العودة إلى 5+1.. واشنطن وطهران والاستعداد للحوار عبر الوسطاء

يوسف بنده

رؤية

رحب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بخطوة الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع مع إيران بشأن الاتفاق النووي، واصفًا إياه بـ”الخطوة الإيجابية”، وأكد استعداد الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي.

وقال برايس -في مؤتمر صحفي، الخميس الماضي- “إذا عادت إيران إلى التزاماتها في الاتفاق النووي، فنحن مستعدون للعودة إلى الاتفاق النووي والتزاماتنا”.

وأضاف نيد برايس: إن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها في الاتفاق النووي ودول أخرى، على إيجاد أفضل طريقة ممكنة للجانبين من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، من بينها “اتخاذ خطوات أولية من كلا الجانبين”. وأن الولايات المتحدة “تتفاوض بشكل غير مباشر من خلال حلفائها الأوروبيين” للقيام بذلك.

كما أكد برايس، خطة بلاده لإجراء مفاوضات غير مباشرة حول برنامج إيران النووي في فيينا، قائلًا إن واشنطن لا تتوقع حاليًا أن يتم إجراء مفاوضات مباشرة، رغم أنها مستعدة لذلك.

وعقب اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا، أصدر “برايس” بيانًا أعلن فيه أن الولايات المتحدة لا تتوقع “انفراجة فورية” بل تتوقع “مفاوضات صعبة”.

وأعلن عدة دبلوماسيين في وقت سابق أن مسؤولين إيرانيين وأمريكيين سيزورون فيينا الأسبوع المقبل في إطار الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي، لكن لن تكون هناك محادثات مباشرة بين البلدين.

وحول اجتماع الأسبوع المقبل، قال “برايس”: إن المباحثات ستجرى في إطار مجموعات العمل التي شكلها الاتحاد الأوروبي بمشاركة أعضاء حاليين في الاتفاق النووي، من بينهم إيران.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيانه، أن المواضيع الرئيسية للاجتماع في فيينا هي دراسة بعض الإجراءات من أجل التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق النووي من قِبَل إيران، وكذلك دراسة عدد من الإجراءات من أجل خفض العقوبات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: “لا نتطلع في الوقت الحالي إلى مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في هذه المرحلة من العملية (المفاوضات)، على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال ترحب بذلك”.

في الوقت نفسه، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي قوله إن المحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة في فيينا تتم بوساطة، وتهدف إلى الاتفاق على خارطة طريق حول كيفية اتخاذ خطوات متزامنة للعودة إلى الالتزامات، بما في ذلك رفع العقوبات.

من جهتها، نقلت قناة “برس تي وي” الإيرانية، عن “مصدر رفيع” لم يتم الكشف عن اسمه، قوله: إن إيران ترفض خطة تقوم على أساس رفع العقوبات الأمريكية خطوة بخطوة. وأضاف المصدر أن “إيران لن تجري أي مفاوضات مع الولايات المتحدة سواء من خلال وسيط أو بشكل مباشر حتى يتم إلغاء جميع العقوبات”.

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، وبعض المسؤولين الإيرانيين قد أعلنوا في وقت سابق أن إيران ستعود في إجراءاتها السابقة بخصوص البرنامج النووي بعد التحقق من إلغاء أمريكا جميع العقوبات المفروضة على البلاد.

عودة واشنطن

وقد أكد ميخائيل أوليانوف، الممثل الروسي -في ختام اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، الذي عقد أمس الجمعة الثاني من أبريل/ نيسان على مستوى المساعدين والمديرين العامين لوزارات خارجية إيران ودول “4 + 1″، في تغريدة له- أن الطريق أمام الأعضاء “ليست سهلة”.

كما تقرر في الاجتماع المذكور أن يواصل أطراف الاتفاق النووي محادثاتهم الأسبوع المقبل في العاصمة النمساوية فيينا.

وبعد ساعة، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”  عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف عن أسمائهم، قولهم إن “مسؤولين أمريكيين كبارًا” حضروا في فيينا في الوقت نفسه، وأضافت الصحيفة أنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين الممثلين الإيرانيين والأمريكيين.

وتابع “أوليانوف” -في تغريدة له على “تويتر”- إن هذه المحادثات ستستمر وإن الأعضاء يسيرون على المسار الصحيح. لكنه أضاف أن “الطريق أمامنا ليست سهلة وتتطلب جهودًا مضاعفة”.

وقد نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) الجمعة عن مساعد وزير الخارجية الإيراني، “عراقجي” قوله: “ليست هناك حاجة لإجراء أي مفاوضات لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، فطريق أمريكا في هذا الصدد واضح تماماً. ومثلما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وفرضت عقوبات غير قانونية على إيران، يمكنها العودة إلى الاتفاق أيضا وإنهاء الانتهاك”.

خطة لرفع العقوبات

وقال روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، إن واشنطن تعلم أنه من أجل إعادة إيران إلى التزاماتها في الاتفاق النووي، سيتعين رفع العقوبات التي لا تتماشى مع الاتفاق.

وأشار مالي لـ”بي بي إس نيوز”، أمس الجمعة، إلى نية الولايات المتحدة إعادة إيران إلى التزاماتها في الاتفاق النووي، قائلا إن “أمريكا تعلم أن عليها رفع العقوبات التي لا تتماشى مع الاتفاق النووي”.

وردًا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لرفع نحو 1500 من العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران، قال مالي: “علينا القيام بالعمل الشاق المتمثل في مراجعة هذه العقوبات لنرى ما يمكننا القيام به لضمان تمتع إيران بالمزايا التي كان من المفترض أن تتمتع بها في الاتفاق النووي”.

كما غرد المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، أمس الجمعة: “محادثات الأسبوع المقبل مع الشركاء الأوروبيين والروس والصينيين هي لمناقشة ما يجب أن تفعله إيران والولايات المتحدة لاستئناف التزاماتهما في الاتفاق النووي. هذه أول خطوة. هناك مناقشات صعبة تنتظرنا لكنها في الاتجاه الصحيح”.

ربما يعجبك أيضا