بين الخداع والكذب والضعف.. نظرة تحليلية لآخر إصدارات ما يسمى بولاية سيناء

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أصدر تنظيم ولاية سيناء التابع لـ”داعش” الإرهابي، قبل ساعات من قدوم شهر رمضان الفضيل فيديو في دقيقة و40 ثانية لإعدام شخصين من قبائل سيناوية بتهمة تعاونهما مع الجيش المصري، وبعده بدقائق نشر ألبوم صور عبر وكالة أعماق، نشر من خلال تطبيق تليجرام، يتكون من 13 صورة تحت عنوان “جنود الخلافة في سيناء شهر شعبان”.

تنظيم فاشل

ويرى الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة والإرهاب، عمرو عبدالمنعم أن لهذه الإصدارات دلالات عدة، أولها أن اكتفاء التنظيم بهذه الإصدارات يدل على فشل التنظيم بالقيام بعمل قوي منذ فترة، وهذا يدل على  القدرات  التي أحدثتها الأجهزة الأمنية المصرية خلال الأشهر القليلة الماضية في فرض السيطرة  على بعض أماكن تواجد التنظيم المتطرف.

وأضاف عمرو عبدالمنعم في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن التنظيم يريد من فيديو الإعدام بث الرعب في نفوس قبائل سيناء، خاصة أن من قتلوا تم ذكر أسمائهم وإلى أي القبائل ينتمون، كما أن التنظيم اعتمد نفس الآلية السابقة في إعدام عناصر يتهمهم بالتعاون مع الجيش المصري أو الاستخبارات عن طريق إطلاق الرصاص عليهم بعد حفر قبورهم بأيديهم.

تفاصيل ودلالات

وفي سياق متصل، قال الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب رئيس تحرير موقع “ضد التطرف”، محمد البلقاسي: الصور التي بثها تنظيم ما يعرف بـ”ولاية سيناء” الموالي لداعش عبر منصاته الإلكترونية، تدل على قلة عدد المسلحين لدي التنظيم المتطرف وأن بعضهم تجاوز الخمسين عامًا لوجود الشيب باللحى، والبعض الآخر شباب صغير السن يرجح من ملامحهم أنهم ليسوا من العناصر السيناوية وأنهم أغراب عن العناصر القبلية، كما أن التسليح الضعيف بجوارهم يشي بحالة التنظيم الضعيفة الآن، فقد كانت صور بعض الإصدارات في السابق بها معدات عسكرية ثقيلة من مدافع وهاونات ومضادات طيران، أما الآن لا يتعدى التسليح بنادق آلية (كلاشينكوف)، وهو التسليح الشخصي، كما أن عدد من ظهر في الصور الأخيرة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهذا يدل على التشتت وصعوبة التجمع واللقاء في الوقت الحالي.

وأضاف محمد البلقاسي في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل “فيس بوك” أن تصوير بعض أفراد التنظيم الإرهابي وخلفهم مواقع للجيش المصري، جاء لإعطاء رسالة لأتباعهم أنهم على مسافة قريبة من الهدف، وأنهم يستطيعون الهجوم في أي وقت، وهذا غير صحيح فإنهم لو استطاعوا لما تأخروا، وإنما تصوير فرد أو اثنين بجوار أي تمركز للجيش أمر يسير جدًا لأي أحد، واحتفاء التنظيم بهذه الصور دليل فشل وعدم قدرة.

وتابع البلقاسي قائلًا: اعتمد التنظيم طوال الأشهر القليلة الماضية على استخدام القنص، وهي الوسيلة الوحيدة الباقية لهم ليس لحرفية المقاتلين والعناصر الإرهابية، بل لأن الأرض الجبلية تساعدهم على القيام بهذه العمليات واستمرارها، ويشير الإصدار إلى أن التنظيم يعد لعملية كبيرة ويستعد لها بالتدريب ويحاول أن يرسل رسائل طمأنينة لخلاياه النائمة، أو عناصره الشاردة ويقول: “ها أنا ذا”.

وتبقى الرؤية الفكرية لعناصر التنظيم هي الأقوى في هذه المرحلة، بجانب قدراته الإعلامية فهناك صورة لها دلالة كبيرة حيث يستخدم عناصر التنظيم الإرهابي جهاز تابلت حديث يتفقد عناصره مواقع تواصل حديثة للتواصل مع وكالة أعماق الإرهابية الخاصة بإصدارات التنظيم الإرهابي، كما أن الخداع الكاذب هو سمة هذه المرحلة في الإصدارات الحديثة لداعش.

معاناة داعش في سيناء

ويؤكد الكاتب الصحفي بالأهرام والمتخصص في شؤون الإرهاب هشام النجار، أن الإصدار الأخير لما يعرف بتنظيم “ولاية سيناء” هو محاولة لإثبات الحضور وبعث إشارات استقطابية بغرض التجنيد وضم عناصر جديدة حيث يعاني التنظيم من التضييق والملاحقة وفقر القوة البشرية نتيجة جهود الأمن المصري وتعاون السكان المحليين والقبائل في سبيل تقويضه.

وقال هشام النجار في تصريحات لشبكة رؤية إن إظهار مشهد الإعدام يعكس معاناة التنظيم من الترابط والتعاون الوثيق بين الأهالي والمدنيين من جهة والجيش من جهة أملًا في القضاء على تلك الكيانات الخبيثة بعد أن عانى السكان كثيرًا منها ومن كوارثها. وتابع قائلًا: يستهدف تنظيم داعش الخروج بدعاية مضادة تبدو يائسة في هذا التوقيت تحديدًا لأن قادته يدركون جيدًا مدى التأثير الهائل الذي خلقه مسلسل “الاختيار” الذي يبث جزءه الثاني حاليًا في كشف الحقائق لدى غالبية المصريين والعرب عما يجري على الأرض في سيناء من مؤامرات وتضحيات ويكشف الجهات التي يعمل لحسابها داعش والإخوان والقاعدة وأهداف تلك التنظيمات وطرق تمويلها وأهمية التضامن مع الشرطة والجيش لكبحها والتخلص من شرورها.

ربما يعجبك أيضا