خبير اقتصادي: أزمة السفينة كشفت الدول الخبيثة والمتشككة والصديقة لمصر

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

برلين- أعرب خبير الاقتصاد والعلوم السياسية العراقي المقيم بألمانيا، الدكتور ضرغام الدباغ، عن سعادته وفخره بما قامت به القيادة السياسية المصرية وهيئة قناة السويس في إدارة أزمة جنوح السفينة إيفرغرين، وقال مشكلة السفينة  أظهرت الاقتدار المصري السياسي / الحكومي في إدارة الأزمة بكفاءة عالية، إنجازاً يدرس، ويحسب لمصر وقياداتھا في إدارة ھذا المرفق الاقتصادي العالمي الھام.

 وأضاف قد ردت مصر كيد من يحاول التقليل من شأن القناة، أو التشكيك بكفاءة الجھد المصري.

وأكد الخبير العراقي، أن مصر انتصرت دون أدنى ريب، وھو نصر سيكون كماً في ھرم التراكم في الشخصية الوطنية والسياسية والقومية، وشعر كافة أبناء العروبة بالانتصار المصري بالعزة والفخر.

قراءة سريعة عن التداعيات السياسية والاقتصادية للأزمة

قال الخبير الاقتصادي، بداية  لابد من  التحقيق وإيجاد أدلة توضح موقف قبطان السفينة وأضاف  موضحا فهناك علامات استفهام تثير الشبھات عن طبيعة الحادث، مثل سلوك قبطان السفينة المخالف لأصول المھنة ،قيامه بعمل دورات في مدخل القناة، عدم التزامه بالتعليمات الثمانية، قيادته السفينة بسرعة عالية داخل مجرى القناة. لكن ينبغي انتظار ما ستنشره السلطات المصرية.

من التداعيات أيضا مواقف دول العالم المتباينة

– محاولة بعض القوى الدولية أن تشكك بكفاءة الإدارة المصرية للقناة، وطرحت مشروعاً، مخالفة للقانون والمنطق، بإدارة دولية للقناة.

ــ بعض ردود الأفعال كانت كأنھا تتصيد المناسبة لتثير عاصفة حول مصر.

ــ أوقف الازدحام في قناة السويس، شريان الشحن الرئيسي، حتى الآن ما لا يقل عن 10 ناقلات نفط تحمل ما مجموعه 13 مليون برميل. وھناك أيضًا سفن محملة بمنتجات بترولية مثل الديزل.

 – كان قد تدفق نحو مليوني برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات النفطية عبر القناة، على مدار الاثني عشر شھرًا الماضية، وفقًا لتقديرات “برايمار.”

– شھدت القناة العام الماضي مرور نحو 19 ألف سفينة بحمولة صافية تبلغ 1.17 مليار طن، بمتوسط 51.5 سفينة في اليوم، وفقا لبيانات ھيئة قناة السويس.

– الدول التي تقدمت بعرض المساعدة: أميركا، تركيا، ألمانيا، بريطانيا ، السعودية ـــ تزامنت مشكلة قناة السويس، مع مشكلة سد النھضة الإثيوبي.

–  الدول التي تخابثت : إيران، إسرائيل.

– حاولت دول الإيقاع بين تركيا ومصر.

– تأثر حوالي 10 مليارات دولار من التجارة العالمية بأزمة السفينة في قناة السويس.

الخبراء: “ما حدث في  إدارة أزمة قناة السويس يدرس”

ــ وقال الخبير الاقتصادي العراقي نقلا عن  خبراء إن  ما قامت به ھيئة قناة السويس لمواجھة الأزمة والتعامل مع ھذا الحادث الطارئ والاستثنائي إنجاز يستحق أن يدرَّس، وإعجاز يصل لدرجة المستحيل، وبأياد مصرية خالصة.

القاطرة الهولندية لم تستطع  تقديم مساعدة كبيرة

وردا عن من دور القاطرة الهولندية في حل الأزمة قال، القاطرة الھولندية التي شاركت في العملية وتبلغ قوتھا 250 طن شد لم تستطع أن تخرج سوى 135 طن شد، بينما القاطرتان التي تحملان علم مصر وھما “عزت عادل” و”بركة” حققوا لكل منھما 135 طن شد، وأن العرض الذي تقدمت به الولايات المتحدة أثار حمية الرجال، وجعلھم يسابقون الزمن لتعويم السفينة، وإثبات أن ھيئة قناة السويس بھا رجال أكفاء لا ينتظرون مساعدة من أحد وقادرون على صنع إنجازات تشرف بلادھم بدون مساعدة من أحد.

وأوضح:  لقد أزاحت الحفارات برية 30 ألف متر مكعب من الرمال وبدأت فجر الاثنين (29 / آذار) عملية تعويم السفينة التي تزيد حمولتھا عن 200 ألف طن بمشاركة أكثر من 10 قاطرات من بينھا القاطرة الھولندية “إيه بي إل (ABL) التي وصلت إلى القناة مساء الأحد 28 / آذار ـ مارس، منھا “الكراكة مشھور قامت بأعمال تكريك حتى أزالت أكثر من 17 ألف متر من الرمال، أسفل السفينة وبنسبة بلغت 87% “وھو ما ساھم في بدء تعويمھا.

وفقا للمعلومات التي أعلنتھا ھيئة قناة السويس عن الكراكة مشھور فھي الأضخم لديھا ويعود بناؤھا إلى العام 1996، يبلغ طولھا 140.3 متر، وعرضھا 22.4 متر وارتفاعھا 7.2 متر ،بينما يصل أقصى عمق للتكريك 35 مترًا.

