فيسبوك «هاجس» يؤرق الملايين.. حياتنا الشخصية مشاع بمقابل أو بدون!

كتب – حسام عيد

من جديد، تطفو أزمة الخصوصية والتسريبات المعلوماتية على شبكات التواصل الاجتماعي على السطح؛ لتؤرق مستخدمي موقع التواصل الأبرز والأشهر عالميًا “فيسبوك”، حيث تحولت إلى هاجس كبير، بعدما تم تسريب بيانات أكثر من نصف مليار حساب، تضم أرقام هواتف وعناوين بريد إلكتروني على الإنترنت.

تسريب بيانات 533 مليون مستخدم.. بينهم “زوكربيرج”

في يوم السبت الموافق 3 أبريل 2021، سرب مرتاد لمنتدى قرصنة، أرقام هواتف وبيانات شخصية لمئات الملايين من مستخدمي فيسبوك عبر الإنترنت، ومن بينها المعلومات الشخصية لمؤسس فيسبوك “مارك زوكربيرج”.

وبحسب تقرير نشرته مجلة “بيزنس إنسايدر” الرقمية، أن البيانات المسربة هي معلومات شخصية لأكثر من 533 مليون مستخدم للفيسبوك في 106 بلدان.

وسربت معلومات أكثر من 32 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، و11 مليون في المملكة المتحدة، و6 ملايين مستخدم في الهند.

وتشمل المعلومات المسربة أرقام هواتفهم و”بطاقات الفيسبوك”، والأسماء الكاملة، والمواقع، وأعياد الميلاد، وفي بعض الحالات عناوين البريد الإلكتروني.

وحسب “بيزنس إنسايدر” فقد راجع الموقع عينة من البيانات المسربة وتحقق من عدة سجلات من خلال مطابقة أرقام هواتف مستخدمي فيسبوك بالمعرفات المدرجة في مجموعة البيانات المخترقة.

زيادة في المصداقية؛ قالت المجلة الأمريكية إنها تحققت من البيانات المخترقة عن طريق اختبار عناوين البريد الإلكتروني من مجموعة البيانات في ميزة إعادة تعيين كلمة مرور فيسبوك، التي يمكن استخدامها للكشف جزئياً عن رقم هاتف المستخدم.

“ثغرة” قيّمة لمجرمي الإنترنت

وقال متحدث باسم “فيسبوك” للموقع إن البيانات تمت قرصنتها عبر استغلال ثغرة أمنية قامت الشركة بتصليحها في عام 2019.

والبيانات المسربة يمكن أن توفر معلومات قيمة لمجرمي الإنترنت الذين يستخدمون المعلومات الشخصية لانتحال هويات أخرى.

وفقا لألون غال، من شركة الاستخبارات السيبرانية “هدسون روك، فإن قاعدة بيانات بهذا الحجم تحتوي على معلومات خاصة مثل أرقام الهواتف لكثير من مستخدمي الفيسبوك ومن شأن ذلك تسهيل عمليات القرصنة وسرقة البيانات للمستخدمين.

وأشارت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية بدورها أن البيانات المسربة تم تداولها بين مجرمي الإنترنت مقابل المال في السابق، ولكن أُعيد نشرها في 3 أبريل على منتدى قرصنة بالمجان.

وقالت الصحيفة إن المعلومات الخاصة بمؤسس الفيسبوك “مارك زوكربيرج”، ومن بينها رقم هاتفه الخاص، موجودة أيضا ضمن البيانات المسربة.

ليست المرة الأولى

 هذه ليست المرة الأولى التي تضرب حوادث تسريبات أو استغلال بيانات أكبر منصات التواصل الاجتماعي التي تضم نحو ملياري مستخدم، ففي العام 2016، أثارت فضيحة تتعلق بـ“كامبريدج أناليتيكا” وهي شركة استشارات بريطانية استخدمت بيانات ملايين من رواد فيسبوك في توجيه دعاية سياسية مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية -آنذاك- جدلًا واسعًا حول معالجة عملاق التواصل الاجتماعي للمعلومات الخاصة بالحسابات.

وفي 2019، أعلن موقع فيسبوك  فتح تحقيق في تقرير حول نشر معلومات تتعلق بأسماء وأرقام هواتف أكثر من 267 مليون شخص من مستخدميه، على صفحات شبكة الإنترنت المظلم.

ودفعت شركة فيسبوك، في 2019، ما يقارب الـ5 مليارات دولار كغرامة بداية العام كتسوية مع المنظّمين لإساءة استخدام البيانات الخاصة بالمستخدمين.

ويأتي الكشف عن هذه البيانات المسروقة في الوقت الذي تسعى فيه الشبكة الاجتماعية العملاقة لإعادة بناء الثقة مع مستخدميها وتخفيف مخاوفهم بشأن حماية معلوماتهم.

ردّ «فيسبوك» متواضع ويثير الشكوك

من جانبها؛ قالت “فيسبوك” في بيان لها، إن البيانات التي تم تسريبها تعود إلى عام 2019، مضيفة “قمنا بتحديد ومعالجة المشكلة في أغسطس 2019″، فيما وصف العديد من مستخدمي فيسبوك على “تويتر” رّد الشركة بأنه يهدف إلى التقليل من حجم المشكلة ولا يرقى إلى المطلوب خصوصاً وأن البيانات المسربة لا تزال متاحة مجاناً على أحد مواقع الاختراق.

ونشر أحد مستخدمي “تويتر” رابطاً إلى حيث تم تفريغ البيانات المسربّة يمكن لمستخدم فيسبوك من خلاله التحقق ما إذا كان أحد ضحايا التسريب.

وقال محمد أبوخاطر -نائب الرئيس الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة F5 المتخصصة بالأمن السيبراني- إن هذه الحادثة لم تقتصر على دولة معينة، بل شملت العالم بأسره، ولم يُعرف سببها حتى الآن، فقد تكون هناك ثغرة أمنية في تطبيق أو موقع فيسبوك، أو قد يعود الأمر إلى تسريب داخلي للبيانات.

وتحظى خدمات فيسبوك بشعبية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، كما يقوم الكثير من المستخدمين في المنطقة بمشاركة معلومات عائلية وخاصة على حساباتهم على فيسبوك، وهو الأمر الذي قد يستغله بعض القراصنة لمحاولة الوصول إلى بيانات أخرى أكثر حساسية مثل المعلومات البنكية وكلمات المرور الخاصة بخدمات أخرى.

وختامًا، يمكن القول: إن تسريبات البيانات في “فيسبوك” يهدد بتقويض نموذج أعمال موقع التواصل الاجتماعي المتمثل في جمع كمية كبيرة من المعلومات الشخصية واستخدامها لبيع الإعلانات المستهدفة.

وباتت الحاجة ملحة اليوم لنا كمستخدمين، الحذر والوعي الشديد في التعامل مع “فيسبوك”، وعدم استخدام كلمات مرور قد تكون لها دلالة لمواقع وخدمات أخرى.

ربما يعجبك أيضا