اجتماع فيينا النووي اليوم.. واشنطن لن تقبل بالابتزاز النووي الإيراني

يوسف بنده

رؤية

سيعقد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين وفود إيران ومجموعة 4+1 (روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا) ومندوب الاتحاد الأوروبي بعد ظهر اليوم الخميس في العاصمة النمساوية فيينا.

ويترأس الاجتماع مساعد مدير عام جهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي انريكي مورا فيما يترأس مساعد الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقتشي الوفد الإيراني المفاوض الذي يضم أيضًا مندوبين عن وزارة النفط والبنك المركزي.

وكان الاجتماع الثامن عشر للجنة المشتركة للاتفاق النووي قد عقد يوم الجمعة 2 نيسان/إبريل بصورة افتراضية واستؤنف حضوريا يوم الثلاثاء 6 ابريل حيث تم فيه تشكيل فريقي عمل خبراء حول “الغاء الحظر” و”النووي”.

وتم في اجتماع الجمعة 9 إبريل مناقشة تقارير اللجنتين المذكورتين، وجرى في ختامه الاتفاق على أن تعود الوفود إلى عواصمها لإجراء المزيد من المشاورات على أن تعود ثانية إلى فيينا للاجتماع الأربعاء، إلا أنه أرجئ إلى الخميس بسبب ما ورد عن إصابة أحد أعضاء الوفد السياسي للاتحاد الأوروبي بمرض كورونا وضرورة التزام التوصيات الصحية اللازمة.

وتنوي إيران بدء إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة ستين بالمئة اعتبارا من “الأسبوع المقبل”، حسب تصريحات لسفير طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية.

انقسام إيراني

وفي داخل إيران، أكد المرشد الإيراني، علي خامنئي،  أن مفاوضات إيران يجب أن لا تكون استنزافية لأن ذلك من شأنه أن يضر البلاد، واصفا المقترحات التي تم تقديمها خلال مفاوضات فيينا بأنها “مذلة” و “لا تستحق النظر إليها”.

وعلى الرغم من أن إيران قد أكدت عدم وجود “ممثل” للولايات المتحدة في المحادثات المباشرة أو حتى غير المباشرة، فإن وفدا أميركيا حضر إلى فيينا

وهاجمت صحيفة “كيهان”، المقربة من المرشد، رئيس الجمهورية حسن روحاني بعد أن انتقد هذا الأخير من أسماهم بالخائفين من المفاوضات من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، وقالت في المقابل إن الكثير من المحللين والخبراء يعتقدون بأن الحكومة تحاول الإسراع في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية قبل بدء الموسم الانتخابي وتحقيق مكاسب سياسية، مؤكدة أن هذا الإسراع من جانب الحكومة من شأنه أن يترك ثغرات في اتفاق جديد يتيح لأميركا والغرب التهرب من تعهداتهم وأن تتضرر إيران للمرة الثانية من الاتفاق النووي.

كما سخرت الصحيفة من الحكومة وقالت “كيف لحكومة تعجز عن حل معضلة الدجاج وتوفيره للمواطن أن تواجه الأطراف الغربية وتحقق مكاسب على حسابهم، أو تفشل أثر العقوبات؟”.

ومن زاوية أخرى، قال الخبير في العلاقات الدولية، حسن بهشتي، في مقال نشرته صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، إن معارضي الاتفاق النووي في الداخل الإيراني يعولون على ورقة رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، إلا أن الجانب الأميركي لن يقوم برفع العقوبات عن طهران تحت هذه الضغوط، وحتى لو بلغت نسبة التخصيب 90 في المائة فإن واشنطن لن ترفع العقوبات عن إيران.

وتابع بهشتي قائلا: “هذه السياسة الإيرانية لن تكون نافعة وقد تساهم كذلك في توجه أصدقاء إيران إلى جبهة خصومها”، مؤكدا أن الطريقة المثلى أمام إيران في هذا التوقيت هو الاستمرار بالتفاوض بكل قوة واستخدام كل ما لديهم من إمكانيات لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

إصرار واشنطن

وقد توقعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، مشاركة الطرف الإيراني في اجتماعات فيينا، اليوم الخميس، والتي ستناقش الملف النووي الإيراني.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن حتى الآن لا مؤشرات على أن الإيرانيين لن يحضروا اجتماعات فيينا الخميس.

وقالت ساكي: “تركيزنا هو على المحادثات الدبلوماسية مع إيران حتى وإن كانت ستأخذ وقتا طويلا”.

وكانت ساكي قد قالت: “نحن بالتأكيد قلقون حيال هذا الإعلان الاستفزازي. نحن واثقون بأن المسار الدبلوماسي هو الطريق الوحيد لإحراز تقدم في هذا الصدد، وبأن إجراء محادثات، حتى لو كانت غير مباشرة، هو السبيل الأفضل للتوصل الى حل”.

من جهته، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يزال مستعدا لمواصلة المفاوضات مع إيران.

وقد وصف أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء 14 أبريل/نيسان، عزم إيران البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بأنه “استفزازي”، وقال إن اتخاذ مثل هذه الخطوة من شأنه التشكيك في جدية طهران في المحادثات النووية في العاصمة النمساوية فيينا.

وقبل الجولة الثانية من المحادثات التي تجريها اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا وفي أعقاب الانفجار في منشأة التخصيب في نطنز هذا الأسبوع، أعلنت إيران أنها تعتزم بدء التخصيب بنسبة 60 في المائة ردًا على هذا الانفجار.

وقال أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل: “نأخذ هذا الإعلان الاستفزازي بشأن البدء بتخصيب 60 بالمئة لليورانيوم، على محمل الجد”.

وأضاف “إن اتخاذ مثل هذه الخطوة من شأنه أن يثير الشكوك حول جدية إيران في المفاوضات النووية”.

كما أصدرت القوى الأوروبية الثلاث في الاتفاق النووي (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) بيانًا مشتركًا يوم الأربعاء وصفت فيه قرار إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة واستخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز IR-6 بأنه “مقلق للغاية”.

وأكدت الدول الثلاث، في البيان، أن تخصيب اليورانيوم على هذا المستوى يعد خطوة مهمة نحو تحقيق أسلحة نووية ولا يتماشى مع الأهداف السلمية.

كما وصفت القوى الأوروبية الخطوة الأخيرة التي اتخذتها طهران بأنها تتعارض مع الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي ودعت إيران إلى “عدم تعقيد العملية الدبلوماسية”.

وجاء في بيان الدول الثلاث: “تصريحات إيران الأخيرة خطيرة وتتعارض مع النهج البنّاء وحسن النية لهذه المفاوضات”.

ربما يعجبك أيضا