول هؤلاء المتطرفين شيء محزن حقا وأتمنى للفتاة الشفاء.

 ومن جانبها أكدت “بيترا  الهولندية”أنها تشكر الله أنها لم تقابل هذا الرجل وأكدت لو كانت شاهدته أكيد كانت قامت  بضربه هذا الغبي حسب قولها.

 كما وصفته ” السيدة سيم  هولندية الأصل” بالشخص الجبان لأنه ضرب الفتاة  من الخلف وأكدت أنه “ليس إنسانًا” وعديم المشاعر.

 “إيلين أقسمت” لو كنت موجودة كنت أمسكه من رقبته وعرفته قيمته وعلمته الادب، وختمت قولها بالقول تصرفات  هؤلاء بجد شي متعب.  

الشرطة في روتردام تواجه غضبًا شعبيًا بسبب العنصرية ضد الأجانب

وفي سياق آخر تجمع مئات الأشخاص في روتردام ظهر أول أمس الأحد  للتظاهر ضد العنصرية داخل قوة شرطة روتردام. مع لافتات مثل “لا فرصة ثانية للعنصريين” و”من يحمينا من العملاء العنصريين؟” وقفوا أمام مركز شرطة ماركونيبلين  روتردام

ونظم الاحتجاج  مجموعة بي 1 اليسارية وجاء ذلك  بناء على رسائل نصية عنصرية  متبادلة من قبل خمس ضباط من شرطة روتردام.  تم الإعلان عنها في نهاية فبراير الماضي حيث تم تأنيب خمسة من ضباط شرطة روتردام كتابيًا لوجود مجموعة تطبيقات عنصرية عبر الواتساب تم الكشف عنها وجاءت التصريحات العنصرية دفعة واحدة العام الماضي.

حيث قام  ضباط الشرطة بتسمية مواطنين من أصول مهاجرة، من بين آخرين، “مرضى السرطان” و”الأفارقة القطط” و”الفقراء” الذين يريدون “إطلاق النار” عليهم. كما تم الإعلان مؤخرًا عن أنهم قاموا أيضًا بالتمييز ضد فتاة هاميرا البالغة من العمر 16 عامًا ، والتي قُتلت في عام 2018

الحكم بتأنيب الضباط فقط دون إقالتهم دفع منظمتي دوور بريك و مجموعة العمل اليسارية المناهضة للعنصرية بي1 بتنظيم مظاهرة حاشدة بروتردام تطالب بإقالة ضباط الشرطة الخمسة الذين عبروا عن التعبير العنصري في مجموعات التطبيقات. كما تم تجهيزعريضة لهذا الأمر ، وقد تم توقيعها الآن من أكثر من 7500 شخص، و وفقًا لـ BIJ1 ، فإن الضباط غير قادرين على الحفاظ على السود والأشخاص الملونين بأمان. وقد  أعرب حزب اليساري أس بي عن سعادته الغامرة لرؤية “الكثير من الناس يعملون ضد العنصرية كما أبدى ضباط الشرطة قلقهم من الأحكام الخفيفة التي تلقاها الضباط الخمسة بسبب تصريحات عنصرية في مجموعة واتسآب.

ومن جانبها أعلنت الشرطة الوطنية هذا الأسبوع أنها ستراجع العقوبات التأديبية على التمييز والعنصرية. وفقا لقيادة الشرطة، فإن الطريقة الحالية لمعاقبة الضباط الذين تجاوزوا الخط لم تعد تناسب روح العصر.

ربما يعجبك أيضا