طرد دبلوماسيين وتهديد.. واشنطن تفرض عقوبات صارمة على موسكو

محمود رشدي

رؤية- محمود ررشدي

تستعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض عقوبات على روسيا بسبب سوء السلوك المزعوم، بما في ذلك عملية اختراق أنظمة شركة “سولار ويندز” الأمريكية ومحاولات عرقلة الانتخابات الأمريكية، وفقا لما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المسألة، دون الكشف عن هوياتهم.

ونقلت الوكالة عن أحد الأشخاص الثلاثة أنه ضمن تلك التحركات، التي قد يتم الإعلان عنها اليوم الخميس، تخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات على نحو 12 فردا بمن فيهم مسؤولون بالحكومة والاستخبارات ونحو 20 كيانا.

اختراق “سولارويندز “

في العام الماضي حدد باحثو الأمن الإلكتروني اختراقا في برنامج إلكتروني يسمى “سولار ويندز” وهو اختراق أتاح لمجرمي الإنترنت الوصول إلى 18000 شبكة كمبيوتر حكومية وخاصة في الولايات المتحدة.

ويعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أن روسيا كانت وراء الهجوم. إذ تمكن متسللون من الوصول إلى الملفات الرقمية لعدد كبير من الوكالات الحكومية الأمريكية، منها وزارة الخزانة، ووزارة العدل، ووزارة الخارجية.

وقال براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، في فبراير/شباط الماضي، إن اختراق “سولارويندز” كان “أكبر هجوم شهده العالم والأكثر تطورا”.

وتوصلت وكالات المخابرات الأمريكية في تقرير الشهر الماضي إلى أن الرئيس الروسي وجه، على الأرجح، جهودا عبر الإنترنت لمساعدة دونالد ترامب في الفوز بولاية ثانية رئيسا للولايات المتحدة.

وحذرت الولايات المتحدة روسيا علانية من الأعمال العدوانية في أوكرانيا. إذ تفيد تقارير بأن روسيا تعزز وجودها العسكري على الحدود الشرقية لأوكرانيا.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين الأسبوع الماضي متوقعا العقوبات الجديدة: “إن العداء وعدم القدرة على التنبؤ بأفعال أمريكا يجبراننا بشكل عام على الاستعداد لأسوأ السيناريوهات”.

عقوبات جديدة

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، فرض عقوبات على روسيا تشمل طرد 10 دبلوماسيين روس على خلفية التدخل في الانتخابات الرئاسية الماضية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إن هدف العقوبات اليوم إيجاد فرص للتعاون مع روسيا بما يتوافق مع المصالح الأميركية، مؤكدة فرض المزيد حال تهديد موسكو للاستقرار العالمي، وفق البيان.

كما شددت على أنها ستتصرف بحزم ردا على أي إجراء روسي يلحق الضرر بأميركا أو حلفائها، مشيرة إلى أن العقوبات ستضمن الحد من أنشطة روسيا الخبيثة مستقبلا.

كذلك كشفت أن العقوبات الجديدة تم فرضها على روسيا بشأن القرم، وتم تنسيقها مع الحلفاء الغربيين، بحسب البيان.

وأصد البيت الأبيض بياناً شرح فيه أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد وقع، اليوم الخميس، على قرار بفرض عقوبات جيدة على 32 فردا وكيانا قانونيا روسيا، منها اتهام 6 شركات تكنولوجية روسية بدعم البرنامج الاستخباراتي الروسي السيبرياني للتأثير على الانتخابات الأميركية.

وأضاف أن وزارة الخزانة قامت بتحديد ست شركات تكنولوجيا روسية تقوم بدعم برنامج الاستخبارات الروسية السيبراني، مؤكداً أن هذه الشركات مسؤولة عن العمل في القطاع التكنولوجي للاقتصاد الروسي، وأن أميركا ستواصل تحميل روسيا المسؤولية عن أنشطة الفضاء السيبراني الخبيثة مثل حادثة “سولار ويندز” باستخدام جميع التدابير المتاحة.

الرد بالمثل

بعد ساعات من انتشار أخبار تفيد بتخطيط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعلان عقوبات على مسؤولين روس، تستهدف أفراداً وكيانات، هدد الكرملين، اليوم الخميس، بالرد بالمثل.

وأكّدت الرئاسة الروسية، أنَّ العقوبات الأمريكية حال فرضها، ستعيق القمة المتوقعة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

يُشار إلى أنَّ دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، كان صرح للصحافيين الأسبوع الماضي، أن «العداء وعدم القدرة على التنبؤ بأفعال أميركا يجبراننا بشكل عام على الاستعداد لأسوأ السيناريوهات».

جدير بالذكر، أنَّ العلاقات بين البلدين قد شابها التوتر خلال الفترة الماضية بسبب ملفات كثيرة بينها سوريا وأوكرانيا واتهامات تجسس وتدخل بالانتخابات وحقوق وحريات وديمقراطية.

ولوحت واشنطن كثيراً بينتها محاسبة موسكو على تصرفاتها العدائية والمتهورة، كما توترت العلاقة أكثر بعد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الروسي بالقاتل.

ربما يعجبك أيضا