بعد تفجير نطنز.. طهران تمضي نحو رفع تخصيب اليورانيوم إلى 60%

يوسف بنده

رؤية

مع تصاعد التوترات المتصلة بالقضايا النووية وفرض عقوبات أوروبية علي مسؤولين إيرانيين بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان وبالتزامن مع مواصلة المحادثات في فيينا، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، عن بدء رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة.

وكشف عراقتشي، الذي سافر إلى النمسا لمتابعة المحادثات النووية على المستوى الفني “للتوصل إلى اتفاق بشأن رفع العقوبات الأميركية”، بشكل غير متوقع اليوم الثلاثاء 13 أبريل/ نيسان، عن أن إيران دخلت مرحلة تنفيذ تهديدها بزيادة نسبة التخصيب إلي 60 في المائة.

ويأتي القرار في الوقت الذي سبق وقال فيه المرشد، علي خامنئي، الشهر الماضي، ردًا على تحذيرات أوروبا والولايات المتحدة بشأن استمرار انتهاكات الاتفاق النووي، إن عتبة التخصيب لن تقف عند مستوى 20 في المائة وقد ترتفع إلى 60 في المائة.

ودخل قرار زيادة التخصيب إلى حيز التنفيذ بعد يومين من “الانفجار” الثاني في موقع نطنز النووي، وكذلك بعد يوم واحد من فرض عقوبات أوروبية على المسؤولين الإيرانيين بسبب انتهاك حقوق الإنسان.

وقال علي رضا زاكاني، رئيس مركز البحوث البرلمانية، إن الانفجار الذي وقع في موقع نطنز النووي، أمس الأول الأحد، ألحق أضرارًا ودمر “عدة آلاف” من أجهزة الطرد المركزي و”معظم منشآت التخصيب الإيرانية”.

وأشار زاكاني في مقابلة تلفزيونية إلى إن الإجراء المناسب للرد على الهجوم هو تمرير قانون تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.

من ناحية أخرى، فرض الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ آلية استخدام عقوبات حقوق الإنسان ضد إيران، العام الماضي، فرض أمس الاثنين، عقوبات على 8 مسؤولين حكوميين وقضائيين، وكذلك قائد الحرس الثوري، فيما يتعلق بقمع وقتل احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.

وردًا على ذلك، هددت وزارة خارجية إيران، على الفور، بوقف حوارها الشامل وتعاونها مع أوروبا بشأن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب والمخدرات.

كما انتقد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، الثلاثاء، أوروبا، بشأن العقوبات، قائلا: “أوروبا ليس بالمكانة التي تؤهلها لفرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين، مضيفًا أن “الاتحاد الأوروبي ينتهج نهج السياسات والجماعات الأكثر تطرفًا في الولايات المتحدة وإسرائيل”.

استخدامات يورانيوم 60%

ووفقًا للخبراء، يتم استخدام تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة في السفن الحربية والغواصات.

وفي عام 2013، قال خبير الوقود النووي أحمد قريب، في مقابلة مع موقع “الدبلوماسية الإيرانية”، إن هذا القدر من التخصيب ليس له استخدام في إيران.

يشار إلى أن رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان، مجتبى ذو النور، قال في عام 2019: “إذا أردنا صنع بطاريات نووية للغواصات والاستخدامات البحرية الأخرى، فعلينا تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة”.

وفي العام الماضي، قال أمير رستكاري، رئيس منظمة الصناعات البحرية بوزارة الدفاع: “لدينا القدرة في البلاد على تجهيز غواصات بالوقود النووي، وفي الاتفاق النووي أيضًا، تم منح هذا التصريح لإيران ويمكن القيام بذلك، لكن لم نتلق تعليمات للقيام بذلك في الوقت الحالي”.

قلق أمريكي

علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، على إعلان إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، ووصفته بـ”الاستفزازي”، وبأنه يشير إلى عدم جدية إيران في المحادثات. وفي الوقت نفسه، وصفت فرنسا الخطوة بأنها تطور جاد يتطلب ردًا منسقًا من أوروبا والولايات المتحدة وروسيا والصين.

ومن جهته، قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأعضاء مجلس المحافظين، إن إيران أبلغت الوكالة بقرارها تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة في منشأة نطنز.

وبعد ساعات أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، عن قلقها إزاء هذه الخطوة، ووصفتها بأنها “استفزازية”، مضيفة أن قرار إيران بتخصيب اليورانيوم حتى 60 في المائة يثير الشكوك حول جديتها في محادثات فيينا النووية، وأن “على الدول الأعضاء في الاتفاق النووي معارضة هذا القرار”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء: “نأخذ على محمل الجد إعلان إيران الاستفزازي عن نيتها البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وندعو دول مجموعة 5+1 إلى الاتحاد في رفض قرار إيران”.

وشددت ساكي على أن إعلان إيران عن بدء التخصيب بنسبة 60 في المائة يشكك في جدية إيران تجاه المحادثات النووية في فيينا.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض على ضرورة عودة جميع الأطراف إلى التزامات الاتفاق النووي، قائلة إن تحرك إيران الجديد لا يتماشى مع هذا الهدف. وأضافت أنه في الأسبوع الماضي أجرينا حوارًا بناءً وصعبًا مع إيران، بشكل غير مباشر.

وأكدت ساكي: “إننا ما زلنا ملتزمين بمتابعة العملية الدبلوماسية ولم نتلق أي تحذيرات بشأن تعليق المحادثات بعد الانفجار في منشأة نطنز النووية”.

ومن جهته، أعلن قصر الإليزيه أن فرنسا تعتبر تحرك إيران بالإعلان عن بدء التخصيب بنسبة 60  في المائة تطوراً هاماً وخطيراً.

وشدد بيان قصر الإليزيه على أن تحرك إيران لبدء التخصيب بنسبة 60 في المائة “يتطلب ردا منسقا من الدول الأوروبية الثلاث، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين”.

ربما يعجبك أيضا