بنك زاند الرقمي.. حقبة ما بعد كوفيد-19 تنطلق من الإمارات

كتب – حسام عيد

أصبحت الخدمات المصرفية عبر الإنترنت شائعة بشكل متزايد في الإمارات العربية المتحدة، لا سيما نتيجة القيود المفروضة لاحتواء وباء “كوفيد-19″، مما جعل من الصعب الوصول إلى فرع البنك الفعلي “التقليدي”.

واستشرافًا منها لحقبة ما بعد كوفيد-19، تستعد الإمارات لإطلاق أول بنك رقمي متكامل في العالم، تحت مسمى “زاند”؛ ويقدم خدماته للشركات والمؤسسات والأفراد.

وتم تصنيف البنك على أنه “أول بنك رقمي مشترك يجمع بين خدمات الشركات والتجزئة في العالم” ويخضع حاليًا للموافقات النهائية قبل إطلاقه.

أول بنك رقمي متكامل بالعالم

يعد إعلان بنك زاند عن قرب إطلاقه خطوة جديدة في اتجاه رقمنة الاقتصاد في الإمارات نظرًا لتوفيره خدمات للأفراد واستقلاله.

ومن المقرر إطلاق زاند قريبًا في دولة الإمارات حال الحصول على الموافقات التنظيمية والتي تعتبر في مراحلها  النهائية. إضافة إلى الخدمات البنكية المبتكرة، يهدف زاند بأن يكون مسرعاً اقتصاديًا رقميًا، ومنصة لتأسيس جيل أوسع من الخدمات الرقمية في المنطقة.

ويعتبر زاند أول بنك رقمي مستقل تمامًا ليحظى بترخيص بنكي كامل في دولة الإمارات، كما سيوفر البنك الرقمي الجديد حلولًا مالية مبتكرة وفعالة تساعد على تسهيل الأعمال والحياة بشكل عام من خلال  تلبية احتياجات العملاء، أفراداً كانوا أم شركات، بحسب بيان صدر عن البنك يوم الإثنين الموافق 12 أبريل 2021.

ويهدف زاند من خلال منصته الرقمية المتطورة والمعتمدة على أحدث التقنيات إلى توفير الأدوات الرقمية والمالية اللازمة التي تسمح لعملاء البنك الجديد إعادة التحكم الكامل بقراراتهم المالية. هذا ويتميز زاند بتركيزه على الاحتياجات المختلفة لمجتمعات الأعمال والأفراد التي يعمل من خلالها، مما يمكنه من تقديم منتجات وخدمات فريدة من نوعها وغير متوفرة تقليديًا.

وأضاف الرئيس التنفيذي لزاند، أوليفيير كريسبان: “يحظى زاند بدعم قوي من مجموعة من المستثمرين إلى جانب فريق عمل عالمي يتكون من أفضل الخبراء في مجال العمل المصرفي والتكنولوجيا. واليوم، قد تم تشغيل وتجربة جميع أنظمتنا ونحن الآن في صدد استكمال الخطوات النهائية قبل الترحيب بأول عملاء زاند”.

الإمارات بيئة مثالية

تعتبر دولة الإمارات من أهم المقرات التجارية والمالية والتكنولوجية في المنطقة وأكثرها تطوراً مما يساعد على توفير البيئة المثالية لإطلاق بنكاً رقمياً رائداً في الدولة وخارجها؛ وفق ما أفاد محمد العبّار، رئيس مجلس إدارة بنك زاند.

والعبار هو مؤسس شركة إعمار العقارية -المطور العقاري الأكبر في الإمارات والأكثر قيمة وشهرة على المستوى العالمي- وتعاون أيضًا مع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية لإطلاق منصة التسوق عبر الإنترنت “نون” في عام 2017. وكجزء من مشروعه الأخير، سيتولى منصب رئيس زاند.

وقد أظهر استطلاع أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) في أكتوبر الماضي أن 70% قالوا إنهم يبحثون بنشاط عن بنك جديد، وقال 87% إنهم سيكونون على استعداد لفتح حساب مع مقرض رقمي بدون فروع بنكية.

الاستطلاع نفسه وجد أن 53% قالوا إنهم يستخدمون تطبيقات الهاتف المحمول المصرفية في كثير من الأحيان نتيجة للوباء وأن نصف الذين شملهم الاستطلاع بدأوا في استخدام الخدمات المصرفية الرقمية لأول مرة.

وقال محمد خان، الرئيس الشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية، إن عملاء الخدمات المصرفية في الإمارات لديهم شهية قوية للبنوك الرقمية، وهناك المزيد من النمو في آفاق الطلب على المنتجات الرقمية.

إضافة تنافسية على مسار رقمنة الاقتصاد

ويمكن تعريف البنوك الرقمية على أنها؛ بنوك تعمل عبر المنصات الإلكترونية بشكل كامل بدون وجود فروع لها، وهو الأمر الذي يتيح خفض التكاليف وزيادة الأرباح، بحسب تقرير لشركة ماكينزي للاستشارات عن رقمنة البنوك الأوروبية.

وتتبع الإمارات نهج رقمنة الاقتصاد، وكانت هناك خطوات فعلية ملموسة على أرض الواقع خلال الفترة الماضية، ففي شهر مارس الماضي، كانت منصة YAP أعلنت عن إطلاق منصتها للخدمات المالية في الإمارات بالاشتراك مع بنك رأس الخيمة الوطني. وYAPهي منصة مستقلة تستهدف الأفراد إلا أنها لا تقدم الخدمات البنكية التقليدية مثل القروض الشخصية.

وكانت شركة القابضة للاستثمار (ADQ) الإماراتية أعلنت في شهر أكتوبر 2020 عزمها  إطلاق بنك رقمي برأس مال 545 مليون دولار على أن يكون تابع لبنك أبو ظبي الأول.

وكانت الإمارات شهدت إنشاء أول بنك رقمي في  سبتمبر 2019 تابع لبنك الإمارات دبي الوطني (Emirates NBD) ويستهدف الشركات الناشئة.

ربما يعجبك أيضا