تحالف القدوة والبرغوثي يقلب طاولة الانتخابات أمام عباس

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

مع اقتراب الفلسطينيين من الانتخابات التشريعية المقررة في 22 مايو لأول مرة منذ 15 عاما، شكل الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي تحالفا انتخابيا جديدا، من شأنه إحداث تغيير كبير وتحدي للرئيس الفلسطينية محمود عباس وقلب الطاولة أمامه.

واعتبر المحللون أن قرار البرغوثي يمهد الطريق لأخطر تحدٍ لحكم عباس منذ سنوات، مما أثار مخاوف من أن عباس قد يلغي الانتخابات مرة أخرى لتجنب خسارة محرجة.

تحالف القدوة والبرغوثي

واهتزت رام الله الأربعاء الماضي بسبب تطور دراماتيكي في الحملة التشريعية، بعدما انضم مروان البرغوثي، الذي يتمتع بشعبية واسعة ويقضي محكوميته بسجون الاحتلال الإسرائيلي بتهمة تخطيط هجمات، إلى صفوف ناصر القدوة، الذي يُعتبر من منتقدي عباس منذ فترة طويلة، وشكلا قائمة «الحرية» لتحدي قائمة فتح الرسمية.

وسيحتل القدوة قيادة القائمة، فيما ستحتل زوجة البرغوثي فدوى المركز الثاني. وورد أن البرغوثي ينتظر الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية، المقرر إجراؤها في يوليو، للترشح رسميا، وفقًا لـ«تايمز أوف إسرائيل».

ويعد تحالف القدوة والبرغوثي أمرا مثيرا للاهتمام. ويحظى الأول، وهو مسؤول كبير في فتح، بالاحترام باعتباره سياسيا جادا وفعالا. وقد شغل القدوة، وهو ابن شقيقة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، منصب وزير خارجية السلطة الفلسطينية ومبعوث رام الله لدى الأمم المتحدة.

شعبية البرغوثي تهدد عباس

من ناحية أخرى، ينظر الفلسطينيون إلى البرغوثي على أنه شخصية مقاومة نموذجية ورمز لقيادة غير ملوثة بالفساد. ووصفه مسؤول فلسطيني بأنه «رجل الخطب في دوار المنارة في رام الله، يتمتع بشعبية كبيرة».

وأظهر استطلاع حديث للرأي أن 22% من الفلسطينيين يرغبون في تولي البرغوثي الرئاسة، مقابل تأييد 14% لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية و8% لمحمود عباس.

ويجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه، وفق ما يقول محللون، في موقف انتخابي حرِج خاصة بعد الحديث عن دعم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي للائحة منشقة في الانتخابات المرتقبة في شهر أيار/مايو.

قائمة الحرية الانتخابية

وأعلن ناصر القدوة لوكالة «فرانس برس» الخميس الماضي، أنه قدم إلى لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية قائمة يدعمها البرغوثي المسجون في إسرائيل، للاقتراع التشريعي الذي يفترض أن يجرى في 22 أيار/ مايو المقبل وسيكون الأول منذ 15 عاما.

وقال القدوة إنه أجرى مناقشات مطولة مع شركاء ومؤيدين للأسير البرغوثي المعتقل منذ عام 2002، أسفرت عن مواقف مشتركة حول كل شيء تقريبا بما في ذلك البرنامج والمرشحين.

ولفت القدوة رئيس قائمة «الحرية» أن فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي تحتل المرتبة الثانية في هذه القائمة. وأضاف أن “وجود زوجته فدوى في المركز الثاني” هو الدليل على أنه يدعم القائمة.

لكنه أوضح أن القائمة ليست قائمة مشتركة لمروان البرغوثي وناصر القدوة، في محاولة منه على ما يبدو لدحض الشائعات بأنهما يخوضان الانتخابات معا.

وكان حسين الشيخ، المقرب من محمود عباس، أدى منتصف شباط/فبراير زيارة استثنائية للبرغوثي في سجنه الإسرائيلي.

ورأى مراقبون في حينه أن هدف الزيارة تمثل في ثني البرغوثي عن الترشح، موضحين أنه قد يتطلع للترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 31 تموز/يوليو.

وسعى جبريل الرجوب، المسؤول الكبير في فتح، والذي يحتل المرتبة الثالثة على قائمة فتح الرئيسية، إلى تبديد المخاوف بشأن الانقسامات الداخلية أثناء حديثه إلى الصحفيين في رام الله.

وقال الرجوب يوم الأربعاء أنه حتى “في زمن سيدنا محمد كان هناك مرتدين. فتح قوية”.

مسؤول فتح جبريل الرجوب (وسط) يصل إلى مكتب لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية لتسجيل القائمة الرسمية للحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

واعترف عزام الأحمد المسؤول الكبير في «فتح» بأن قرار البرغوثي بدخول السباق «فاجأنا». وبحسب الأحمد، كان البرغوثي قد أبلغ قيادة فتح أنه لن يتحدى قيادة السلطة الفلسطينية.

ويقضي البرغوثي الذي يطلق عليه أنصاره لقب «مانديلا فلسطين»، خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة لدروه خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، ولعل هدف القدوة والبرغوثي هو إحداث التغيير الذي يحتاجه الشعب الفلسطيني.

وكانت الانقسامات الداخلية في فتح عاملا رئيسيا في خسارتها أمام حركة حماس في آخر انتخابات تشريعية في عام 2006، وأدت إلى صراع مرير على السلطة أفضى إلى سيطرت حماس على قطاع غزة، وفتح على الضفة الغربية.

ربما يعجبك أيضا