أفغانستان.. استراتيجية بايدن للانسحاب بين مخاوف «كابول» وتهديدات طالبان

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يبدو أن استراتيجية الرئيس الأمريكي جون بايدن لن تختلف كثير عما أرداه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في الحرب في افغانستان كلفت واشنطن آلاف الضحايا وترليونات من الدولارات أنفقت دون طائل لهزيمة حركة طالبان التي لم تهزم بل سيطرت في السنوات الماضية على المزيد من الأراضي الأفغانية.

 التسريبات تؤكد أن بايدن سيسحب كافة القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الـ11 من سبتمبر 2021، ومع هذا فإدارة الاستخبارات الأمريكية قالت في تقرير لها إن الحكومة الافغانية ستواجه صعوبات في مواجهة حركة طالبان إذا انسحب التحالف الدولي من افغانستان هذا العام، الامر المقرر بموجب الاتفاق العام الفائت بين الحركة الأفغانية وإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

الحكومة الأفغانية، حذرت مرارا من احتمالية “وقوع فوضى وحرب الأهلية” حال انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، قبل التوصل إلى اتفاق سلام في البلاد، وبالنسبة لمستشار الأمن القومي الأفغاني، حمد الله مهيب، فإن “الانسحاب التعسفي للقوات الأجنبية من البلاد يشكل خطر العودة إلى الحرب الأهلية”.

حركة طالبان تريد أن يتم الانسحاب الأمريكي مثلما نص اتفاق الدوحة، إلا أن التأخر عدة أشهر أي لسبتمبر القادم قد تقبله الحركة حتى لو أطلقت بعض التهديدات هنا وهناك، ويذكر أن الاتفاق الذي عقدته إدارة ترامب مع حركة “طالبان” في فبراير 2020، نص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول 1 مايو المقبل، لكن بايدن أكد أن الأمر قد يحتاج مزيدا من الوقت.

خطة للانسحاب

البيت الأبيض، قال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن خطة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان الأربعاء، مؤكدا أن “واشنطن تحذر طالبان من رد عنيف إذا هاجمت القوات الأمريكية أثناء انسحابها”.

وقال بايدن مؤخرا إنه “سيكون من الصعب الالتزام بالموعد المحدد للانسحاب من أفغانستان، في الـ1 من مايو المقبل”، لكن القوات الأمريكية ستنسحب من هناك “بشكل آمن ومنظم”، وأضاف: “سننسحب بالتأكيد، لكن السؤال متى سيحدث ذلك”.

طالبان تهدد

وقبل أيام هددت حركة طالبان بعواقب وخيمة إذا لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بحلول الأول من مايو، بعدما بايدن بأنه سيكون من الصعب الالتزام بهذه المهلة.

وقال متحدث باسم “طالبان”: “على الأمريكيين إنهاء احتلالهم طبقاً لـ(اتفاق الدوحة)، وسحب جميع قواتهم من أفغانستان، بحلول الأول من مايو”، وأضاف: “إذا لم يفعلوا لأي سبب أو ذريعة، فسيتحملون مسؤولية العواقب”.

اقتراح أفغاني

الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني، اقترح تشكيل حكومة انتقالية في بلاده تشمل أعضاء من حركة طالبان، في إطار عملية السلام الجاري بحثها حاليًا، وذكرت مصادر افغانية، أن المرحلة الأولى من المقترح، تركز على تحقيق توافق سياسي بين الأطراف، عبر حكومة انتقالية، تحت مراقبة وإشراف دولي، تكفل وقف إطلاق النار، فضلا عن انعقاد جمعية وطنية أفغانية، بمشاركة فاعلة من مجلس ممثلي القبائل المعروف باسم “لويا جيرغا”، وتتضمن المرحلة الثانية من الاقتراح، تنظيم لائحة السلطة الدستورية، وتنفيذ برامج الإدارة والتطوير، بالإضافة إلى إجراء انتخابات في عموم البلاد، وتعالج المرحلة الثالثة والأخيرة من المقترح، قضية إعادة دمج اللاجئين والنازحين في المجتمع، ويحدد أولويات التنمية.

كما أكد محمد سروار دانيش، نائب الرئيس الأفغاني، أن حكومة بلاده مستعدة لتعديل الدستور في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان.

مؤتمر للقوى الأفغانية  

بدورها قالت تركيا، إنها ستستضيف مؤتمر السلام الدولي حول أفغانستان، في إسطنبول، في الفترة من 24 نيسان/أبريل إلى 4 أيار/مايو، بحضور ممثلين عن الحكومة الأفغانية وعن حركة طالبان، وأكدت وزارة الخارجية التركية في بيان”ستشارك تركيا وقطر والأمم المتحدة في تنظيم مؤتمر شامل رفيع المستوى في إسطنبول، بين ممثلي جمهورية أفغانستان الإسلامية وحركة طالبان“.

ربما يعجبك أيضا