السودان.. غضب شعبي عارم وتلويح بالردع العسكري بسبب التعنت الإثيوبي

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أمام التعنت الإثيوبي في ملف سد النهضة، تعاظم الغضب السوداني الرسمي والشعبي على السواء، فإثيوبيا لم ترتدع وتواصل المماطلة في المفاوضات بشكل لم يعد خافيا على أحد، وهو ما جعل السودان يبدأ التلويح لإثيوبيا بكافة الخيارات وفي مقدمتها خيار الردع العسكري خصوصا مع التوترات الحدودية بسبب تهديدات أديس أبابا لأرض الفشقة السودانية.

فإثيوبيا تتعمد رفض كل الحلول وتحاول كسب الوقت ليس إلا لتمرير مخططها الخبيث, فلا أحد رفض تنمية إثيوبيا لأرضها، لكن إثيوبيا تبحث عن “خنق” الدول المجاورة لها، ولهذا وضعت مصر “خط أحمر” وأعلنت أنها لن تفرط في نقطة مياه من النيل، وكذلك السودان اليوم أصبح على الموقف نفسه، فمصر يؤمن لها النيل نحو 97 بالمئة من مياه الري والشرب، وهي ترى في السد الإثيوبي تهديدًا لإمدادها بالمياه، أما السودان فيخشى أن تتضرر سدوده إذا ملأت إثيوبيا سد النهضة بالكامل قبل التوصل إلى اتفاق.

وقال الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان، إن “مفاوضات سد النهضة أخذت زمنا طويلاً واضطررنا لتدعيم الوساطة الأفريقية والأمريكية التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين أطراف المفاوضات، ولكن لم نتوصل إلى نتائج حتى الآن”، وتابع: “نحن كأفارقة اخترنا وساطة الاتحاد الأفريقي، ولكننا اكتشفنا أنها تحتاج أيضًا إلى دعم، لذلك السودان قدم مبادرة بتدعيم الوساطة الأفريقية”.

كما ازدادت المطالبات بطرد القوات الإثيوبية من “أبيي” المنطقة السودانية المتنازع عليها مع جنوب السودان، على خلفية التوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا، فضلا عن ملف سد “النهضة”، والجدير بالذكر القوات الإثيوبية تخضع هي ومنطقة أبيي لحماية قوة “يونيسفا” الأممية، التي تأسست في يونيو/حزيران 2011، حيث تعمل على رصد التوترات بين السودان وجنوب السودان فيها.

ومن الناحية الإنسانية، أعلن السودان، اكتمال الترتيبات لاستقبال 7 آلاف و923 لاجئ إثيوبي في معسكر جديد جنوب شرقي البلاد، وهذه يؤكد أن الخلافات الحالية هي مع الحكومة المركزية في أديس أبابا وتعنتها، وليس مع الشعب الإثيوبي.

الردع العسكري

من جانبه، أعلن قائد اللواء الخامس للقوات المسلحة السودانية العميد وليد أحمد السجان أن الجيش استعاد 95% من الأراضي المغتصبة بمنطقة الفشقة الكبرى، وأضاف السجان بحسب “وكالة الأنباء السودانية” أن الأوضاع الأمنية بالمناطق الحدودية التي تمت استعادتها مستقرة، مطالبا الجهات التنفيذية في الدولة أن تولي اهتمامها بالمنطقة وتهيئة البيئة للموسم الزراعي، ومحذرا من أن أي محاولة من الجانب الإثيوبي ستجد الرد الحاسم من الجيش السوداني، وقال السجان خلال استقباله والي القضارف وأمين عام ديوان الزكاة بمنطقة أم براكيت، إن القوات المسلحة بالمنطقة على درجة عالية من الروح وعلى قناعة أنهم يدافعون عن الأرض وأن القوات المسلحة تبسط سيطرتها على الفشقة، وتبقى جزء قليل لاستعادتها بالكامل، وأكد والي ولاية القضارف د. سليمان علي موسى على وقوفهم خلف القوات المسلحة السودانية التي تضع علامات ترسيم الحدود.

الخارجية السودانية

بدورها، قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، إن تعبئة سد النهضة بمجرد تبادل المعلومات من دون وجود اتفاق قانوني ملزم يشكل تهديدا مباشرا للسودان، ولفتت إلى أن تعنت الجانب الإثيوبي في قضية سد النهضة يضع كل الخيارات أمام السودان للحفاظ على أمنه القومي، مؤكدة أن بلادها تعمل على كسب دعم الدول الإفريقية وعدد من دول المنطقة ودول العالم في قضية سد النهضة.

وأكدت أن السودان قد يتجه إلى مجلس الأمن إذا استمر التعنت الإثيوبي في قضية سد النهضة، مشددة على أنه بدون اتفاق ملزم سيكون سد النهضة سيفا مسلطا على السودان بشكل دائم.

مطالبات بطرد قوات إثيوبية

كما طالبت قيادات شعبية وقبلية، بمنطقة “أبيي” المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، بإبعاد قوات إثيوبية عاملة ضمن بعثة أممية بالمنطقة، جاء ذلك في تصريحات لرئيس “تجمع نهضة ولاية غرب كردفان”، عبد الحميد منصور، ورئيس اتحاد قبيلة “الفلايتة”، محمد عوض، وقال منصور وعوض، إن القوات الإثيوبية لم تعد تحافظ على الأمن بالمنطقة، بل أصبحت عاملا لعدم الاستقرار وتردي الأوضاع الأمنية، بحسب ذات المصدر.

تكذيب سوداني لإثيوبيا

أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا، أعلنت فيه أن مصر والسودان لم يرفضا مشاركة جنوب أفريقيا بمفاوضات سد النهضة، وقالت الخارجية السودانية إن التصريحات المنسوبة لوزير الري والطاقة الأثيوبي التي ذكر فيها أن السودان ومصر رفضا مشاركة جنوب أفريقيا ضمن فريق مفاوضات سد النهضة، غير صحيحة ومجافية للحقيقة، وتابعت الخارجية السودانية إن الخرطوم حريصة بصورة ثابتة وحثيثة على الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف ويحفظ مصالحها بما في ذلك حق إثيوبيا في التنمية بشرط توقيع اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة وفقاً لما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ في عام 2015.

وأوضحت أن السودان ملاحظات حول منهجية التفاوض والتي أدت إلى أن تظل المفاوضات تدور في حلقة مفرغة وفي ظل تعنت إثيوبيا قرر السودان عدم استئناف المفاوضات وقدم مقترحاً بمنح دور أكبر للخبراء، ولفتت الخارجية السودانية إلى وجود مقترح آخر بأن يقوم الرئيس تشيسكيدي رئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية بالتنسيق مع الأطراف الدولية لتسهيل عملية التفاوض والتوصل لاتفاق خلال 8 أسابيع وهذا المقترح أيضاً رفضته إثيوبيا.

ربما يعجبك أيضا