مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ.. موكب المومياوات الملكية يبهر العالم

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

«مصر ليست دولة تاريخية مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ» نجيب محفوظ.

كالعادة تبهر مصر العالم بحفل أكثر من رائع وموكب عظيم يليق بتاريخها وحضارتها لنقل 22 مومياء لأشهر الملوك والملكات من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث يعد هذا التحرك هو الأخير لأعظم ملوك العالم القديم.

يضم هذا الموكب ١٨ مومياء لملوك و٤ مومياوات لملكات، ترجع إلى عصور الأسر ١٧، ١٨، ١٩، ٢٠، من بينهم مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتاري.

شارك في فعاليات هذا الحدث المهيب ملحمة كبيرة تمثل كافة جهات الدولة التي تتكاتف معًا لتقديم هذا الحدث أمام العالم بأكمل صورة حضارية بما يليق بمكانة مصر وبعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية.

السيسي2 4

بدوره، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على استقبال الملوك المصرية القديمة، بالمتحف القومي للحضارة المصرية، في حدث عالمي يبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة، وخلال الموكب تم تقديم مقطوعة موسيقية تحمل الروح المصرية القديمة، التي تتسم بعبق التاريخ.

168535524 1238719363213509 2470454800836831482 n

الإعداد والتجهيز

منذ اليوم الأول للإعداد والتجهيز لعملية نقل المومياوات الملكية، تولي وزارة السياحة والآثار اهتمامًا وعناية ودقة بالغة باختيار كافة التفاصيل الخاصة بهذا الحدث، بدءًا من اسم الحدث باللغة العربية والانجليزية، والشعار المختار، والديكورات، والألوان، وملابس المشاركين، والفرق الموسيقية الرسمية للدولة والتشريفة الرسمية، وشكل العربات الخاصة بنقل المومياوات، بالإضافة إلى الأغاني التي تم إعدادها خصيصا للفاعلية، والكلمات القديمة المستخدمة لأول مرة في الغناء على المسرح اليوم، والأفلام المعدة خصيصًا لهذا الحدث، فعلى سبيل المثال الموسيقى التي تم عزفها موسيقى مصرية قديمة.

والأهم أن كافة فعاليات هذا الحدث من تنفيذ وإخراج المصريين حيث شارك به حوالي ٣٥٠ طالبا وطالبة وأطفالا وأشهر الفنانين المصريين، إيمانًا بأنهم الأكثر ارتباطًا وشعورًا بالحدث لإظهار الحب والاحترام للأجداد.

EyEL0MsW8AMljod 1

كما شارك طلبة كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلون حيث قاموا بتجميل الحوائط الخرسانية الموجودة في أماكن متفرقة على طول طريق سير الموكب برسم جداريات فنية تعتمد فكرة تصميمها على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية بكل ما تحمله من أصول فنية ومعان رمزية وتعبيرية، بأسلوب فني حديث يتماشى مع مجتمعنا المصري المعاصر، بالإضافة إلى تجميل أحواض النباتات الموجودة بمتحف الحضارة برسومات تعكس مظاهر الفن في العصور التاريخية المتخلفة بمصر، وتجميل بعض الأعمدة الرخامية بنحتها بنقوش أثرية، كما تم تصميم عدد من اللوحات التي توضح محتوى المتحف.

164887008 3934000899978864 4651036534688907227 n

الشعار الخاص بالحدث

كان اختيار الشعار الخاص بهذا الحدث أحد أهم التفاصيل التي حرصت الوزارة على اختيارها بدقة وبصورة مميزة تعكس دلالات وسمات قوية ترتبط بالطبيعة الخاصة بالحدث، حيث جاء اختيار التصميم والألوان مستوحى من الحضارة المصرية القديمة.

فألوان الشعار جاءت مزدوجة ما بين اللون الأزرق الداكن والذهبي وهو ما جاء مستوحى من العقيدة المصرية القديمة.

169250096 10164938375025162 5255298802375435241 n

عملية نقل المومياوات

بدأت استعدادات عملية نقل المومياوات، منذ حوالي عام ونصف حيث بدأت بعمل دراسة شاملة لحالة كل مومياء قبل البدء في عملية التغليف واكتشاف نقاط الضعف بها وتقويتها وترميمها بأيادي مصرية من فريق عمل من مرممي الوزارة الأكفاء المصريون الذين قاموا أيضًا بتغليف المومياوات مستخدمين أحدث الطرق العلمية.

