اليمن.. استراتيجية الحوثي «الإيرانية» لإدامة المعارك

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تعمل الميليشيات الحوثية الموالية لإيران وفق استراتيجية أعدتها الاستخبارات الإيرانية لإطالة أمد الصراع في اليمن، وجعل اليمن مجرد ملف في المفاوضات الإيرانية مع الغرب، وذلك أيضا جنبا إلى جنب مع مخططات طهران لجعل اليمن ولاية إيرانية، ولهذا أفشلت إيران مبادرة السلام السعودية ولم تكتف بذلك، وإنما حركت ميليشيا الحوثي في اليمن لتخريب أي اتفاق وقف إطلاق النار، وعمدت الميليشيا الموالية لقصف المدنيين في عدد من المحافظات اليمنية، حتى مخيمات النزوح التي تعج بالمدنيين نالها القف الوحشي بشكل هستيري غير مفهوم.

وكثفت الميليشيا من استخدام الطائرات المسيرة المفخخة والاستطلاعية، والتي قالت لجنة خبراء الأمم المتحدة في وقت سابق، إنها مجمعة من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن”، وإن “قاصف” أو “المهاجم” متطابق تقريباً في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T ، والتي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات.

كما واصلت إيران وميليشياتها تهريب السلاح، ونهب المواد والسلع وأموال النفط ومشتقاته في ظل القيود المفروضة عليهم.

الحكومة اليمنية و تدخلات إيران

مستشار الرئيس اليمني، ياسين مكاوي، أكد على أن توجيهات إيرانية وصلت للحوثيين تأمرهم بإفشال المبادرة السعودية للحل في البلاد، وأضاف أن السلام لا يتجزأ، مشدداً على أن محاولات إيران ومرتزقتها الحوثيين تمرير سلام جزئي مفصل حسب مصالحهم يشكل تهديداً خطيراً على اليمن والمنطقة.

كما شدد وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، اليوم الاثنين، على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام التدخلات الإيرانية في بلاده، وأكد بن مبارك عدم جدية ميليشيا الحوثي الانقلابية في الجنوح إلى السلام، محذرا من التداعيات الإنسانية الكارثية لاستمرار التصعيد العسكري الحوثي في ظل الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً.

إحباط هجمات

التحالف دمر مرات عدة طائرات مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه مدن سعودية، كما أحبط التحالف عملية هجوم وشيك على المدنيين في مأرب، شرق البلاد، باستخدام هدد من الصارويخ الباليستية، مؤكداً أن الميليشيات الحوثية تعرض حياة ملايين المدنيين للخطر، وأوضح في بيان أنه تم تدمير صاروخ باليستي ومنصة الإطلاق تتبع للميليشيا في جبهة بمأرب، فيما حذرت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من خطورة تلك الهجمات على المدنيين وآلاف النازحين.

كما أعلنت قوات الجيش اليمني، إسقاط طائرة مسيرة حوثية مفخخة، شمالي غرب مدينة مأرب، وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني، أن الطائرة المسيّرة الحوثية المفخخة، كانت تسعى لاستهداف الأحياء السكنية في المدينة المكتظة بالمدنيين.

قصف المخيمات

فيما ذكر ائتلاف صنعاء للإغاثة والتنمية في تقرير له، أن قصف ميليشيا الحوثي لأربعة مخيمات غربي مدينة مأرب تسبب في نزوح مئات الأسر، كما أقدمت الميليشيا على اقتحام مخيم للمدنيين في منطقة ذي السفال بمحافظة إب، وأفاد شهود عيان بأن المسلحين اقتحموا المخيم فجر الثلاثاء، وقاموا بتدميره فوق رؤوس ساكنيه وهم نيام، كما أحرقوا بعض الخيام، وبحسب المعلومات فإن معظم النازحين في هذا المخيم هم من فئة المشردين الذين نزحوا من منطقة المخا الساحلية غرب تعز، وتعذر عليهم العودة إلى مناطقهم بسبب استمرار الاشتباكات.

وكشفت الأمم المتحدة عن أوضاع مأساوية يعيشها نازحو محافظة مأرب اليمنية، مبينة أن 79% من سكان المخيمات هم من النساء والأطفال، ويعيشون على أقل من دولار ونصف الدولار في اليوم، وإن معظمهم يلجأون إلى تقليل عدد الوجبات، وعمالة الأطفال، والزواج المبكر.

إغلاق عدد من المنظمات

كما أعلنت ميليشيا الحوثي اعتزامها إغلاق عدد من المنظمات الدولية والخيرية العاملة في مناطق سيطرتها خلال الأيام القادمة، وقال أمين عام ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية (هيئة استحدثتها ميليشيا الحوثي)، عبدالمحسن طاووس، إنه سيتم اتخاذ قرارات خلال الأيام المقبلة بإغلاق عدد من المنظمات لمخالفتها للوائح والقوانين، وفق ما أوردته وسائل إعلام تابعة للحوثيين، وأضاف طاووس، أن حجم التمويلات التي قدمتها المنظمات في مجال العمل الإنساني خلال العام الماضي بلغت مليارا و220 مليونًا و472 ألف دولار، بحسب ما نقله موقع “المشاهد” الإخباري اليمني.

ربما يعجبك أيضا