سياسي عراقي: لجوء الشرطة الأمريكية لاستخدام الأسلحة في قتل الشعب عمل إرهابي‎

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

برلين – تكرار حوادث القتل المتعمد من  قبل رجال الشرطة بأمريكا  للمواطنين، يثير الغضب الشعبي داخل أمريكا وخارجها ، حسب ما ذكرته وسائل إعلامية أن الشرطة الأمريكية قتلت رجلاً أسود بالرصاص في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، لتنطلق احتجاجات عنيفة في تكرار لسيناريو مقتل جورج فلويد، وحسب الإعلام  الأمريكي وقد شهدت احتجاجات عنيفة، تقابلها قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وقالت الشرطة إن بعض المحتجين قاموا بتخريب مركبتين للشرطة ورشقوهما بالحجارة.

وقال شاهد عيان إن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي على اثنين على الأقل من المتظاهرين ما أدى إلى نزف رجل على الأقل من رأسه.

وقالت صحيفة “ستار تريبيون” إن أقارب القتيل تعرفوا عليه على أنه دونترايت، ويبلغ من العمر 20 عاماً.

وأصدرت شرطة مركز بروكلين بياناً قالت فيه إن الضباط أوقفوا رجلاً لارتكابه مخالفة مرورية، ووجدوا أن لديه مذكرة توقيف معلقة.

وأضافت الشرطة في بيانها أنها “عندما حاولت القبض على الرجل، دخل سيارته مرة أخرى، فأطلق أحد الضباط النار عليه. ثم قاد سيارته عدة شوارع قبل أن يصطدم بمركبة أخرى ليموت في مكان الحادث”.

وأكد البيان أن الكاميرات الجسدية لكلا الضابطين تم تفعيلها خلال الحادث.

وقال حاكم ولاية مينيسوتا، تيم فالز، إنه كان يراقب الوضع.

الشرطة في البلدان الرأسمالية  متعودة على قتل الأشخاص بدون ذنب

وعقب على ذلك السياسي العراقي الدكتور ضرغام الدباغ قائلا، هذه ليست المرة الوحيدة، التي تقتل فيها الشرطة في البلدان الرأسمالية شخصاً بدون ذنب، إنها لحقيقة أن هذا الفعل يتكرر كثيراً في هذه البلدان، فعل مؤسس على أن الدولة تمتلك القدرة كرد فعل على أي احتجاج. الدولة الرأسمالية تملك قوة التشريع القانوني، والمؤسسة العدلية (المحاكم) وأجهزة التنفيذ، و كل هذا بيدها تحت السيطرة، وبمرور القرون، أصبحت الدول تمتلك قدرات ومعدات فنية متطورة، وذات خبرة لتمارس تطبيق القوانين بطريقة احترافية، وتطبيق القانون بوسائل تلائمها بانحرافات دقيقة، واستخدام البوليس هو الخيار الأفضل والأسهل في استخدام الشرطة كأداة قمعية مفضلة

وأضاف الدباغ لذلك نسمع كثيرا عن جرائم قتل بوسائل القتل المصرح بها. وفي حالات الضرورة يحال رجال الشرطة “للتحقيق”، ثم إلى “المحاكم”، ولكن جميع أجهزة السلطة، هي في قبضة السلطة، وقد يحدث أن أحد أعضاء هذه الأجهزة يكون مخلصاً لضميره، فهناك الكثير من الوقائع تطيع فيها الأجهزة ما تؤمر به. وتتعامل مع المخلص بسلاسة، ولكنهم سوف يتركونه يجوع على أرصفة الشوارع

في الولايات المتحدة أسوأ تطبيق للقانون

 وأوضح الدكتور ضرغام أنه في الولايات المتحدة الأمريكية أسوأ تطبيق للقانون، حيث يتمتع الشرطي الأمريكي بصلاحية وسلطة إطلاق النار على الرأس والصدر(بقصد القتل) إذا لم يطع الشخص الأمر الصادر له من الشرطي بالامتثال والوقوف، وتنفيذ أوامره المذلة والمهينة ، واستخدام القوة في التفتيش والبحث، سلاح مشهر، وبأول إشارة على عدم قبول أو غضب المواطن على هذا الإذلال والإهانة، يواجه المواطن بالقوة والمبالغة في القسوة.

