كيري يزور «شمس 1».. الإمارات محرك الطاقة النظيفة في المنطقة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تعد الطاقة الشمسية من أنواع الطاقة المستدامة في دولة الإمارات العربية والأكثر رواجا في العالم، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم بالنسبة لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة لعام 2013. محطة «شمس 1» لتوليد الطاقة والتي تعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، من المشاريع الرائدة في دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة، بلغت كلفتها 600 مليون دولارا. تسهم المحطة في الحد من نحو 175 ألف طن من الانبعاثات الكربونية أي ما يعادل زراعة مليون ونصف المليون شجرة أو إزالة 15 ألف سيارة من الطرقات.

وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة، أول محرك للطاقة النظيفة في المنطقة من خلال مبادرة مصدر المدينة البيئية الأكثر استدامة في العالم. في هذا السياق قام المبعوث الرئاسي الأمريكي للتغير المناخي، جون كيري، بزيارة محطة شمس 1، حيث تم إطلاعه على مشروع الظفرة للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والذي سجل مؤخرًا رقمًا قياسيًا جديدًا لأدنى تعرفة للطاقة الشمسية.

كيري شمس 1

أبوظبي.. رائدة الطاقة المستدامة

منذ بداية الثورة الصناعية كان توفير طاقة رخيصة وفعالة ومتوفرة عاملا جوهريا في تطوير الاقتصاد العالمي، إذ لم يعد من المقبول للدول أن تحرق الوقود الأحفوري نتيجة للحاجة المتزايدة لمصدر مستدام للطاقة. وتعد أبوظبي إحدى المدن التي تقود مستقبلا الطاقة المستدامة وكان الاهتمام بالبيئة ووضع الاستراتيجية اللازمة للاستدامة من بين الرؤى التي تطلع إليها الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

تعمل هيئة مياه وكهرباء أبوظبي لتصبح مؤسسة رائدة في مجال الطاقة المتجددة وتسعى إلى التغلب على تحديات إنتاج الطاقة وتوزيع الطاقة بأفضل شكل ومستدام تماشيا مع رؤية أبوظبي 2030 . وبدأت أبوظبي أول برامج الخصخصة وأكثرها طموحا في دول الخليج عام 1998 بهدف توليد آمن وموثوق للطاقة والمياه وعلى مدار أكثر من عقدين مضت قادت الهيئة سوق توفير الطاقة والمياه إلى الشرق الأوسط باستثمارات تجاوزت الـ20 مليار دولار قبل أعوام .

رأت قيادة أبوظبي إمكانات الطاقة الشمسية الهائلة الكامنة في الإمارة التي لا تغيب عنها الشمس، إذ تتوافر أشعة الشمس في فترات الذروة، وبنسبة إشعاع مرتفعة والعديد من المواقع المناسبة لإقامة المجمعات الشمسية الكبيرة.

أرقام وإنجازات

تصل القدرة الإنتاجية لمحطة شمس 1 التي تم تدشينها في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي عام 2013 إلى 100 ميجاوات. وتمتدّ على مساحة 2.5 كيلومتر مربع، أي ما يساوي 285 ملعباً لكرة القدم، وذلك ضمن حقل شمسي مؤلف من 768 مصفوفة من عاكسات القطع المكافئ لتجميع الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجدّدة.

وحققت محطة شمس 1 للطاقة الشمسية المركزة نتائج مميزة منذ إطلاقها عام 2013 ، حيث نجحت في تفادي إطلاق 1.4 مليون طنّ من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل زراعة 12 مليون شجرة أو إزالة 120 ألف سيارة من الشوارع، والذي يعتبر أحد الغازات الرئيسة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، مؤكدة بذلك مصداقية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للمساهمة بالالتزام العالمي للحد من تداعيات التغير المناخي.

ومما يضفي صفة فريدة على محطة شمس 1، كونها الأولى من نوعها التي تم بناؤها وتشغيلها في قلب الصحراء، لتواجه بذلك تحديات الطقس القاسي والجاف التي يصعب التنبؤ بها.

الإمارات والتغير المناخي

من هذا المنطلق، تكتسب زيارة المبعوث الرئاسي الأمريكي للتغير المناخي، جون كيري، لدولة الإمارات، أهمية كبيرة، خاصة وأن الإدارة الأمريكية الجديدة، تولي اهتماما كبيرا بملف التغير المناخي، بعدما شن الرئيس الأمريكي الجديد حرباً على الفحم والنفط والغاز الطبيعي بحسم فاجأ الجميع، معلنا عودة بلاده لاتفاقية باريس للمناخ.

انعكست جدية بايدن وتحمسه في هذا الملف، باختياره لجون كيري الذي عمل وزيراً لخارجية الرئيس الأسبق باراك أوباما ومهندساً رئيسياً لقمة باريس للمناخ عام 2015، أوبعبارة أخرى، هو شخص لديه فهم عميق لآليات مواجهة ظاهرة التغير المناخي، يعي الدبلوماسية الحالية للتغير المناخي ويعرف شخصياً العديد من الأشخاص الرئيسيين الذين يتعين على الولايات المتحدة العمل معهم.

ربما يعجبك أيضا