بعد هجوم نطنز.. هل ستكون الحرب التخريبية داخل إيران هدف إسرائيل القادم؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

مجددا، تعود الحوادث المجهولة في إيران إلى الواجهة، هذه المرة في شبكة توزيع الكهرباء في منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة في مفاعل نطنز النووي والتي تعرضت لهجوم إلكتروني من خلال قطع تيار الكهرباء عن أجزاء منها، نبأ استفاق عليه الإيرانيون، لكن السلطات بعثت رسالة طمأنة، مؤكدة أنه لم يسفر عن إصابات أو تلوث نووي أو إشعاعي.

اتهام طهران لإسرائيل

التلفزيون الرسمي الإيراني نقل عن وزير الخارجية جواد ظريف، اتهام طهران لإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، مؤكدا أن الرد الانتقامي سيكون في الزمان والمكان المناسبين.

الخارجية الإيرانية أشارت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد أعلنوا صراحة أنهم لن يسمحوا بأي تقدم على صعيد رفع الحظر النووي عن إيران، وأن إسرائيل تتصور أنها حققت أهدافها، لكنها ستتلقى الرد بمزيد من التطوير على الصعيد النووي في إيران.

الثاني من نوعه

يعد الحادث هو الثاني من نوعه خلال أقل من سنة، ويأتي بعد ساعات من إعلان إيران بدء تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة والجديدة في نطنز، والتي تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع، إذ دشن الرئيس الإيراني رسميا يوم السبت سلسلة من 164 جهازا للطرد المركزي من نوع (إيه آر 6).

تعتبر هذه الخطوة مخالفة جديدة لبنود الاتفاق، إذن هو مفاعل نطنز النووي المهم بالنسبة لإيران بين حادث اليوم وحدث بالأمس القريب، إلا أن الحدث الأخير في نطنز ليس الأول من نوعه في هذا المفاعل.

عملية تخريبية

في فجر الثاني من يوليو 2020، تعرض المفاعل لانفجار غامض وصفته السلطات بأنه عملية تخريب تستهدف البرنامج النووي الإيراني، وقد أشارت أصابع الاتهام الإيرانية حينها إلى إسرائيل بالوقوف وراءها.

وقال معهد العلوم والأمن الدولي، وقتها إن المنشأة التي وقع فيها الحادث عبارة عن مصنع ضخم لإنتاج وتطوير أنواع مختلفة من أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم، وخلف خسائر كبيرة بحسب وكالة الطاقة الذرية الإيرانية.

وفقا للمعهد الدولي، فإن الحادث لن يؤثر على قدرة إيران في تصنيع وتطويع أجهزة الطرد المركزي الحديثة، لكن انفجار نطنز الذي وقع العام الماضي جاء ضمن سلسلة حوادث استهدفت في مجملها البنية التحتية في إيران، إذ تم الإبلاغ عن نحو 6 حوادث منها حرائق وانفجارات طالت منشآت مختلفة في البلاد.

روايات أخرى

روايات أخرى تتحدث عن الهجوم، حيث أكدت الصحيفة الإسرائيلية «جيروزاليم بوست» أن الهجوم أخطر مما أعلنت عن السلطات الإيرانية، فقد أدى إلى إغلاق أقسام كبيرة في المنشأة.

من جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلا عن مصادر استخباراتية، إن الهجوم على منشأة نطنز الإيرانية الذي أعلن عنه أمس نجم عن انفجار دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي الذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم.

وأوضحت “نيويورك تايمز” نقلا عن المصادر ذاتها أن إيران قد تستغرق 9 أشهر لإعادة تخصيب اليورانيوم في المنشأة.    

اهتمام إسرائيلي

واحتل الانفجار الذي وقع في المنشأة الإيرانية حيزا كبيرا من اهتمام الساسة في إسرائيل، ففي الوقت الذي حافظ فيه المستوى الرسمي السياسي والأمني الإسرائيلي على غموض الموقف وضبابيته بشان مسؤولية إسرائيل عن الانفجار الذي وقع، حضرت التلميحات القوية في تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان أفيف كوخافي في هذا الشأن.

وقال أفيف كوخافي في تصريحات تلفزيونية إن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط ليست خفية عن أعين العدو، سنواصل العمل بقوة وبحكمة وبتصميم ومسؤولية.

تسريبات إعلامية إسرائيلية

الضبابية الرسمية بشأن مسؤولية إسرائيل عن التخريب في نطنز، قابلها انتشار التسريبات في وسائل الإعلام بإظهار دور إسرائيل في ذلك.

وقال نير دفوري مراسل الشؤون العسكرية في القناة «12» الإسرائيلية إن إسرائيل تخوض حرب سرية شبه يومية، ضد إيران، وبالمناسبة يبدو كعملية إسرائيلية الهدف منها التأثير على ما يحدث مع الأمريكيين والمفاوضات بشأن الاتفاق النووي.

جهاز الموساد الإسرائيلي

بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلي (كان) عن مصادر مخابراتية، لم تكشف عن جنسيتها، قولها إن جهاز الموساد الإسرائيلي شن هجوما إلكترونيا على الموقع، بحسب ما نقلت “رويترز”.

ونقلت إذاعة كان الإسرائيلية عن مصادر مخابراتية القول إن الضرر الذي حدث في نطنز أشد مما أوردته إيران، وفقا لرويترز.

مخاطر الرد الإيراني

التسريبات أثارت نقاشا حادا بشأن خلفياتها ومصلحة إسرائيل فيها والجدوى منها في ظل ما تحمله من مخاطر الرد الإيراني.

محلل الشؤون العربية في القناة «12» الإسرائيلية إيهود يعري أعرب عن مخاوفه من الاقتراب من اللحظة التي لا يكون فيها للإيرانيين مفر سوى البحث عن رد ضد إسرائيل، هم يبدون ضبط النفس منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن هذه الهجمات تعرقل الخطط الإيرانية لكن الإيرانيين يواصلون التقدم في جميع الساحات.

التأثير على قرار الإدارة الأمريكية

وفيما أعاد خبراء ومحللون تسليط الضوء على تصميم إيران على المضي قدما في برنامجها النووي والتشكيك في قدرة الاحتلال الإسرائيلي على وقفه أو عرقلة هذا التقدم، وعلى التأثير في قرار الإدارة الأمريكية بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، أشار آخرون إلى أن جهات سياسية في إسرائيل بدأت بالتشكيك في أن دوافع التصعيد بين إسرائيل وإيران ليست نابعة من مصالح إسرائيل الأمنية بل من مصالح سياسية وشخصية، وحتى من دوافع جنائية لبنيامين نتنياهو.

ومنشأة نطنز، المقامة في الصحراء بمحافظة أصفهان وسط البلاد، هي محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

نيويورك تايمز": انفجار نطنز دمّر بالكامل نظام الطاقة لأجهزة الطرد المركزي  الإيرانية | ایران اینترنشنال

ربما يعجبك أيضا