سد النهضة.. التعنت الإثيوبي يزيد الاحتقان والولايات المتحدة ترفض أي إجراءات أحادية

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

لا يزال التعنت الإثيوبي متصدرًا المشهد السياسي بشأن أزمة سد النهضة، خاصة بعد أن أعلنت مصر الثلاثاء الماضي، فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي احتضنتها مدينة كينشاسا الكنغولية يومي 3-4 أبريل الجاري، وعدم التوصل إلى اتفاق بشأن عقد جولة مفاوضات قادمة، مما يزيد من الاحتقان في المنطقة لتبقى جميع الخيارات مفتوحة.

من جانبه، ‏‎قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي، إن تعنت إثيوبيا ورفضها العودة للمفاوضات، سيؤدي إلى تعقيد الأزمة وزيادة الاحتقان في المنطقة.

مفاوضات كينشاسا

وأطلع عبدالعاطي رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، على نتائج جولة المفاوضات التي عقدت في كينشاسا حول سد النهضة الإثيوبي خلال يومي 4 و5 إبريل الجاري، مشيرا إلى أنها لم تحقق أي تقدم ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول إعادة استئناف المفاوضات، حيث رفضت إثيوبيا مختلف المقترحات والبدائل المقدمة من جانب دولتي المصب، والتي تستهدف إعادة إطلاق عملية التفاوض مرة ثانية، سعيا للوصول إلى حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية، حسبما ذكرت صحيفة الأهرام.

ولفت وزير الري المصري إلى المرونة التي تمتع بها الجانبان المصري والسوداني خلال تلك الجولة، بما يعكس الرغبة الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، مشيرا إلى أن مصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجرى تحت قيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونا حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة.

1 1425665

خياران لا ثالث لهما أمام مصر والسودان

من جانبه، قال الدكتور أحمد المفتي، الخبير الدولي وممثل الخرطوم السابق في مفاوضات سد النهضة، إن إثيوبيا أفشلت اجتماعات كينشاسا بنسبة 100%.

وكشف المفتي أن إثيوبيا استغنت عن عبارة «الملء والتشغيل من أجل توليد الكهرباء»، والتي خدعت بها السودان ومصر طوال 10 سنوات، واستخدمت عبارة «المحاصصة والبيع» بدلا منها، وفقا لموقع مصراوي.

وأوضح الخبير الدولي وممثل الخرطوم السابق في مفاوضات سد النهضة، أنه لا خيار أمام السودان ومصر سوى تدخل مجلس الأمن لوقف أنشطة إثيوبيا في السد بما في ذلك الملء الثاني لحين الوصول إلى اتفاق ملزم يرضي الدول الثلاث.

ولفت المفتي، إلى أنه في حال اللجوء لمجلس الأمن سيكون طلب مصر والسودان من المجلس إصدار قرار ملزم لإثيوبيا بوقف عملية بناء السد لحين التوصل لاتفاق ملزم وعادل بين الأطراف الثلاثة، فضلا عن وقف الملء الثاني الذي تحدثت عنه أديس أبابا.

وحول جدوى اللجوء لمجلس الأمن، أوضح الخبير الدولي: يمكن لمجلس الأمن إلزام إثيوبيا بذلك، لكنه قد لا يفعل، والمهم لا تملك مصر والسودان أن يتحركا في الحل العسكري قبل اللجوء إلى مجلس الأمن.

وأشار خبير التفاوض الدولي، إلى أنه في حال فشل الخيار الخاص باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لوقف عمليات بناء السد، لن يكون هناك أي خيار آخر سوى الحل العسكري، في ظل رفض إثيوبيا التوصل إلى اتفاق ملزم.

سد النهضة 2

الولايات المتحدة ترفض الإجراءات أحادية الجانب

قال البيت الأبيض، إن مستشار الأمن القومي ناقش مع إثيوبيا أهمية مواصلة الحوار لحل الأزمة الحدودية مع السودان وسد النهضة، بحسب قناة الشرق الإخبارية.

 من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية صامويل وربيرج، استمرار بلاده في دعم الجهود لحل أزمة سد النهضة، مؤكدا أهمية الوساطة الأفريقية في حل أزمة سد النهضة، وفقا لموقع سكاي نيوز عربية.

وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم أفكار فنية للمساعدة في حل أزمة سد النهضة، مضيفا: “نؤمن بالحل الدبلوماسي لأزمة سد النهضة”، ونرفض الإجراءات أحادية الجانب”.

 وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، اليوم الخميس، إن واشنطن تدعو مصر والسودان وإثيوبيا الجلوس على طاولة المفاوضات لحل أزمة سد النهضة، معلنة رفضها أي إجراءات أحادية الجانب، وأكد برايس، أن الولايات المتحدة تؤمن بالحل الدبلوماسي لأزمة سد النهضة.

وأكد أن واشنطن على استعداد لتقديم أفكار فنية للمساعدة في حل أزمة سد النهضة، مشددا على أهمية الوساطة الأفريقية في حل أزمة سد النهضة.

مفاوضات سد النهضة في كينشاسا

وكانت إثيوبيا قد أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية بتمسكها برعاية الاتحاد الأفريقي لمفاوضات سد النهضة.

وخلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، أشار مكونن إلى أن مفاوضات سد النهضة، برعاية الاتحاد الأفريقي، ضرورية بالنظر إلى كونه مراقبًا محايدًا ومنصفًا.

وكان قد أوضح الوزير الإثيوبي أن بلاده تنتظر قرار رئيس الكونغو الديمقراطية بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، بشأن «استئناف التفاوض»، فيما أكد وزير الري المصري أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول إعادة استئناف المفاوضات، فضلا عن تعنت إثيوبيا ورفضها كافة البدائل والمقترحات، لتعود من جديد الأزمة بين الدول الثلاث إلى نقطة الصفر بعد 10 سنوات من دائرة مفرغة.

ربما يعجبك أيضا