بعد تحريضه «الذئاب المنفردة».. مخاوف من ضربات جديدة لـ«داعش» في رمضان

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تراجعت قوة تنظيم داعش الإرهابي على الأرض وفشلت محاولاته وأحلام قياداته في إقامة ما يعرف بدولة الخلافة، خاصة بعد تلاشي أحلام الدولة الداعشية المزعومة في سوريا والعراق، إنها حقيقة، وقال المتحدث باسم التحالف الدولي في العراق، الكولونيل واين ماروتو: “هزمنا داعش على مستوى المناطق لكنه لا يزال خطيرًا”، مشيرا إلى أنه لا مؤشرات على ظهور داعش مجددًا.

ولكن بقي تهديد أفكار التنظيم الدموي التي يغذي بها عقول ذئابه المنفردة المنتشرين في العديد من الدول ولا يزال تهديد أتباع التنظيم المتطرف قائمًا في دول المنطقة العربية، وأولها مصر؛ التي تحارب التنظيم على أصعدة مختلفة وبكل قوة ما دفع التنظيم المتطرف إلى تحريض عناصره وأتباعه على مواقع التواصل إلى تكثيف هجماتهم في شهر رمضان.

رسائل دموية

في سياق متصل، نشرت صحيفة  “لا راثون” الإسبانية  تقارير حول رسائل موجهة من تنظيم داعش الإرهابي يطلب فيه ممن يصفهم بـ”الذئاب المنفردة” في مصر للقيام بعمليات إرهابية خلال شهر رمضان الجاري. ووفقًا للصحيفة الإسبانية، فإن “التنظيم الإرهابي” دعا ذئابه المنفردة إلى شن هجمات ضد من أسماهم بـ”الصليبيين” و”المرتدين”.

دعوة تنظيم داعش لذئابه المنفردة بشن هجمات خلال شهر رمضان، دفع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف لإطلاق تحذير مما ينشره تنظيم “داعش” من رسائل تحريضية لأتباعه من “الذئاب المنفردة”، وحثهم فيها على تنفيذ المزيد من الهجمات خلال شهر رمضان.

المخاوف من ضربات جديدة للدواعش مستمدة من استغلال انشغال الدول في مواجهة جائحة كورونا والاحتفال بحلول شهر رمضان، لتنفيذ هجمات إرهابية، في محاولة لتعويض الخسائر السابقة ولاستمالة أتباعه عبر إيصال رسالة مفادها أن التنظيم باق ولم يتأثر بالضربات الأمنية الأخيرة.

تدابير أمنية

وقال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في القاهرة إن “هذه الرسائل هي مجرد محاولة لتعويض الخسائر السابقة، ولاستمالة عناصره، عبر إيصال رسالة مفادها أن التنظيم (باق) ولم يتأثر بالضربات الأمنية الأخيرة”. ودعا المرصد المصري دول العالم إلى “اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي وقوع أي (هجمات إرهابية)، خصوصًا مع تحول (الذئاب المنفردة) خلال الأشهر الأخيرة إلى أداة رئيسية يعتمد عليها التنظيم الإرهابي في تنفيذ مخططاته”.

وفي تقرير، صدر أمس الثلاثاء، قال المرصد إنه “مع توالي الضربات الأمنية الموجهة لمعاقل وعناصر (داعش) الإرهابي، بات التنظيم يعاني من نقص واضح في عناصره المتطرفة، وموارده المالية، التي كانت تساعده على تنفيذ هجماته الدموية بشكل متسلسل في أكثر من مكان في آن واحد”، لافتًا إلى أنه “مع سقوط معاقل التنظيم الرئيسية في سوريا والعراق، تفاقمت خسائره على الأرض، وهو ما حد من نشاطه الإرهابي”.

وشدد تقرير الأزهر على أن “تجفيف منابع تمويل الإرهاب، خاصة تنظيم (داعش) هو أهم خطوة لتضييق الخناق على أنشطته الإرهابية، إذ يُعد التمويل العامل الرئيسي في عمل التنظيم”.

تعاون مشترك

ويرى المرصد المصري أن “توطيد التعاون الدولي المشترك فيما يخص مراقبة حركة الأموال وأهدافها، والاستعانة بالقطاع الخاص في تحديد الجهات الممولة والوسطاء المتورطين في دعم التنظيمات المتطرفة، يُسهل عملية تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية”، مجدداً تأكيده على أن “مواجهة التطرف بصوره المختلفة تقوم على المكافحة الأمنية والفكرية معاً، فكلاهما يمهد الطريق للآخر لتحقيق الهدف الأسمى، وهو القضاء على ظاهرة (التطرف العنيف) ومنع انتشارها بين المجتمعات، لتحقيق الأمن والاستقرار وترسيخ السلام”.

ربما يعجبك أيضا