شريهان 2021.. عودة الروح لشاشة التلفزيون في رمضان

أماني ربيع

أماني ربيع

تعد النجمة شريهان من أيقونات شهر رمضان، التي دائما ما يقوم الجمهور باستدعاء ذكرياتهم معها ومع فوازير رمضان التي اشتهرت بتقديمها لأعوام.

تناوبت النجمتان نيللي وشريهان على تقديم الفوازير التي تعتبر من الأعمال الرمضانية المصرية الخالصة، وقامتا بالمهمة على أكمل وجه مع ما تتمتعان به من خفة دم وصوت لذيذ ورشاقة في الحركة منحتهم أكبر مكانة في عالم الاستعراض بمصر.

الظروف حالت دون تقديم شريهان للفوازير مع نهاية الثمانينيات بعد تعرضها لحادث كبير أدى إلى إصابات بالغة في العمود الفقري منعتها من الحركة، واعتبر الجميع وقتها أن حياتها الفنية انتهت تماما.

لكن مع إرادتها القوية والتزامها بأوامر الأطباء، عادت شريهان مجددا وقدمت فوازير “حاجات ومحتاجات” عام 1993، ثم مسرحية “شارع محمد علي” الاستعراضية في مفاجأة أذهلت الجمهور والوسط الفني وقتها.

كل من يعرفون شريهان يؤكدون أنها شخصية مقاتلة لا تعرف الهزيمة، حتى عندما أصيبت بالسرطان وتم استئصال أجزاء من الوجه، لم تفقد إيمانها بالله وعزيمتها القوية، لكنها فضلت الابتعاد عن الفن منذ عام 2002، اولاكتفاء برصيدها من البهجة لدى المشاهدين لتحافظ على صورتها القديمة في أعينهم.

ومنذ أعوام والأنباء تتردد عن عودة قوية لشريهان إلى عالم الفن عبر مسرحية استعراضية من إنتاج “العدل جروب”، بعنوان “كوكو شانيل”، لكن كل مرة لا يحدث شيء، إلى أن أعلنت هي مؤخرا أن عقدها مع شركة العدل انتهى، لكن المسرحية موجودة وقد تعرض على منصة رقمية قريبا.

وقبل بداية شهر رمضان فاجأت الجميع بسلسلة من التغريدات أعربت فيها عن سعادتها بحب الجمهور والشجاعة التي يبثونها في روحها عبر هذا الحب، ثم ترددت أنباء عن ظهورها لأول مرة عبر التلفزيون عبر إعلان لإحدى شركات الاتصالات المصرية في أول يوم رمضان، وهو ما حدث بالفعل، وعاد الجمهور لرؤية نجمتهم المحبوبة بعد الإفطار كما في الماضي.

لم يكن الإعلان مجرد دعاية بالمعنى المفهوم، بل هو أشبه بتابلوه استعراضي، تختصر فيه النجمة معاناتها واللحظات الفارقة في حياتها، منها حادث السيارة الشهير، ودخولها لغرفة العمليات أكثر من مرة، وكيف كانت تخرج كل مرة أقوى.

كلمات أغنية الأعلان لشاعرة منة القيعي، صاحبة أغنية افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي 2020، وأغنية افتتاح كأس العالم لكرة اليد 2020، وألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع موسيقي لأمين بوحافة.

وقالت الشاعرة منة القيعي إنها تلقت مكالمة من المخرج محمد شاكر خضير لعمل أغنية مناسبة لفكرة الإعلان، وأعطاها الفكرة العامة والمعاني التي يريد توصيلها من خلال الأغنية ومعلومات عن حياة شريهان والأزمات الصحية التي مرت بها والاستعراضات التي قامت بها وغيابها عن الشاشة وعودتها من جديد وترك لها مساحة لترجمة الفكرة إلى أغنية.

وأضافت منة أن هناك بعض الكلمات في الإعلان تحمل معنيين، فعلى سبيل المثال جملة الافتتاحية التي تغنيها شريهان كانت حزينة وعندما تغنيها مجددا بلحن مختلف من توقيع إيهاب عبد الواحد نجد أنها تعبر عن السعادة، وقامت بتنفيذ فكرة مبدئية في يوم واحد لعرضها على شريهان وصناع الإعلان وعندما نالت إعجابهم بدأت في تنفيذها واستغرق الامر شهرا كاملا بينما التحضيرات للإعلان بدأت منذ وقت طويل، بحسب موقع في الفن.

