بعد رسائل متبادلة.. الهند وباكستان على أعتاب السلام البارد مجددًا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

بدأت العلاقات الباكستانية – الهندية في العودة إلى سابق عهدها، بعدما علقت إسلام أباد لشهور جميع الصادرات والعلاقات التجارية وخفضت علاقاتها الدبلوماسية مع الهند، عقب قرار نيودلهي بإلغاء الوضع الخاص في منطقة “جامو وكشمير” وتقسيمها إلى إقليمين، وفرض قيود على التجوال والاتصالات فيهما، وحجبت خدمة الإنترنت.

وتأتي هذه الخطوة بعد تبادل مجموعة من الرسائل مؤخرا بين رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ونظيره الهندي ناريندرا مودي، وخاضت نيودلهي وإسلام آباد ثلاث حروب منذ استقلال الدولتين عام 1947.

 رسائل متبادلة

حيث ذكر مصدر رسمي لرويترز أن عمران خان رد على رسالة من مودي، قائلا إن إسلام آباد ترغب في علاقات سلمية مع نيودلهي، وكان مودي قد بعث بالرسالة إلى خان بمناسبة العيد الوطني لباكستان في 23 مارس آذار، والتي تدعو أيضا إلى علاقات سلمية بين الجارتين، وقال خان في رده “شعب باكستان أيضا يريد علاقات سلمية وبناءة مع جميع الجيران لا سيما الهند” وأضاف “أشكرك على رسالتك بالتهنئة في عيد باكستان الوطني”.

ونقلت صحيفة دون الباكستانية عن مودي قوله في الرسالة المؤرخة في 23 مارس آذار “الهند ترغب في علاقات ودية مع شعب باكستان” ولذلك “يتعين وجود بيئة من الثقة خالية من الترهيب والعداء”.

التجارة

في سياق متصل، أعلنت باكستان، استئناف عمليات التجارة مع الهند بعد توقف استمر قرابة عامين، ولكن بشكل محدود ومؤقت، وصرح وزير الشؤون الاقتصادية الباكستاني، حماد أزهر، عقب اجتماع لجنة التنسيق الاقتصادي، بأنه “سيسمح باستيراد بعض المنتجات من الهند؛ ومنها القطن والغزل والسكر”.

ولجنة التنسيق الاقتصاد هي أعلى هيئة لاتخاذ القرارات الاقتصادية في باكستان، وقال أزهر: “أسعار السكر في الهند تقل بحوالي 15 إلى 20 بالمئة عن باكستان؛ ولذلك سمحنا باستئناف الاستيراد حتى 30 يونيو/حزيران 2021″، وأضاف أن القطاع الخاص سمح باستيراد 500 ألف طن من السكر من الهند. وأوضح أن الإذن باستيراد هذه البضائع يستمر حتى يونيو من العام الجاري فقط.

صمود الهدنة

وفي الشهر الماضي، أعلن الجيشان الهندي والباكستاني اتفاقهما على وقف إطلاق النار، بهدف خفض التصعيد على طول حدود إقليم “كشمير”، وأوضحا، في بيان مشترك، أن “الجانبين اتفقا على التقيد الصارم بجميع الاتفاقات والتفاهمات ووقف إطلاق النار على طول خط السيطرة، وجميع القطاعات الأخرى”.

قائد الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويد باجوا، طالب الهند بنسيان الماضي والسير قدما نحو إقامة تعاون بين البلدين، وكان باجوا، يتحدث في كلمة أمام مؤتمر بإسلام آباد يستهدف تسليط الضوء على السياسات الأمنية الجديدة للحكومة الباكستانية “نرى أن الوقت حان لنسيان الماضي والتطلع للأمام، لكن جارتنا (الهند) سيكون عليها خلق بيئة مواتية لا سيما في كشمير التي تحتلها الهند”، وقال باجوا إن “العبء يقع على عاتق الهند لخلق بيئة مواتية” إلا أنه أردف قائلا: إن لواشنطن دورا تلعبه في إنهاء الصراعات الإقليمية.

السلام المنشود

وقال مستشار الأمن القومي الباكستاني مؤيد يوسف، إن بلاده مستعدة للحوار مع الهند، مؤكدا رغبة بلاده في تحقيق السلام بالمنطقة وأنه “لا يمكن تحقيق الأمن الاقتصادي دون إرساء السلام”.

ولفت إلى أن “إقليم كشمير المحتل تحول إلى سجن مفتوح، وأن شعب كشمير لا يُعامل بإنسانية”، مشدداً على ضرورة تغيير ذلك حتى يمكن اتخاذ أي خطوات في سبيل تحقيق السلام، وأفاد يوسف، بأن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أكد أنه منفتح على السلام مع الهند، وأعرب أنه في حال اتخذت الأخيرة خطوة في سبيل تحقيق ذلك، فإن إسلام آباد “ستخطو خطوتين”.

وقبل شهور حذر الرئيس الباكستاني عارف علوي، الهند من “اللعب بالنار” في إقليم كشمير، من خلال تغيير الأوضاع بالشطر الخاضع لها من الإقليم، وقال إن “الهند ستكون واهمة إذا اعتقدت أنها تستطيع تحسين الوضع في كشمير من خلال إلغاء الوضع الخاص به”، وحث “المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على الهند لإحباط نواياها فيما يتعلق بابتلاع كشمير بأكمله”، وأضاف أن “الهند يمكن أن تنفذ عملية تمويهية على باكستان لتحويل انتباه المجتمع الدولي عن وضع كشمير”.

ربما يعجبك أيضا