حشود روسية ضخمة على الحدود الأوكرانية.. وكييف تستغيث بالناتو

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

مئات المقاطع المرئية تنشر في وسائل التواصل الروسية ، لحشود  روسية باتت تنتشر اليوم على الحدود الروسية الأوكرانية، وأشد هذه المقاطع على الدولة الأوكرانية كانت تلك التي وثقت شحن الآليات العسكرية والمدرعات والدبابات والمجنزرات الروسية عبر قطارات حربية.

التهديد الروسي بشن هجوم وشيك على أوكرانيا وتدميرها كما هدد وزير الخارجية الروسية “لافروف”، بداية التوتر الأخير كانت مع انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، وتصاعد التوتر مجددا في “دونباس”، عقب مقتل 4 جنود أوكرانيين وإصابة اثنين آخرين جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لموسكو.

الاستخبارات الأوكرانية أكدت أن معلوماتها والرسائل اللاسلكية التي اعترضتها  وتحركات القوات الروسية، كلها عوامل تؤكد أن روسيا تخطط هذه المرة للتوغل في عمق الأراضي الأوكرانية بقوات روسية نظامية وليس عن طريق المليشيات الموالية لها في شرق أوكرانيا، كما أكدت أن روسيا ستدعي حينها أنها تدافع عن الروس في أوكرانيا وأن أوكرانيا هاجمت أولاً”، فيما أعلنت الدولة الأوكرانية أنها تلقت ضمانات من الولايات المتحدة لتقديم الدعم في أي حرب مع روسيا.

موكو من جانبها لم تنكر تلك التحركات العسكرية الروسية باتجاه الحدود الأوكرانية، بل ادعت أنها تهدف إلى ضمان الأمن ردا على حشد الناتو بالقرب من الحدود الروسية، أما الولايات المتحدة فأرسلت سفينتين حربيتين إلى المياه الأوكرانية للتضامن العسكري مع أوكرانيا، وجاء الرد الروسي على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي قال إن السفن الحربية الأمريكية ليس لديها ما تفعله قبالة السواحل الروسية، وهي تحاول فقط السيطرة على المناطق المائية والتحكم بها وهذا يعتبر عاملا من عوامل التوسع الجيوسياسي في العالم.

مخاوف أوكرانية

وزير الدفاع الأوكراني أندري تاران، قال إن روسيا تعد شبه جزيرة القرم لاحتمال تخزين أسلحة نووية، وحذر من أن موسكو قد تهاجم أوكرانيا لضمان إمدادات المياه لشبه الجزيرة، وأضاف أندري تاران أمام لجنة الدفاع الفرعية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، إنه لا يستبعد أن تقوم القوات الروسية في شبه جزيرة القرم “باستفزازات عسكرية كبيرة” في عام 2021، ولم يقدم أدلة على ادعاءاته.

كما أعلن الجيش الأوكراني أنه بصدد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

حشود روسية برية وبحرية

بدوره كشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن نقل عدة أفواج عسكرية تابعة للجيش الروسي إلى الحدود الغربية لمواجهة تهديدات “الناتو” الأخيرة، وقال: “تم بنجاح نقل جيشين وثلاث وحدات من قوات الإنزال الخاصة إلى الحدود الروسية الغربية في مناطق التدريب العسكري خلال ثلاثة أسابيع”.

كما أعلنت روسيا عن نقل قطع بحرية من بحر قزوين إلى البحر الأسود، حيث عبرت 15 سفينة حربية وسفينة مساندة تنتقل من بحر قزوين إلى البحر الأسود عبر قناة طولها أكثر من 100 كيلومتر تربط نهر الفولغا بنهر الدون، و وتتوجه سفن تابعة لأسطول بحر قزوين إلى البحر الأسود للمشاركة في المناورات العسكرية المقرر إجراؤها في البحر الأسود.

أيضا صرح شويغو، أن الأسطول الشمالي قادر على مواجهة التحديات والتهديدات الحالية لروسيا في القطب الشمالي بشكل فعال، وكان وزير الخارجية الروسي هدد قبل أيام قائلا: “إن محاولة بدء حرب جديدة في دونباس قد تؤدي إلى تدمير أوكرانيا”، ودخلت واشنطن سريعا على الخط وحذرت روسيا من “ترهيب” أوكرانيا.

الناتو على الخط

طالب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، حلف شمال الأطلسي “ناتو”، بتقديم المزيد من الدعم لبلاده، ضد روسيا، بما فيه الدعم العسكري، وأشار كوليبا إلى زيادة روسيا حشدها العسكري على حدود أوكرانيا وفي مناطقها المحتلة من قبل الأولى، مبيناً أن التحركات العسكرية الروسية تتمركز في شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، شرقي البلاد، وأوضح كوليبا أن روسيا تصرفت على استعجال عند ضمها القرم، عام 2014، وأن بلاده لم تكن مستعدة حينها للمواجهة، وأكد أن “أوكرانيا وأصدقاءها الآن حذرون”، مشددا أنه في حال قامت روسيا بالتصعيد، فإن ذلك ستكون له عواقب من كل جانب، وشدد على أن أوكرانيا لا تريد الحرب، وتفضل الحوار والدبلوماسية.

روسيا من جنابها حذرت حلف شمال الأطلسي (الناتو) من إرسال قوات لمساعدة أوكرانيا، إذ قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا سوف تتخذ “إجراءات إضافية” إذا أقدم الناتو على مثل تلك الخطوة.

من جانبه، دعا ينس ستولتنبيرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، روسيا إلى إنهاء حشدها العسكري “فوراً” على الحدود الأوكرانية، وأوضح أن الحلف يتابع هذه المستجدات بقلق، مشيرا أن الحشد العسكري الروسي الأخير على الحدود الأوكرانية هو الأكبر منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014، وأكد على ضرورة إنهاء روسيا حشدها العسكري “داخل وفي محيط أوكرانيا”، والتوقف عن الاستفزازات، وخفض التصعيد.

وجدد الأمين العام رفض الناتو الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مؤكداً دعم الحلف لسيادة أوكرانيا على شبه الجزيرة، كما طالب روسيا بسحب دعمها للجماعات الانفصالية الموالية لها، شرقي أوكرانيا، مؤكداً استمرار الناتو في الوقوف إلى جانب كييف.

ربما يعجبك أيضا