وأوضحت إنها محظوظة للغاية لأن الاختيار وقع عليها من جانب شريهان من وسط تجارب أخرى، مشيرة إلى أنها بمجرد أن عجبتها الفكرة استدعتها في منزلها وجلست ودردشت معها حول المعاني التي تود توصيلها من خلال الإعلان، ودام التواصل بينهما لثلاثة أيام لإجراء بعض التعديلات، مشيرة إلى أن شريهان لم تغير سوى جملتين.

واستغرق تصوير الإعلان نحو 6 أيام، وقالت منة كانت منبهرة في الكواليس بالعمل الضخم ولم تستوعب وجود شريهان بجانبها تؤدي استعراضات فبدا الأمر وكانها تشاهد فوازير شريهان أمامها، مضيفة “بقالي 10 سنين بعمل إعلانات مفيش حاجة كانت خضاني قد الإعلان دا وفخورة إني جزء من التجربة.”

قامت بتنسيق إطلالات الراقصين مي جلال، وتصميم الاستعراضات لهاني أباظة، وديكور أحمد شاكر خضير ومدير التصوير أحمد المرسي اما الإخراج المبهر فكان بتوقيع محمد شاكر خضير.

173158535 525490232162905 737702900905620632 n

وتم الاستعانة بإحدى الفرق الأوروبية، التي قدمت استعراضات مسرحية شريهان “كوكو شانيل” التي لم تعرض بعد.

ورغم تعاون هؤلاء المحترفين لخروج الإعلان إلى النور، انتقد البعض الإعلان معربين عن خيبة أملهم، رغم محبتهم لشريهان، لكن رأوا أن الإعلان لا يليق بتاريخها، كما أنه ممل وكثيرون لم يفهموه، وتطوع البعض بشرح فكرة الإعلان.

الانتقادات لم تطل شخص شريهان لكنها طالت صناع الإعلان من مؤلفة الأغنية إلى اللحن والإيقاع البطيء للرقصات مع الإضاءة الغير مبهجة وعدم استغلال خفة دم شريهان في إعلان مُفرح، وبجمل لحنية جذابة تعلق في الأذهان.

ورغم وضوح قصة الإعلان مع مرور يومين على بدء بثه على القنوات المختلفة والحديث عن كيف يحكي قصة حياتها وبداية أحلامها ثم ما تعرضت له من أزمات، إلا أن الكثيرين قالوا إن روح شريهان غابت عن الإعلان ولهذا لم يعجبهم.

آخرون حاولوا تفسير الإعلان وقالوا إن شريهان تحكي خلاله قصة حياتها بذكاء شديد، وكيف ابتدت حياتها وحلمت، ثم  تعرضها لحادث حقيقي مرت به أواخر الثمانينيات، وأدى إلى إصابتها بكسور بكسور مضاعفة في عظام الحوض والعمود الفقري، وأجرت نحو 30 عملية جراحية، وهو ما يظهر في مشاهد تمثيلية ورمزية في الإعلان.

https://twitter.com/iimrealrawan/status/1382033117028966401?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1382033117028966401%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.sputniknews.com%2Fmosaic%2F202104141048688334-D8A8D8B8D987D988D8B1-D985D981D8A7D8ACD8A6-D8B4D8B1D98AD987D8A7D986-D8AAD981D8ACD8B1-D8A7D984D8ACD8AFD984-D981D98A-D8A7D984D8B9D8A7D984D985-D8A7D984D8B9D8B1D8A8D98A%2F

وكتبت إحدى مستخدمات تويتر: “معلش يعنى…رأى شخصى…مش عاجبنى إعلان شريهان خالص…شيك و رشيقة بس مفيهاش روح شريهان”.

وقالت أخرى: “هو أنا لو قولت أن شريهان جميلة و حلوة ووحشتنا بس الإعلان مش حلو ولا الأغنية هتشتم؟”.

https://twitter.com/urfavnakodaa/status/1382016502799462406?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1382016502799462406%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.sputniknews.com%2Fmosaic%2F202104141048688334-D8A8D8B8D987D988D8B1-D985D981D8A7D8ACD8A6-D8B4D8B1D98AD987D8A7D986-D8AAD981D8ACD8B1-D8A7D984D8ACD8AFD984-D981D98A-D8A7D984D8B9D8A7D984D985-D8A7D984D8B9D8B1D8A8D98A%2F

صنع الإعلان انقساما بين الجمهور، الذين اعتبروا ظهور شريهان بعد 19 عاما أمرا رائعا في حد ذاته، خاصة مع لياقتها الواضحة رغم تجاوزها الخامسة والخمسين، وكان شعرها الطويل واحدا من أبرز التريندات على السوشيال ميديا، والكل تساءل عن روتين شعرها الذي ظل على جماله من ظهورها في الثمانينيات.