وأكمل: للأسف صار الشباب ينخرطون في سلك الشرطة، ويتخذون من أبطال الأفلام سوبرمان وسبايدرمان أمثلة لهم في استخدام السلاح والعنف لأتفه الأسباب. وحتى في دول ” ديمقراطية ” مثل بريطانيا، حيث للشرطة فيها تاريخ جيد في تنفيذ القانون، يتعلمون من الشرطة الأمريكية التصرف الخاطئ، وسهولة اللجوء لإطلاق النار من أسلحته.

الإرهاب ذريعة لتعاظم لجوء الشرطة  الأمريكية لاستخدام الأسلحة

لقد أصبح الإرهاب ذريعة لتعاظم لجوء الشرطة لاستخدام الأسلحة وهي فكرة تروج لها مصادر الشرطة والأمن. وأن الثقافة المنحطة ( العنصرية، والفاشية) قد انتشرت بشكل ملحوظ بين ضباط ومراتب هذه المؤسسات، لسبب بسيط، هو أن الدولة تبدي ” التفهم ” التطرف اليميني ويستحقون معاملة خاصة.

والدولة لا تقف بشكل ثابت وصلب ضد قوى اليمين، ولا تعتبر أن العنصرية هي المدخل إلى الجريمة الجماعية، لأن حفنة من المجانين تتخذ قرارات جماعية ضد الإنسانية، والشعوب والأمم، ويتعاملون مع الأمر بتفهم قليل، بعدم القبول بالعنف المتزايد ففي هذه الحالة يتصرف السياسي  مثل الصيدلي الذي يزيد الجرعة أو يخفضها)، يبدي عدم رضاه للمعاملة الفظة، ولكنه لا يدينها، وإذا عبر أحدهم عن عدم قبوله هذه الطريقة الغير إنسانية من التعامل فسيعتبر إرهابيا معاديا للسامية.

كما ذكر أن الدستور في الولايات المتحدة الأمريكية وربما في بلدان رأسمالية أخرى، ينبغي أن لا يستخدم في القضايا الداخلية، والمشرع في البلدان الرأسمالية قد أهتم ” في الحالات الضرورية فقط “ويقرر في الحالات الضرورية. واليوم يقررها رئيس البلاد في الدول الرأسمالية، في الولايات المتحدة من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقد مارس ذلك عدة مرات في التاريخ الأمريكي المعاصر، واليوم يقرر الرئيس بايدن.

استخدام الجيش لقمع الاحتجاجات الشعبية، وفيها أستخدم الجملة ” لا تفوتكم ذكرى موت ديفيد ” (الشاب الأمريكي / الأفريقي الذي صرع على يد شرطي)، وهذه من تقاليد المجتمع العنصري الذي يقرر قيمة الإنسان بحسب لون بشرته.

وأيضا القضية التي  أخذت نطاقا أوسع، ويجب أن يكون النطاق أوسع، ووقتها سألنا كيف يتمكن ” رجل بوليس / شرطي ” من قتل مواطن لم يفعل شيئا، يضع ركبته على رقبة المواطن بعد أن يطرحه أرضاً، ويضغط عليه لحد الموت .. رغم أن الرجل يصرخ ” أنني سأموت “، ويتعاون المستشفى مع الشرطي ويقرر أن الرجل كان يعاني من مرض قلبي، و”ربما” أنها سبب وفاة الرجل، و القتيل الأخير دونت رايت، ويبلغ من العمر 20 عاماً

إنهم لا يريدون أن يحتج الناس … ولكن العالم بأسره اليوم يحتج ضد القتل، وشرطة العاصمة يقلدون الأمريكيين، بتبرير أنهم الشرطة الأكثر كفاءة ومهنية وأداؤهم خارق. العالم الرأسمالي ينهار. يجب على الناس أن يكتشفوا أنهم (الانظمة الرأسمالية) في وضع صعب، وأنهم فاشلون في كل شيء ما عدا اضطهاد وقمع الناس، وفوق كل هذا وهم يعتبرون أنفسهم المبشرين بالديمقراطية.

البطل هو ليس من يخنق الناس بالقوة الغاشمة بركبته وتحت قدميه، أو باطلاق النار عليه، بل البطل هو من يستطيع أن يقف وأن يصرخ لا القتلة يجب أن لا يفلتون.

ربما يعجبك أيضا