كورونا فرنسا.. ذروة الموجة الثالثة على الأبواب وشبح الإغلاق الكامل يقترب

حسام السبكي

حسام السبكي

يبدو أن عقارب الساعة بدأت تدور إلى الوراء في فرنسا، في ظل ارتفاع غير مسبوق في أعداد المصابين والوفيات على حدٍ سواء، فضلًا عن تكدس المستشفيات، وأسرة العناية المركزة بالمرضى والمصابين، من أصحاب الحالات الحرجة، يتزامن ذلك مع أنباء عن ظهور سلالة جديدة من الوباء، وصفت بـ”المضللة” للفحوصات التقليدية، يأتي ذلك على الرغم من الأنباء الإيجابية في عددٍ من الدول، مع تسارع وتيرة التطعيم باللقاحات المتوفرة، إلا أن التصريحات المتتالية من المسؤولين، النابعة من الوضع الوبائي القائم، تؤشر لاحتمالية فرض إغلاق يشمل كافة أنحاء البلاد.

قيود جديدة

2020 03 05T162419Z 798743525 RC2SDF90B82A RTRMADP 3 HEALTH CORONAVIRUS FRANCE

في أواخر مارس الماضي، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطاب، إن على فرنسا أن تتخذ “اتجاهًا جديدًا” في نهجها لمكافحة انتشار فيروس كورونا أو تخاطر “بفقدان السيطرة” على انتشار الفيروس.

وأعلن إيمانويل ماكرون عن مزيد من الإجراءات الوطنية، التي بدأ تنفيذها، أمس السبت، ولمدة شهر على الأقل.

وأوضح ماكرون أنه في ظل “الإغلاق المحدود”، سيستمر حظر التجول، وسيكون السفر الداخلي محدودًا وسيُطلب من الأشخاص العمل من المنزل. وسيتم إغلاق دور الحضانة والمدارس الابتدائية والثانوية لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل.

كما ستُغلق جميع المتاجر غير الأساسية، وسيكون هناك حظر على الابتعاد عن المنزل لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات دون سبب وجيه.

وقال ماكرون: إن سلالة كورونا البريطانية الجديدة قد خلقت “وباء داخل الوباء” وهو أكثر عدوى وفتكا.

وأشار ماكرون إلى أن ما يقرب من 44٪ من جميع مرضى كورونا في وحدات العناية المركزة تقل أعمارهم عن 65 عامًا.

واعتبر أن فرنسا اتخذت “الخيارات الصحيحة” حتى الآن، لكن في الأسابيع القليلة الماضية، “تأخر” اللقاح و”تغيرت الأمور”.

وضع وبائي كارثي

1000x 1

من داخل في أقسام العناية الفائقة، يرقد في مستشفيات فرنسا أكثر من 5000 مصاب بكوفيد-19، وهو رقم غير مسبوق في البلد.

ويوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفرنسية تسجيل 59038 حالة إصابة جديدة. وأبلغت فرنسا حتى الآن عن أكثر من 4.6 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا و95495 حالة وفاة مرتبطة بكوفيد-19.

وقبل ساعات، سجلت فرنسا 46،677 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد19» خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليتجاوز إجمالي الإصابات 4 مليون و741 ألف حالة .

وسجلت السلطات الصحية الفرنسية 301 حالة وفاة ليبلغ إجمالي عدد الوفَيات 96،308.

مع زيادة حالات الإصابة الخطيرة بفيروس كورونا في فرنسا، أدى الضغط على المستشفيات في منطقة باريس الكبرى إلى زيادة الطلب على الأسرة في وحدات العناية الفائقة. وتقلل المستشفيات في باريس وحولها أيضا العلاجات المقدمة لأمراض بخلاف كوفيد-19.

وفي الأسبوع الماضي، حذر اتحاد المستشفيات الفرنسي من أن أجنحة المستشفيات في جميع أنحاء البلاد ستواجه “صدمة عنيفة غير مسبوقة” في الأسابيع المقبلة إذا لم تتمكن السلطات من الحد من ارتفاع عدد الحالات. وحثت الحكومة على فرض “إغلاق صارم” أو المخاطرة بإغراق المستشفيات بالحالات.

وعلى ذكر اكتظاظ المستشفيات في فرنسا، فقد باتت المستشفيات في وضع لا تحسد عليه أمام الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، ما يجعلها مهددة بالاضطرار إلى اختيار من تقدم له الرعاية الصحية من بين المرضى.

إجراءات عاجلة

thumbs b c 4858b905fe6a2ad37c06916fa3604adf

في تحركات سريعة، لاحتواء الأزمة، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية انه سيتم فتح سبعة مراكز تطعيم دائمة في البلاد في مستشفيات التدريب العسكري فى البلاد، على أن تبدأ استقبال المواطنين اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل.

وتقع المستشفيات العسكرية المختارة، في مناطق سان ماندي (بيجين) وكلامارت (بيرسي) في منطقة باريس، في مرسيليا وتولون وميتس وبوردو.

ووعدت الوزارة الفرنسية بأن “هذه المستشفيات العسكرية السبعة ستتمكن في النهاية من توصيل ما يقرب إلى 50000 جرعة أسبوعيا”.

في غضون ذلك، قررت المستشفيات الفرنسية استدعاء عدد إضافي من الموظفين والعاملين في القطاع الصحي في عطلة نهاية الأسبوع التي تتوافق مع عيد الفصح للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين بفيروس كورونا المستجد، بينما احتشد المسافرون في محطات القطار والطرق السريعة في محاولة للفرار من المدن الكبرى قبل دخول إجراءات جديدة حيز التنفيذ على مستوى البلاد.

واستعدادًا لاستقبال المزيد من المصابين بمرض كوفيد_19، المتوقع أن يصلوا إلى المستشفيات خلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدرت الجهات المعنية أوامر للمستشفيات الواقعة في شمال فرنسا والأكثر تضررا تطالبهم باستدعاء عاملين إضافيين في القطاع الصحي ليكونوا على استعداد تام لمواجهة الضغط على المستشفيات.

وأعرب الدكتور كريستوف بوير، رئيس خدمات الطوارئ في مستشفى “أميان بيكاردي” عن قلقه من ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا.

وأضاف في حديث لوكالة “أسوشيتيد برس”، أنه “يشعر بالفزع أيضا لأنه وللمرة الثانية وبعد أكثر من عام على انتشار الوباء، يطلب من العاملين في القطاع الصحي والموظفين بذل جهد إضافي والعمل في عيد الفصح”.

وفي باريس، أعلنت الشرطة السبت نشر 6600 ضابط للعمل على ضبط الأوضاع في العاصمة الفرنسية والتشديد على التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات للحد من انتشار الوباء، ومن ضمنها حظر التجمعات في الهواء الطلق لأكثر من 6 أشخاص وحظر الابتعاد عن المنزل لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات دون سبب وجيه.

وفي شواطئ مرسيليا، قامت الشرطة بدوريات وفرضت غرامات مالية على الأشخاص الذين يتجاهلون ارتداء الكمامات الواقية.

ربما يعجبك أيضا