انفجار «نطنز» الإيراني وضرب «السفينة» الإسرائيلية.. معارك سياسية

يوسف بنده

رؤية

وصف محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، حادث نطنز بأنه فخ إسرائيلي لكي تفشل إيران في إلغاء العقوبات من خلال محادثات فيينا، وقال: “يريدون الانتقام بسبب النجاحات التي حققتها إيران في مسار رفع العقوبات”.

وتابع خلال اجتماعه الاثنين 12 أبريل/ نيسان 2021 مع لجنة الأمن الوطني البرلمانية: “لكننا لن نسمح بذلك وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم”.

وفي الوقت الذي قال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن الانفجار الذي وقع الأحد الماضي في منشأة نطنز النووية دمر أجهزة الطرد المركزي في “قاعة واحدة” على الأقل، أوضح فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية والرئيس الحالي للجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، إنه بافتراض تدمير 50 في المائة من قدرة التخصيب في نطنز، فإن إيران ستعوض ذلك خلال 6 أشهر.

ضرب السفينة

بعد يومين من انفجار في موقع نطنز النووي، وقد اتهم المسؤولون الإيرانيون إسرائيل بالوقوف وراء هذا الانفجار. وفي تطور لافت للمواجهات “غير المباشرة” بين إيران وإسرائيل أكدت “قناة 12 الإسرائيلية”، أمس الثلاثاء 13 أبريل/ نيسان، وقوع حادث لسفينة إسرائيلية، مشيرة إلى أن الحادث نجم عن صاروخ إيراني وأن أضرارا طفيفة لحقت بالسفينة.

وأشارت صحف إيرانية مثل “كيهان” و”وطن امروز”، اليوم الأربعاء، إلى الحادث وعنونت هذه الأخيرة بالقول “إعادة الضرب”، في إشارة إلى أن إيران تقف وراء الحادث.

وقد ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” -نقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي- أن تل أبيب لا تخطط للرد على هجوم تعرضت له سفينة تابعة لإسرائيل قبالة سواحل الإمارات أمس الثلاثاء؛ لأن الدولة العبرية تريد تهدئة الوضع في الخليج.

كما نقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله إن إسرائيل طلبت في الأيام الأخيرة من واشنطن المساعدة في حماية سفينة شحن “هايبريون راي” (Hyperion Ray)، التي تبحر تحت علم جزر الباهاما، وتعرضت لهجوم بصاروخ قبالة سواحل إمارة الفجيرة في خليج عمان أمس.

وأضاف المسؤول الأمريكي إن الإسرائيليين كانوا قلقين إزاء احتمال استهدافها من قبل الحرس الثوري الإيراني ردا على ما يعتقد أنه هجوم بألغام شنته إسرائيل على سفينة عسكرية إيرانية في البحر الأحمر الأسبوع الماضي.

معارك سياسية

من المعروف أن المحافظين في إيران يرفضون العودة للتفاوض حول الاتفاق النووي والالتزام به؛ وذلك آملًا منهم في الوصول إلى مقعد الرئاسة الإيرانية، ومن ثم يمكن بعدها التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال رئيس محافظ يضمن للنظام الإيراني مصالحه. فقد رفض مدير تحرير صحيفة “كيهان”، حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد الأعلى والمحافظين، فكرة أن تكون إسرائيل قامت بحادث نطنز الأحد الماضي بنية إفشال المفاوضات، واعتبر أن هذا الحادث يأتي ضمن محاولات إسرائيل الضغط على إيران في هذه المفاوضات، بحيث أصبح الحديث الآن يتمحور حول رفع العقوبات في عهد ترامب بدلا من رفع جميع العقوبات الأميركية.  وطالب “شريعتمداري” بضرورة رد عسكري إيراني على إسرائيل ومغادرة اجتماعات فيينا واتهام من يدعو إلى ضبط النفس بالخيانة والعمالة لإسرائيل.

ومن الواضح، أن شريعتمداري يهدف من ذلك إلى دعم موقف المحافظين الذين يتهمون الإصلاحيين بالخيانة.

وفي إسرائيل أيضًا، يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتصعيد مع إيران من أجل كسب شعبية سياسية في الداخل الإسرائيلي، فبعد حادث انفجار نطنز، تعالت أصوات في اليمين الإسرائيلي تدعو زعيم اليمين وحزب “الليكود” ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى التنحي والتنازل عن تشكيل حكومة برئاسته.

وكانت هذه الدعوات تصدر غالبا دون أسماء مطلقيها، لكن لأول مرة دعته، امس، صحيفة “يسرائيل هيوم” التي تأسست في العام 2007 بهدف دعم نتنياهو، إلى التنحي.

وأشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر، امس، إلى أن نتنياهو حذر في استخدام القوة العسكرية، “واليوم، في توقيت بالغ الحساسية لمستقبله السياسي والشخصي، تتراكم مؤشرات تثير اشتباها بتقوض هذا الاعتبار. وينبغي أن تثير قلق أي مواطن. وقادة جهاز الأمن في الحاضر والماضي يعون الأحداث جيدا. ولا يستطيعون النوم في الليل”.

وأضاف فيرتر: إن “سلسلة الأحداث الأمنية مقابل إيران، والتسريبات التي لا تبقي مجالا للشك حيال هوية المنفذين، تثير شعورا بأن صاحب البيت (نتنياهو) قد جنّ. والأصح أنه فقد الكابح الأخير الذي كان يعمل لديه.

ويدور نقاش علني في المؤسستين السياسية والأمنية، اليوم: هل يسعى رئيس الحكومة إلى إشعال حرب مع إيران، أو مع (حزب الله)، من أجل أن يشكل حكومة طوارئ”.

ورأى فيرتر أن التسريب لصحيفة “نيويورك تايمز” بأن إسرائيل هي التي نفذت التفجير في منشأة نطنز النووية الإيرانية “يمكن أن يأتي من مصدر واحد فقط. مصدر مخول كفاية كي تطبعه الصحيفة المهمة؛ وشجاع كفاية كي لا يخشى تبعات تحقيق محتمل؛ وربما أيضا يائس وخطير كفاية. ويعلم وزير الأمن، بيني غانتس، أن التحقيق في التسريبات، لن ينتج عنه شيء. فالمشتبه المركزي “حصين” في إشارة إلى أن نتنياهو يقف وراء التسريبات.

ربما يعجبك أيضا