الأردن في مواجهة كورونا .. هل يتحول المطعوم ضد الفيروس إلى لقاح إجباري مستقبلًا؟ ‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق  

ببالغ الاهتمام والتركيز، سلطت وسائل الإعلام الأردنية الرسمية وحتى الخاصة منها، الضوء على ما قضت به المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لأول مرة في مسألة التطعيم الإجباري رغم أن الحكم لم يتعرض بشكل مباشر إلى كورونا. 

ورغم أن وزارة الصحة الأردنية، أعلنت في أكثر من مناسبة على لسان مسؤوليها أن اللقاح ضد كورونا “اختياريا” ولن يكون إجباريا إلا أن حالة العزوف عن تلقي المطعوم ما تزال تشكل خطورة من حدوث موجات جديدة للوباء.  

ويخشى مراقبون وأطباء في مثل هذا السيناريو من انهيار المنظومة الصحية في البلاد.  

وقالت المحكمة الأوروبية، إن إلزامية التطعيم قد تكون خطوة ضرورية، موضحة أن “التطعيم الإجباري قانوني، وقد يكون ضرورياً في المجتمعات الديمقراطية”. 

وأشارت المحكمة، إلى أن هذا الحكم جاء عقب شكوى رفعتها عائلات تشيكية إلى المحكمة بخصوص حقنات إجبارية للأطفال لمرض ليس له علاقة بفيروس كورونا. 

ويعتقد خبراء تحدثوا لوسائل إعلام متعددة، أن لقرار المحكمة الأوروبية، آثار مهمة على حملات التطعيم ضد فيروس كورونا، خاصة بين من أعلنوا عن رفضهم لقبول اللقاح. 

مزيد من الوفيات والإصابات

ولا تزال جائحة كورونا، تخطف عشرات الأرواح يوميًا في الأردن، ناهيك عن تسجيل آلاف الإصابات وسط تدني نسبة الإقبال على اللقاح التي تقول الجهات المختصة إنه السبيل الوحيد للعودة للحياة الطبيعة وبدء صيف آمن.  

واليوم الخميس، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 96 وفاة و4775 إصابة بفيروس كورونا في الأردن، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 7565 وفاة و655456 إصابة. 

وأشار الموجز الإعلامي الصادر عن رئاسة الوزراء ووزارة الصحة إلى أن عدد الحالات النشطة حاليّاً وصل إلى 71120 حالة، بينما بلغ عدد الحالات التي أُدخِلت اليوم إلى المستشفيات 342 حالة، فيما غادرت 337 حالة، في حين بلغ إجمالي عدد الحالات المؤكّدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 2933 حالة. 

وحول القدرة الاستيعابية للمستشفيات في المملكة، بين الموجز أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الشمال بلغت 46%، بينما بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 74%، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفّس الاصطناعي في الإقليم ذاته 48%. 

وأضاف أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الوسط بلغت 58%، في حين وصلت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة في الإقليم ذاته إلى 69%، بينما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفّس الاصطناعي 37%. 

كما بلغت نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الجنوب30%، بينما بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 38%، فيما وصلت نسبة إشغال أجهزة التنفّس الاصطناعي في الإقليم ذاته إلى 25%. 

كما أشار الموجز إلى تسجيل 6444 حالة شفاء اليوم في العزل المنزلي والمستشفيات، ليصل إجمالي حالات الشفاء إلى 576771 حالة. 

وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابيّة الخميس، 12.02% مقارنة مع النسبة التي سجلت الأربعاء والتي بلغت 13%. 

اللقاح سيكون إجباريًا ! 

مع تأكيد وزراء الصحة الذين تعاقبوا على هذه الحقبة منذ بدء جائحة كورونا، أن اللقاح في الأردن، لن يكون إجباريا، وسيكون مجانيا للأردنيين والمقيمين في الأردن حال وصوله؛ يرى مراقبون أن الوصول إلى 20% من السكان قد يكون صعبا طالما ظلت المشكلة في إقناع الناس قائمة. 

وحتى يوم الأربعاء، بلغ إجمالي عدد الحاصلين على الجرعة الأولى من لقاح كورونا في الأردن 404912 شخصاً، في حين بلغ إجمالي عدد الحاصلين على الجرعة الثانية من اللقاح 119621 شخصاً، وفق الإحصائيات الخاصة بلقاح فيروس كورونا على مستوى الأردن. 

وأشارت خلية الأزمة في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، إلى أن عدد المسجلين على منصة تلقي لقاح فيروس كورونا، بلغ 1068968 شخصاً. 

والأردن شأنه شأن بقية دول العالم التي بدأت تستعجل الخلاص من الجائحة.  

ومن وجهة نظر الكاتب ماهر أبو طير، فإن اللقاح سيكون إجباريًا في وقت لاحق، حتى لو نفى الرسميون ذلك، لكنهم يصدقون الآن، بنفي إجباريته، لكونهم غير مضطرين لفرضه. 

ويرى أبو طير أنه في حال ثبت اللقاح ضد الفيروس مأمونيته، فلا يمكن أن تبقى كثير من القطاعات معطلة، وسيكون الحل فرض اللقاح، في حال توفره بكميات كبيرة. 

ويعتقد أبو طير في مقالة له، أن أخطر ما في كل قصة اللقاح، أن لا أحد يعرف الآثار الجانبية على المدى المتوسط والبعيد، فقد يتم اختبار رد فعل الجسم، فور تلقي اللقاح، أو في الفترة الأولى، لكن لا أحد لديه إجابة عن تأثيرات اللقاح بعد عام أو عامين، أو أكثر، وعلاقة اللقاح بالأمراض المزمنة على المدى المتوسط والبعيد، خصوصا، السكري والقلب والضغط، وهي منتشرة في الأردن، بشكل كبير. 

ويرى أبو طير، أن العقدة في لقاح كورونا تكمن بين كونه غير إجباري، وليس من حق أحد إجبار أحد عليه، وبين اشتراط قطاعات كثيرة الحصول عليه مسبقا، من قطاع السفر، وصولا إلى بقية القطاعات، بما يحوله فعليا إلى لقاح إجباري، وبشكل تدريجي. 

ربما يعجبك أيضا