وتتم عملية نقل المومياوات الملكية وفقًا لإجراءات محددة تراعى فيها كل معايير الأمان والسلامة المتبعة عالميًا في نقل القطع الأثرية، وذلك من خلال وضعها داخل وحدات تعقيم مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية، ثم تحميلها على عربات تم تصميمها وتجهيزها لتلك العملية بما يضمن التحكم في الاهتزازات بهدف الحفاظ على سلامة المومياوات.

واستقبلت المومياوات استقبالاً عسكرياً يليق بعظمة وهيبة الأجداد بإطلاق 21 طلقة تشریفیة بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وإضاءة على طول خط السير الذي شهد تطويرًا كبيرًا في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية بضرورة تطوير المناطق الموجودة على خط سير الموكب بداية من ميدان التحرير وحتى الفسطاط.

EyEQVTyWYAI9XpF
موكب

الصحف العالمية تحتفي بالحدث

اهتمت وسائل الإعلام العالمية بإلقاء الضوء على الحدث الفريد، إذ قالت صحيفة الإندبنبدت البريطانية: إن المصريين سيصطفون في شوارع القاهرة لمشاهدة موكب من الملوك والملكات يمرون عبر المدينة التاريخية.

ولفتت الصحيفة إلى تفاصيل الحدث وأنه سيتم نقل اثنتين وعشرين مومياء ملكية في كبسولات مصممة خصيصًا من المتحف المصري بوسط ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط، على بعد حوالي 5 كيلو متر إلى الجنوب الشرقي.

وتابعت: «سيكون ما يسمى بالموكب الذهبي للفراعنة حدثًا غير مسبوق مع ترتيبات أمنية مشددة، حيث أغلقت السلطات ميدان التحرير وأقسام أخرى من الطريق قبل البدء».

وأضافت: «سيتم نقل الملوك الـ18 والأربع ملكات حسب الترتيب الزمني لعهودهم، بدءًا من آخر ملوك الأسرة السابعة عشر، الذي حكم في القرن السادس عشر قبل الميلاد ويُعتقد أنه لقي موتًا عنيفًا.

لحماية المومياوات خلال العرض، سيتم وضعها في كبسولات خاصة مملوءة بالنيتروجين وتحمل على بطاقات تهدئها وتوفر الاستقرار ، وفقًا لعالم الآثار المصري ووزير الآثار السابق زاهي حواس، الذي سيعلق مع تطور الأحداث».

كما سلطت صحيفة فويس أوف أمريكا الضوء على استعداد مصر للموكب الذهبي، حيث سيتم نقل 22 مومياء ملكية في كبسولات مصممة خصيصًا عبر شوارع العاصمة في موكب كبير إلى مقرها الجديد.

وقالت الصحيفة إن الموكب يتضمن 18 ملكا و 4 ملكات معظمهم من المملكة الحديثة حيث سيستقرون في المتحف القومي للحضارة في الفسطاط على بعد حوالي 5 كيلو مترات من المتحف المصري في التحرير.

وقال عالم الآثار المصري زاهي حواس، إن كل مومياء ستوضع في كبسولة خاصة مملوءة بالنيتروجين لضمان الحماية، وسيتم حمل الكبسولات على عربات مصممة لحملها وتوفير الاستقرار.

وقال: «اخترنا متحف الحضارة لأننا نريد ولأول مرة عرض المومياوات بطريقة حضارية ومتعلمة وليس للترفيه كما كانت في المتحف المصري»، وأضاف: «العالم كله سيراقب هذه 40 دقيقة مهمة في حياة مدينة القاهرة».

وأبرزت الوكالة الفرنسية «فرانس برس» استعداد مصر مساء لنقل المومياوات، وقالت: إن الموكب الملكي الذي سيجوب شوارع القاهرة، سيضم أقوى ملكة قديمة، وهي الملكة حتشبسوت.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، التي تزور مصر حاليا لحضور فعاليات الموكب الملكي، أن إعادة إيواء المومياوات «يمثل نهاية الكثير من العمل لتحسين الحفاظ عليها وعرضها». وأضافت: «هذا يثير المشاعر فالأمر ليس مجرد نقل مجموعة من المومياوات – سنرى تاريخ الحضارة المصرية يصنع أمام أعيننا».

وقالت الوكالة: إن سقنن رع الثاني الملقب بـ«الشجاع» والذي حكم جنوب مصر بحوالي 1600 عام قبل الميلاد، سيكون في أول عربة، بينما سيكون رمسيس التاسع، الذي حكم في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، في الخلف.

168400650 10164938375290162 7722605321665073041 n
168566733 10164938376285162 2439843682725952439 n
169071133 10164938375950162 4487088086174398430 n
168972119 10164938375655162 1678389636993752758 n
الموكب2 4

ربما يعجبك أيضا