«الفرصة الأخيرة».. مفاوضات «سد النهضة» تعود من جديد

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – استأنفت مصر والسودان وإثيوبيا، مفاوضاتها بشأن أزمة سد النهضة، بهدف الوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث المتشاركة في النيل الأزرق، وسط تأكيدات مصرية على أن الاجتماعات التي تجرى حاليا تعتبر “فرصة أخيرة” يجب أن تقتنصها الدول الثلاث.

“البحث عن حلول”

وقال الرئيس الكونغولي في الاجتماعات: «يهدف اجتماع كينشاسا إلى إطلاق دينامية جديدة»، متابعا: “أدعوكم جميعاً إلى انطلاقة جديدة وإلى فتح نوافذ أمل عدة وانتهاز كل الفرص وإضاءة شعلة الأمل مجدداً» مرحباً بعزم المشاركين على «البحث معاً عن حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية».

وأضاف خلال الاجتماعات التي شهدت حضور سفير الولايات المتحدة مايكل هامر: «البعد البشري يجب أن يكون في صلب هذه المفاوضات الثلاثية» مدافعاً عن حق سكان الدول الثلاث «بالمياه والغذاء والصحة».

“الفرصة الأخيرة”

شارك وزيرا الخارجية المصري سامح شكري، والري محمد عبدالعاطي في الاجتماعات التي تعقد في كينشاسا خلال يومي الأحد والاثنين بدعوة من الرئيس فيليكس تشيسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي للتباحث حول إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة الإثيوبي المتوقفة منذ عدة أشهر.

وبحسب بيان عبر صفحة وزارة الخارجية المصرية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تهدف الاجتماعات إلى التوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث المتشاركة في النيل الأزرق ويحفظ حقوق مصر ويؤمنها من مخاطر وأضرار هذا السد الضخم.

وقال وزير الخارجية المصري: إن مصر تفاوضت على مدار عشر سنوات بإرادة سياسية صادقة من أجل التوصل لاتفاق يحقق لإثيوبيا أهدافها التنموية ويحفظ في الوقت ذاته حقوق ومصالح دولتي المصب، مشددا على ضرورة أن تؤدي اجتماعات كينشاسا إلى إطلاق جولة جديدة من المفاوضات تتسم بالفاعلية والجدية ويحضرها شركائنا الدوليين لضمان نجاحها.

وأضاف الوزير المصري في كلمته خلال الاجتماع، الذي عقد اليوم، إن المفاوضات الجارية حاليا تعتبر بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث، لافتا إلى أن ذلك من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل.

وأعرب وزير الخارجية المصري عن حرص مصر على إنجاح هذه المفاوضات والعمل على تجاوز كل النقاط الخلافية التي عرقلت جولات المفاوضات السابقة، مؤكداً على أنه إذا توافرت الإرادة السياسية والنوايا الحسنة لدى كل الأطراف، فإنه سيكون بوسعنا أن نصل للاتفاق المنشود الذي سيفتح آفاق رحبة للتعاون والتكامل بين دول المنطقة وشعوبها.

“رسالة السيسي”

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، تسلم رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله وزيري الخارجية والري في مصر، بعد افتتاح الاجتماعات الجارية في كينشاسا حول مسار مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

وشدد الرئيس المصري، بحسب بيان عبر صفحة مجلس الوزراء بـ”فيس بوك”، على حرص مصر على إنجاح مفاوضات سد النهضة التي يرعاها الرئيس الكونغولي، وأن مصر تثمن الجهد المقدر الذي تبذله جمهورية الكونغو الديمقراطية من أجل إطلاق عملية تفاوضية تفضي إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً يراعي مصالح الدول الثلاث ويعزز من علاقات التكامل والتعاون بينها ويعمق من أواصر الأخوة بين شعوبها.

وأكد السيسي أن مصر لديها نية سياسية صادقة للتوصل للاتفاق المنشود في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل وأنها ستدعم جهود الرئيس تشيسيكيدي في هذا الصدد، حيث تتطلع مصر لأن تنجح الاجتماعات التي ستعقد في كينشاسا في إطلاق مسار فعّال للمفاوضات بمشاركة الشركاء الدوليين وبما يمكن الدول الثلاث من إيجاد حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية بهدف بلورة اتفاق شامل لملء وتشغيل سد النهضة.

واستعرض وزير الخارجية خلال اللقاء مع الرئيس الكونغولي جهود مصر على مدار عقد كامل للتوصل لاتفاق حول سد النهضة، حيث أكد شكري على أن مصر قد دأبت على تقديم الحلول والمقترحات التي تراعي الشواغل الإثيوبية وبما يضمن تحقيق أهدافها التنموية ويحفظ مصالح دولتي المصب، إلا أن نجاح الجهود الجارية لتسوية قضية سد النهضة وتجنب تأزيم الموقف في إقليم يعاني بالفعل من الاضطراب وعدم الاستقرار يتطلب توافر الإرادة السياسية لدى كل الأطراف للتوصل لاتفاق عادل ومنصف.

ربما يعجبك أيضا