«بايدن» يسعى لكسر الجمود مع إيران و«خامنئي» يصر على الرفع الكامل للعقوبات

يوسف بنده

رؤية

ذكر مصدر في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لصحيفة “بوليتيكو” أن الإدارة الأمريكية تخطط لطرح اقتراح جديد على طهران، لتشجيعها على التفاوض حول الاتفاق النووي.

وأشار المصدر إلى أن الاقتراح يطالب إيران بوقف بعض أنشطتها النووية، مثل العمل على أجهزة طرد مركزي متطورة وتخصيب اليورانيوم حتى 20٪ ، مقابل التخفيف من بعض العقوبات الاقتصادية عليها، مؤكدا أن العمل لا يزال مستمرا لوضع كافة التفاصيل.

وبحسب التقرير، فإن هدف الولايات المتحدة من محاولة تقديم اقتراح جديد إلى طهران هو كسر الجمود النووي الإيراني وسيشمل خفض بعض العقوبات.

وحسب المصدر ليس من المؤكد أن تقبل إيران الشروط، خصوصا بعد أن رفضت اقتراحا أمريكيا اعتبرته غير مقبول ثم عرضت فكرتها الخاصة في وقت سابق من هذا العام.

وقال مسؤولان بالحكومة الأمريكية لهذه الصحيفة، إن الحكومة تنوي تقديم العرض لإيران، وقال أحد المسؤولين إن العمل على تفاصيل الاقتراح لا يزال مستمرًا وأنه ليس مؤكدًا بأي حال من الأحوال أن إيران ستقبل الاقتراح.

ونقلت “بوليتيكو” عن مصدر مطلع في الحكومة الأميركية قوله إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس في عجلة من أمره للعودة إلى الاتفاق النووي.

وبعد ساعات من صدور تقرير “بوليتيكو”، قال ممثل إيران لدى الأمم المتحدة إن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي تتطلب قرارًا سياسيًا من واشنطن بدلًا من الاقتراح، كما نقلت قناة الإذاعة والتلفزيون “برس تي في” الناطقة باللغة الإنجليزية عن مسؤول إيراني قوله إن التخصيب بنسبة 20 بالمائة لن يتوقف إلا إذا تم رفع جميع العقوبات.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحافي مساء الإثنين الماضي، ردًا على سؤال الصحافيين: “هل سترفع الولايات المتحدة بعض عقوباتها على إيران مقابل العودة إلى الاتفاق النووي؟” شيء من هذا القبيل ليس موجودًا”.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “نحن نركز على العودة إلى نهج دبلوماسي مع أعضاء الاتفاق النووي”.

وكان الرئيس الأمريكي قد قال، في وقت سابق، إنه سيرفع العقوبات عن إيران، إذا عادت إلى التزاماتها النووية، كما ستعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018. لكن المسؤولين الإيرانيين رفضوا مرارًا العروض الأميركية لاجتماع رسمي أو حتى غير رسمي.

3 عقبات

نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين أن جهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة التواصل مع إيران بشأن برنامجها النووي تواجه 3 عقبات رئيسية.

وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن العقبات الثلاث هي: عدم وجود قنوات اتصال مباشر، والخلافات بين المسؤولين الإيرانيين على مستوى القيادة، والانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران.

وتتمثل إحدى أولويات السياسة الخارجية لحكومة بايدن في “تأطير” برنامج إيران النووي. لكن المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين لم يتمكنوا بعد من إجراء محادثات مباشرة.

وفي الأثناء، تجري جميع اتصالات المسؤولين الأمريكيين مع طهران بشكل غير مباشر، عبر فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا أو روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي.

وتحاول الولايات المتحدة من خلال القنوات غير المباشرة تقييم الأساليب التي ستستخدمها للعودة إلى طاولة المفاوضات؛ حيث تعتقد واشنطن أنه إذا تم اتخاذ الخطوة الأولى، فإن المفاوضات ستمضي خطوة بخطوة.

وبحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية، فقد عرضت واشنطن الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، كخطوة أولى، مقابل عودة إيران إلى التزاماتها النووية التي انتهكتها. لكن الحكومة الإيرانية رفضت العرض.

وتحاول الولايات المتحدة بدء مفاوضات مع إيران من خلال تقديم مقترحات جديدة. لكن مسؤولا إيرانيا قال للتلفزيون الإيراني الرسمي إن بلاده لن تخفض أنشطتها النووية إلا إذا تم رفع جميع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب.

ووفقًا لمسؤول أمريكي، فقد تناقش الولايات المتحدة أيضًا حلولًا جديدة مع الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي. لكن المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، تجعل التوصل إلى اتفاق شامل يستغرق وقتًا أطول.

وفي كلمته بمناسبة رأس السنة الفارسية، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن طهران لن تعود إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي قبل رفع العقوبات الأمريكية، مؤكدًا أن بلاده “ليست في عجلة” من أمرها.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، اعتبر خامنئي، أن “سياسة الضغوط القصوى الأمريكية ضد إيران قد فشلت، وأن ذلك الأحمق الذي فرض هذه السياسة لإجبار إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وفرض شروطه عليها، قد ذهب إلى مزبلة التاريخ مصحوبًا بالخزي والعار”، في إشارة منه إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأضاف خامنئي أن إيران أكدت “بوضوح وصراحة، ولن نتخطى عن هذه السياسة المتفق عليها من قبل جميع المسؤولين في البلاد، وهي أن على الأمريكيين إلغاء كل أنواع الحظر عن إيران، وإذا ثبت بالتجربة والواقع أنهم رفعوا الحظر فعلا عندها سنعود إلى التزاماتنا في الاتفاق النووي، وهذه هي سياستنا القاطعة”.

وقال المرشد الإيراني: “لسنا في عجلة من أمرنا بشأن المقترحات التي قدمناها حول الاتفاق النووي، نعم لن نفوت الفرص لكننا سنتعامل بتأن”.

وتابع: “صبرنا طويل، وإننا ماضون في طريقنا، فإذا قبلت الأطراف الأخرى بالسياسة التي أعلناها وطبقوها فسيكون كل شيء على ما يرام، أما إذا رفضوا كما هو حالهم اليوم فذلك شأنهم وشأننا أن نمضي في طريقنا ونتمسك بسياستنا”.

ربما يعجبك أيضا