الكاظمي في الرياض.. تعاون من أجل «المستقبل»

محمود طلعت

محمود طلعت

ترتبط المملكة العربية السعودية بعلاقات صداقة متينة مع جيرانها لا سيما مع العراق، فمنذ العام 2015 والعلاقات بين الرياض وبغداد تأخذ مسارا تصاعديا للوصول إلى شراكة تستثمر في المستقبل بإرادة سياسية من قيادة البلدين.

الكاظمي في الريـــــاض

وتلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الرياض أمس الأربعاء في زيارة رسمية إلى المملكة، وكان الأمير محمد بن سلمان في مقدمة مستقبليه.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عقد جلسة مباحثات رسمية مع الكاظمي، في الديوان الملكي بقصر اليمامة، تناولت آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في كافة المجالات.

كما تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، مؤكدين عزمهما على استمرار وتعميق أوجه التعاون والتنسيق بينهما بما يخدم المصالح المشتركة في مختلف المجالات.

وقال الكاظمي عبر «تويتر»، إن الزيارة هدفها توطيد العلاقات المتميزة بين البلدين، وإرساء آفاق التعاون بين دول المنطقة، بما يخدم الشعوب، ويحقق الاستقرار، ويكرس قيم البناء والتكامل.

توقيع اتفاقيات مشتركة

وأعلن بيان رسمي سعودي «عقد اجتماعات على مستوى المجلس التنسيقي بين البلدين، وتوقيع اتفاقيات، في مجالات مالية، وتجارية، واقتصادية، وثقافية، وإعلامية» بين البلدين.

واتفق الجانبان على تأسيس صندوق سعودي عراقي مشترك يقدر رأس ماله بـثلاثة مليارات دولار إسهامًا من المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية بالعراق بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي.

والاتفاق على التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي.

كما تم الاتفاق على إنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين، وتعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف.

إضافة لما سبق تم توقيع اتفاقيات ثنائية شملت اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنوع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص، واتفاقية تمويل الصادرات السعودية.

كما تم توقيع مذكرتي تفاهم وتعاون شملت مذكرة تفاهم بين شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، ومذكرة تعاون بين دارة الملك عبد العزيز في المملكة ودار الكتب والوثائق الوطنية في جمهورية العراق.

علاقات صــداقة متــينة

خلال الأعوام القليلة الماضية بُنيت جسور جديدة للعلاقات السعودية العراقية، أطّرها تأسيس البلدين لمجلس تنسيقي كمنصة للشراكة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، فضلا عن إعادة المملكة فتح سفارتها في بغداد وزيارات متتابعة لمسؤولي البلدين وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية.

وخلال مارس الجاري أثمرت محادثات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع رئيس الوزراء العراقي في تعميق التنسيق بالقضايا الإقليمية والدولية مع دعوة الملك سلمان للكاظمي لزيارة المملكة، وتأكيد قيادتي البلدين على ضرورة النأي بعلاقات الرياض وبغداد عن أي توترات والسعي نحو إرساء دعائم الاستقرار.

الرياض وبغداد.. آفاق جديدة من التعاون

المجـلــــس التنـســيقي

ومع وصول مصطفى الكاظمي إلى سدة السلطة في العراق (مايو 2020) شهدت العلاقات الثنائية بين الرياض وبغداد تطورات متسارعة، حيث تعهد الكاظمي إبان تسلمه لمهامه ببناء ركائز جديدة لعلاقات العراق بمحيطه العربي.

دورتان للمجلس التنسيقي السعودي العراقي خلال أقل من عام توّجت بتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية، وإقرار تقديم المملكة قروضًا تنموية للعراق.

ورغم ظروف جائحة كورونا، عُقدت اللقاءات المرئية بين قيادة البلدين، ففي نوفمبر الماضي، استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال لقاء بالاتصال المرئي، نتائج مجلس التنسيق السعودي العراقي. وتضمن اللقاء حينها تأكيد ولي العهد على عمق العلاقات والمصالح المشتركة

إن مستوى التناغم بين الرياض وبغداد وما تم إنجازه خلال السنوات القليلة الماضية أوضح بجلاء أهمية الإرادة السياسية القادرة على طي الصعاب والانطلاق نحو آفاق المستقبل من أجل الأمن والازدهار.

ربما يعجبك أيضا