هجوم جديد في نطنز.. هل فعلتها «دودة إسرائيل» الإليكترونية؟

يوسف بنده

رؤية

في صباح أمس الأحد 11 أبريل/ نيسان، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، عن تعرض أجزاء من شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز النووية لحادث قال إنه سيتم التحقيق في أسبابه والإعلان عن تفاصيله لاحقا.

وبعد ساعات من إعلان هذا الحادث؛ أعلن سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، عن  اندلاع حريق آخر في المنشأة النووية.

وبعد ساعات من إعلان وقوع “حادث” في جزء من شبكة توزيع الكهرباء بمنشأة نطنز النووية، صرح علي أكبر صالحي، رئيس هذه المنظمة، مساء أمس واصفا الحادث بأنه “إرهاب نووي”، مؤكدا أن ذلك “يعكس فشل المعارضين”.

وأضاف صالحي أن حادث فجر اليوم ضد مفاعل نطنز “يعكس هزيمة معارضي التطور الصناعي والسياسي في إيران، من أجل منع تطوير البرنامج النووي الإيراني”.

وأردف صالحي أن “هذا التعرّض يعكس فشل المعارضين للمباحثات بين إيران وباقي أطراف الاتفاق النووي لرفع العقوبات”.

كما دعا المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التعامل مع هذا “الإرهاب النووي”.

من جهته، أشار المتحدث باسم لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، مالك شريعتي، إلى أن تزامن هذا الحادث مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية ومساعي طهران “لإجبار الغربيين على إلغاء العقوبات” في مفاوضات فيينا، يثير الشكوك حول عمليات “تخريبية وتسلل” إلى الموقع.

وتعد هذه هي المرة الثانية في أقل من عام  التي يعلن فيها مسؤولون في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية رسميًا عن وقوع “حادث” داخل موقع التخصيب في نطنز. ففي صباح يوم الثاني من يوليو/ تموز الماضي، وقع انفجار في منشأة نطنز النووية، نُسب إلى إسرائيل.

وقتها وصف المسؤولون الإيرانيون الانفجار في البداية بأنه “حادث” لكنهم وصفوه فيما بعد بأنه “انفجار تخريبي”.

وبعد شهرين من الحادث المذكور، ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أنها تلقت معلومات مفادها أن الانفجار في منشأة نطنز النووية، على عكس التقارير الواردة التي تفيد بأنه ناجم عن هجوم سيبراني، فقد كان عمليات “تخريبية” لإرسال تحذير واضح وصريح إلى إيران بشأن تجاوزها للخطوط الحمراء النووية.

ويأتي الحادث الذي لم تكشف طهران عن أسبابه حتى الآن، في حين أعلنت، السبت الماضي، أنها أعادت بناء “مركز تجميع أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد” في نطنز بعد الهجوم الذي تعرض له عام 2020، وأنه “جاهز للتشغيل”.

كما أفادت وسائل إعلام إيرانية عن افتتاح وتدشين 133 مشروعاً في المجال النووي، بما في ذلك: “تصنيع وتجميع النموذج الأول لأجهزة الطرد المركزي IR9S وكذلك IR9-IB”، و”ضخ الغاز في سلسلة كاملة تضم 164 جهازًا للطرد المركزي شبه الصناعي IR6 مع إمكانية الفصل”.

كما يتزامن الحادث مع المفاوضات الدبلوماسية بين طهران والدول الأوروبية وأميركا في فيينا.

اتهام إسرائيل

بعد يوم من الحادث، الذي وصفه مسؤولون إيرانيون في البداية بأنه “حادث” في شبكة الكهرباء، ثم أبلغت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطورته على نطاق واسع، قالت وزارة الخارجية الإيرانية الآن إن “كارثة” كان يمكن أن تقع بسبب “ذلك الحادث”.

ومن جهته، صرح سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الوزارة، في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين 12 أبريل/نيسان، واصفًا الحادث بأنه “مؤسف”، وقال: “نحن سعداء لعدم وقوع أضرار بشرية أو بيئية، لكن كان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة.. إنها جريمة ضد الإنسانية”.

كما أشار إلى أن “جميع” أجهزة الطرد المركزي التي خرجت من التشغيل بسبب الحادث كانت من نوع IR-1 وسيتم استبدالها بأجهزة طرد مركزي متطورة.