ــ كما شملت جھود التعويم، القيام بأعمال الشد والدفع للسفينة بواسطة 9 قاطرات عملاقة في مقدمتھم القاطرتين بركة 1 وعزت عادل بقوة شد 160 طن لكل منھما.

 هل المد وحده سهل تعويم السفينة ؟

ــ تمت عملية التعويم بطريقة علمية ووسط عوامل جوية وظروف بحرية صعبة، و أن من تحدثوا عن أن عمال مصر كانوا ينتظرون المد لتعويم السفينة لا يعلمون الحقيقة، وھي أن ھذه السفينة عكس كل السفن الأخرى لضخامتھا وكبرھا وحمولتھا الكبيرة، كان لابد أن ننتظر الجزر لتعويمھا وھذه نقطة كانت خافية على الكثيرين، وأثبتت كفاءة المصريين وأنھم قادرون على التعويم في ظل تلك الظروف الصعبة وفي ممر ملاحي مھم مثل قناة السويس..

ــ ,اضاف العملية تمت بشد السفينة من مقدمتھا ومؤخرتھا وفي اتجاھين متضادين لخلخلتھا وتحريكھا، وتم استغلال التيار الھوائي لتعويم السفينة مع إزالة الرمال من أسفلھا لتوصيل المياه ومن ثم تعويمھا وتحريكھا.

ــ ولكن كانت ھناك عقبات أخرى، نعم كانت ھناك عقبات وھي أن السفينة كانت جانحة في صخور ورمال كبيرة وسرعة الرياح حولھا تبلغ 04 عقدة، وقامت الكراكة المصرية مشھور بإزالة نحو 81 ألف متر من الرمال أسفلھا، مضيفا بالقول “لقد استخدمنا عوامل مساعدة كثيرة، وكان الوقت عنصر ضاغط ، السفينة أغلقت القناة من كل الاتجاھات وھناك مئات السفن عالقة في الانتظار كي تمر وتعبر، والعوامل الجوية مثلت عائقا إضافيا ً، وكان لابد من انتظار الجزر.

ــ عملت الفرق الفنية طوال 6 أيام كاملة حتى تحركت محركات السفينة حيث عملت أولا الكراكات مشھور والعاشر من رمضان في التكريك وإزالة الرمال ثم تبعتھا قاطرات الشد وھي “عزت عادل” و”بركة” و”مساعد 2″ و”مساعد 3 ” وبورسعيد 1″ وبورسعيد 2″ وصاحب 2 ” وسلام 6″ وسلام 9″ وتحيا مصر 1 “وتحيا مصر 2″ و” ماريديف 703.

ــ كانت التربة حول مقدمة السفينة منطقة صخرية وتم التعامل معھا بالحفارات ،ومن ثم تم سحب الرمال، حتى عمق 18 مترا وعلى مراحل، وإزالة الرمال من كل المناطق التي تحوط بالسفينة من المقدمة والمؤخرة، وبعد التكريك (إزالة الرمال بواسطة كراكات بحرية) تم سحب وشد السفينة بواسطة القاطرات حتى تم تعويمھا.

وأوضح الخبير العراقي أنه لم تيأس الفرق الفنية وكانت لديھا ثقة في تعويم السفينة، وعدم الوصول للسيناريو الآخر وھو تخفيف الحمولة، وھو سيناريو مزعج ويحتاج وقتا، مضيفا أن الحادث كان استثنائيا لم يحدث منذ 54 عاما ،ويوميا يمر نحو 60 سفينة في القناة ولم يحدث مثل ھذا الجنوح الصعب رغم أن ھناك سفنا أكبر تمر من القناة ولم يحدث معھا مثل ما حدث للسفينة البنمية بل إن الأخيرة (إيفر غرين) كانت عبرت مرتين قبل ذلك من القناة دون صعوبات.

تصريحات  الشركة الهولندية عن صعوبة التعويم

تصريحات الشركة الهولندية قبل نجاح مصر في حل أزمة السفينة كانت تؤكد صعوبة التعويم، حيث استبعد في البداية بيتر بيريزوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة “بوسكاليس” الھولندية، التي حاولت تعويم السفينة، أن  “المسألة تستغرق أسابيع، بحسب تصريحات للإعلام العالمي”.

ــ وقالت شركة “سميت سالفدج” الھولندية التي كلفّتھا مجموعة “إيفرغرين مارين كورب” المشغّلة للسفينة المساعدة في التعويم، إن العملية قد تستغرق “أياماً أو حتى أسابيع ” .

ـــ ذلك مع العلم أنه في يوم الحادث (الثلاثاء 23 / آذار ــ مارس) عبرت 12 سفينة قبل السفينة الجانحة و30 سفينة من الشمال”، وسبق للسفينة عبور قناة السويس.

ــ وقع الحادث في مدخل قناة السويس الجنوبي على بعد 30 كيلو من مدينة السويس، وليست في قناة السويس الجديدة. ولو حدث ھذا الأمر في قناة السويس الجديدة، لن يكون ھناك مشكلة ،إذ كان سيتم تشغيل القناة الثانية .” ــ ستعمل القناة “على مدار 24 ساعة ” لتتمكن السفن المنتظرة وعددھا 425، بحسب موقع “لويدز ليست” (Lloyd’s List)، من العبور في أسرع وقت ممكن.

ربما يعجبك أيضا