لتحقيق الأمن الزراعي.. مليونا فدان يضافان إلى أراضي مصر خلال عامين

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تكرث القيادة السياسية في مصر إمكانيات البلاد من أجل تحقيق نهضة زراعية حقيقية تستهدف تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة متطلبات الزيادة المستمرة في تعداد السكان من السلع الغذائية، والحد من الاعتماد على استيراد السلع الغذائية الاستراتيجية، من خلال استصلاح 2 مليون فدان، تضاف إلى الأراضي المنزرعة حاليا والتي تصل مساحتها إلى حوالي 3.5 مليون فدان.

“الدلتا الجديدة”

الدولة المصرية تسعى خلال الأعوام القليلة الماضية إلى تنفيذ العديد من المشروعات لإحداث التنمية الزراعية المتكاملة المنشودة، كان أخرها المشروع الذي وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالبدء في تنفيذه والمعروف باسم “الدلتا الجديدة، بغرض استصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان.

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بين خلال الاجتماع الحكومة، اليوم الأربعاء؛ أن المشروع يستهدف بالأساس تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة متطلبات الزيادة المستمرة في تعداد السكان من السلع الغذائية، والحد من الاعتماد على استيراد السلع الغذائية الاستراتيجية لاسيما في ضوء ما تبين من الأهمية القصوى للقطاع الزراعي خلال أزمة جائحة كورونا، وهو ما يتطلب من الحكومة البدء الفوري في تنفيذ المشروع القومي الكبير.

وأشار مدبولي في بيان عبر صفحة مجلس الوزراء بـ”فيس بوك”، إلى ضرورة دمج مراحل التنفيذ في مرحلة واحدة وضغط الجدول الزمني وفق توجيهات السيسي، حتى يتسنى تعزيز استراتيجية الدولة في مجال تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة.

“تفاصيل المشروع”

وأضاف القصير أن “المشروع يتميز بموقعه لوجوده بالقرب من الدلتا القديمة، وشبكة الطرق والموانئ ويربط بين عدد من المحافظات ومن ثم سيساهم في إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكاني في الوادي والدلتا، وتوفير الكثير من فرص العمل في كل نواحي الأنشطة سواء الزراعية أو المرتبطة بها “الحيوانية والتصنيع الزراعي”، فضلا عن ارتباط ذلك بإقامة مجتمعات سكنية متكاملة.

وأشار وزير الزراعة إلى أن المشروع يقع على محور روض الفرج / الضبعة وفي نطاق الحدود الإدارية لمحافظات مطروح والبحيرة والجيزة، حيث القرب من مناطق الخدمات وسهولة الانتقال ونقل المستلزمات والمعدات اللازمة لتنفيذه أيضاً القرب من الموانئ سواء البحرية أو البرية أو الجوية.

وتابع: “بضم مساحة مشروع مستقبل مصر والمساحة الجديدة يصبح مساحة مشروع «الدلتا الجديدة» حوالي أكثر من مليون فدان، ويقوم المشروع المتكامل على الاستغلال الأمثل لمصادر مياه الري غير التقليدية، حيث سيتم إنشاء محطة عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي”.

ويشمل المشروع إنشاء التجمعات السكانية وغيرها من المرافق المختلفة، وشبكات الطرق الداخلية…الخ. إضافة إلى تكاليف إنشاء المجمعات الصناعية العملاقة المستهدفة والتي ستقوم في الأساس على المنتجات الزراعية لتحقيق التكامل في التنمية من خلال مشروعات الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعي.

“مليونا فدان”

وذكر وزير الزراعة أن تكليفات الرئيس المصري كانت كانت ببذل أقصى درجات العناية والاستعانه بالخبراء من الجامعات المصرية لإجراء حصر وتصنيف وتقييم الأراضي بمنطقة جنوب محور الضبعة للوصول إلى نتائج مدققة، منوها بأنه تم إجراء حصر لمساحة 688 ألف فدان غرب مشروع مستقبل مصر الذي تبلغ مساحته أيضا 500 ألف فدان والذي يقع شمال وجنوب محور الضبعة.

وأوضح الوزير أنه تم البدء في تنفيذ مشروع مستقبل مصر بالفعل باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة، حيث تم زراعة ٢٠٠ ألف فدان حاليا، وأنه من المتوقع أن تصل إلى ٣٥٠ ألف فدان مع بداية ٢٠٢٢، إضافة إلى المشروعات الأخرى الجاري تنفيذها في مناطق أخرى في شمال ووسط سيناء وتوشكى والوادي الجديد والريف المصري والتي قد تصل بإجمالي المساحات التي تضاف إلى الرقعة الزراعية خلال عامين إلى أكثر من مليوني فدان .

“دور الخبراء”

وأضاف وزير الزراعة أنه تم تكليف فرق عمل وقوافل علمية متخصصة في مجال دراسات الأراضي من الهيئات والمراكز البحثية التابعة للوزارة وبالتعاون مع كليات الزراعة من جامعتي القاهرة والاسكندرية، وخلال ثلاث شهور فقط من يناير حتى مارس 2021 قامت فرق العمل المتخصصة بضغط البرنامج الزمني وتكثيف الجهود لتنفيذ ثلاث مراحل للدراسات الميدانية والتحليلات المعملية وجمع البيانات وإعداد خرائط صلاحية الأراضي للزراعة واعداد التقرير النهائي.

وتبين من الدراسة التي أجريت على مساحة 688 ألف فدان أن أكثر من 90% من المساحة صالحة للزراعة، وهناك إمكانية للتوسع المستقبلي في المساحة وفقاً لمدى توفر مصادر مياه إضافية وبدراسة عناصر المناخ وما تم التوصل إليه من نتائج الدراسات التفصيلية للأراضى تبين أن الأرض تصلح لزراعة المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح والذرة الصفراء والبقوليات ومحاصيل الخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة.

ربما يعجبك أيضا