وبعيدا عن المحتوى علق آخرون على الشكل الذي ظهرت به الفنانة الاستعراضية وكتبت مغردة يارب الستر والصحة وشعر شريهان”.

وكان من أبرز التعليقات على الإعلان هو الأزياء الأنيقة التي أطلت بها شريهان، المعروف عنها حبها للأزياء المبهرة الفخمة، وتألقت بفستان مستوحى من فستان “مس ديور” الأيقوني الذي صممه المبدع الفرنسي كرستيان ديور عام 1949.

وعلقت إحدى المغردات: “كله خلص كلام عن شريهان و قصه حياتها وروتين شعرها وخفتها رغم سنها….أنا مشغلنيش من كل ده إلا جمال وشياكه و ذوق فساتينها الراقى ده يا جماعة والله”.

كما ارتدت تصميمًا لمصمم الأزياء اللبناني العالمي زهير مراد، منهما فستان الافتتاح باللون الأزرق الفاتح، والبدلة البيضاء المطرزة.

وقامت بتنسيق أزياء شريهان مي جلال، بينما وضع لمسات الماكياج الماكير الشهير علاء التونسي.

وعلق الكثير من الفنانين والمشاهير على عودة شريهان منهم النجمة اللبنانية إليسا التي غردت قائلة: ” كنا ننطر (ننتظر) رمضان لنفرح بشريهان، والسنة، اختصرتي سنين وسنين بدقايق قليلة. ما أجملك بكل تفاصيل قصتك، وبكل لمعانك ونجوميتك! كل سنة وإنتي بخير”.

وقال الإعلامي عمرو أديب: “الوحيدة اللي نجحت تقومنى  من على الفطار سيبت كل حاجة ووقفت قدام التليفزيون زي الأطفال . شريهان وبس”.

أما الفنانة السورية كندة علوش قالت:” وبترجع شريهان عشان ترجع لرمضان بهجته جميلة رشيقة أنيقة ومتفردة.. نضرة وشابة وكإنها كانت على التلفزيون مبارح ولا كأن عدى 27 سنة.. قوية وعذبة وقريبة من كل القلوب كنت واحشانا اوي وفرحنا لما شفناكي”.

وبدوره علق المخرج عمرو سلامة على عودة شريهان قائلا:”كمية المآسي التي عاشتها شيريهان لوحدها تكفي لكسر ميت إنسان آخر، لكنها مثال للصلابة والجلد وحب الحياة والفن”.

واشار إلى أن ظهور شريهان “بعد غياب لمواجهة توقعات الجماهير ربما يكون أشجع قرار في حياتها، وأتمنى أن يكون رد الفعل مثلج لصدرها ويظهر لها مقدار تقدير الناس وحبهم لها”.

وقبل أيام من رمضان نشرت أنباء عن الإعلان الذي تعود به شريهان للشاشة، تضمنت تفاصيل حول حصولها على أجر خيالي ووضعها شروطا خاصة، حيث بلغ أجر شريهان نظير الإعلان 2 مليون دولار، بخلاف الضرائب التي أصرت أن تتحملها الشركة.

كما اشترطت في تعاقدها، بحسب بوابة أخبار اليوم، على استخدام خدمات شركة الاتصالات لمدة عام دون تكلفة، باستثناء تكلفة المكالمات الدولية، ووضعت كذلك شرطا على الشركة بأن توافق على من سيشارك معها فى الحملة الإعلانية، وأن تشاهدها قبل عرضها على الشاشة وتوافق عليها.

وكانت آخر فوازير رمضان قدمتها شريهان في عام 1993، باسم “حاجات ومحتاجات”، بينما كان آخر ظهور فني لها على شاشة السينما من خلال فيلم “العشق والدم” من إنتاج 2002، وشاركتها بطولته الفنان الراحل، فاروق الفيشاوي.

ربما يعجبك أيضا