بوتين رئيس روسيا إلى ما لا نهاية

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، على قانون يسمح له بالاحتفاظ بالسلطة حتى عام 2036، وهي خطوة تضفي الطابع الرسمي على التغييرات الدستورية التي تمت الموافقة عليها في تصويت العام الماضي.

وتضمن التصويت على الدستور في الأول من يوليو/ تموز بندًا يعيد تعيين حدود ولاية بوتين السابقة، مما يسمح له بالترشح للرئاسة مرتين أخريين.

وتمت الموافقة على التغيير من قبل الهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الكرملين وتم نشر القانون ذي الصلة الذي وقعه بوتين يوم الإثنين على بوابة رسمية للمعلومات القانونية.

وقال الرئيس الروسي البالغ من العمر 68 عامًا ، والذي ظل في السلطة لأكثر من عقدين – أطول من أي زعيم آخر في الكرملين منذ الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين – إنه سيقرر لاحقًا ما إذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى في عام 2024 عندما تكون ولايته الحالية التي تبلغ ست سنوات.

ووفقاً لأحد أحكام التعديلات الجديدة في دستور روسيا الاتحادية، يتم تطبيق القيود المفروضة على عدد الفترات التي يمكن لشخص واحد أن يتولى فيها منصب رئيس روسيا الاتحادية، على رئيس الدولة الحالي (بوتين) بغض النظر عن فتراته الرئاسية السابقة، وبالتالي، فإن هذه القاعدة تسمح لرئيس الدولة الحالي بشغل منصب رئيس روسيا الاتحادية لفترتين أخريين.

وصادقت لجنة الانتخابات المركزية الروسية على نتائج التصويت العام على تعديلات الدستور الروسي، والتي أيدها 77.92 بالمئة من المواطنين الروس، وتم التوقيع على البروتوكول النهائي للتصويت، وفق “سبوتنيك”.

شروط جديدة

وضمن القانون الجديد شروطا جديدة للترشح إلى الرئاسة، ومن ضمنها يجب على المرشح أن يبلغ 35 عاما على الأقل، وأن يكون مقيما في روسيا لفترة لا تقل عن 25 عاما ولم يحصل قطّ على جنسية أو إقامة دائمة في دولة أخرى.

كما جاءت المراجعة الدستورية بمبادئ محافظة مهمة بالنسبة لفلاديمير بوتين، وهي الإيمان بالله وحصر الزواج في المغايرين جنسيا والتربية الوطنيّة.

وتمنح المراجعة أيضا حصانة دائمة للرؤساء الروس حتى بعد مغادرتهم المنصب.

وكان يفترض أن يتنحّى رجل روسيا القوي مع انتهاء ولايته الحالية عام 2024، إذ لا يسمح التشريع الروسي بأكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين.

لكن وفق النصّ الذي وقّعه الإثنين “لا ينطبق هذا القيد على من شغلوا منصب رئيس الدولة قبل دخول تعديلات الدستور حيز التنفيذ”.

وبحلول عام 2036، الموعد النظري الجديد لخروجه من الكرملين، سيكون سنّ بوتين 83 أو 84 عاما.

موقف المعارضة

وعبر تويتر، علّق المعارض يفغيني روزمان الذي كان يرأس بلدية يكاترينبرغ، إحدى أكبر مدن روسيا، بنبرة ساخرة قائلا إن القانون “يمنح الرئيس حياة أبدية”.

بدوره، نشر فريق المعارض المسجون أليكسي نافالني شريط فيديو يعود إلى بداية الألفية يعلن فيه بوتين معارضته بقاء رئيس في المنصب أكثر من ولايتين.

ويأتي التعديل الذي أقرّه استفتاء في تموز/يوليو وصادق عليه البرلمان الإثنين بعد مراجعة مطولة، في وقت يحظى فلاديمير بوتين بشعبية تتجاوز 60 بالمئة وفق استطلاعات، رغم الوباء وتباطؤ الاقتصاد والاصلاحات الاجتماعية غير الشعبيّة التي أقرت عام 2018.

وانتقدت المعارضة التصويت على الدستور، بسبب تقارير واسعة النطاق عن ضغوط على الناخبين ومخالفات أخرى، فضلاً عن الافتقار إلى الشفافية والعقبات التي تعيق المراقبة المستقلة.

وفي الشهور التي تلت التصويت ، سجنت روسيا أبرز شخصية معارضة في البلاد ، أليكسي نافالني ،

ألقي القبض على نافالني البالغ من العمر 44 عامًا في يناير عند عودته من ألمانيا ، حيث قضى خمسة أشهر يتعافى من تسمم بغاز الأعصاب يلقي باللوم فيه على الكرملين. وقد رفضت السلطات الروسية هذا الاتهام.

وفي فبراير ، حُكم على نافالني بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة انتهاك شروط المراقبة أثناء فترة النقاهة في ألمانيا. ينبع الحكم من إدانة بالاختلاس عام 2014 رفضها نافالني باعتبارها ملفقة – والتي قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أنها غير قانونية.

ربما يعجبك أيضا