وفي الوقت نفسه، كتبت وكالة أنباء”إرنا” أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي حضر في اجتماع لجنة الأمن القومي بالبرلمان لشرح الأمر، وصف الحادث بأنه “انتقام إسرائيل” لنجاح إيران في محادثات فيينا.

وقال للبرلمانيين: “إذا اعتقدوا أن أيدينا في المفاوضات ضعفت، فإن هذا الفعل الجبان سيعزز موقفنا في المفاوضات”.

وأضاف ظريف: “على الأطراف المتفاوضة أن يعلموا أنهم إذا اعتادوا مشاهدة منشآت التخصيب بآلات من الجيل الأول حتى الآن  فإن نطنز حاليا يمكن أن تكون مليئة بأجهزة طرد مركزي متطورة بقدرة تخصيب مضاعفة”.

وتحدث ظريف وخطيب زاده عن “الانتقام من إسرائيل” في هذا الصدد.

كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -مساء الأحد، دون الإشارة مباشرة إلى الحادث- إن مواجهة محاولة الجمهورية الإسلامية لتجهيز نفسها بأسلحة نووية، هي “عملية كبرى”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن اثنين من مسؤولي المخابرات قولهما: إن “انفجارا كبيرا” وقع في موقع نطنز النووي ووجه ضربة قاسية لقدرات التخصيب الإيرانية.

تخطيط مسبق

ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن عملية الهجوم على منشأة نطنز النووية كان مخططًا لها قبل وقت طويل من المحادثات النووية الجارية بين إيران ومجموعة 5+1 في فيينا.

وذكرت الصحيفة، اليوم الإثنين 12 أبريل/ نيسان، أنه في وقت التخطيط للعملية، لم يكن من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستنخرطان في محادثات جادة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، ولا متى ستفعلان ذلك.

ومع ذلك، أشار التقرير إلى أنه من الممكن تمامًا أن يكون الوقت المحدد للهجوم قد تلقى أخيرًا الضوء الأخضر النهائي لإعادة النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات، لكن الترتيب لهذه العملية كان مستمرًا منذ فترة طويلة.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن التخطيط لهجوم الموساد على مركز المعلومات النووية الإيرانية في يناير 2018 بدأ منذ بداية تولي يوسي كوهين رئاسة الموساد أوائل عام 2016. وأن الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على هذا المركز كان سبب حادثة أمس الأحد في نطنز.

وأعلنت إذاعة «فردا» الأمريكية الناطقة بالفارسية، أن وكالة «کان» الحكومية الإسرائيلية، ذكرت أن الحادثة من عمل إسرائيل، وأضافت أنه نتيجة هجوم إلكتروني جديد.

وكشفت أن إسرائيل كانت أرسلت بداية العقد الماضي “دودة إلكترونية” باسم «ستاكس نت»، وتسببت حينها بخلل خطير في عمل أجهزة الطرد المركزي في نطنز.

وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن الحادث كان سيبرانيًا، نقل موقع “نور نيوز” الإخباري، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، عن مسؤول في وزارة المخابرات قوله إن هوية الشخص المسؤول عن انقطاع التيار الكهربائي وتعطيله في مجمع أحمدي روشن في موقع نطنز تم التعرف عليه والإجراءات جارية لاعتقاله.

وفي نهاية تقريرها، أشارت “جيروزاليم بوست” إلى أنه على الرغم من أهمية محادثات فيينا، فإن الحرب السرية ضد إيران مستمرة وتركز على منعها من الاقتراب من العتبة النووية، بغض النظر عن سياسات القوى العالمية.

ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هجوم صباح الأحد على منشأة نطنز أدى إلى إغلاق نظامها الكهربائي لمدة 9 أشهر، مما قد يكون له تأثير كبير على قوة موقف طهران في محادثات فيينا.

وقد أشارت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية إلى أن إسرائيل تحاول من خلف الكواليس إفساد الأجواء التي تشكلت بعد اجتماع فيينا بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، منوهة إلى أن إحدى أدوات إسرائيل في هذا المجال هي إجبار طهران وتحريكها للقيام برد فعل تجاه هذه الأعمال والاصطياد في المياه العكرة التي تخلفها هذه الأزمة (حادث نطنز النووي). وذكرت الصحيفة أن تل أبيت قد أقدمت في عدة مرات على تكرار هذه السياسة إلا أن طهران لم تقع في هذا الفخ ولم تقم بأعمال انفعالية.

ربما يعجبك أيضا