تحذير من «الثغرات الأمنية» وطهران تعلن عن المتهم في تفجير «نطنز»

يوسف بنده

رؤية

قبل أيام، اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي أن الحريق الجديد في منشأة نطنز النووية دليل على وجود ثغرة أمنية في البلاد، مشيرا إلى الحاجة لتعزيزات أمنية في إيران.

وفي تغريدة له عبر “تويتر”، كتب رضائي: “ألا يمكن أن يؤشر وقوع حريق جديد في منشأة نطنز النووية بعد مرور أقل من عام على الانفجار السابق على جدية حدوث تغلغل؟”.

وأضاف: “اعتبروا يا أولي الأبصار.. البلد بحاجة إلى تعزيزات أمنية”.

وفي مقابلة مع موقع جماران الإيراني، قال رضائي: “أصيب البلد بتلوث أمني واسع، في أقل من عام وقعت ثلاثة أحداث أمنية، انفجاران في نطنز، واغتيال عالمنا النووي (محسن زاده)، نفذوا مهماتهم بنجاح ولاذوا بالفرار، وقبل ذلك سرقوا مجموعة من وثائقنا النووية السرية، وفي وقت سابق، جاءت طائرات درون مسيرة مثيرة للشك وقامت ببعض الأعمال”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كشف في أبريل 2018 عما سماه أرشيف مشروع التسلح النووي الإيراني، وقال إن الموساد الإسرائيلي حصل عليه عبر عملية معقدة، وهو ما نفته طهران في ذلك الحين، ووصفته بالمثير للسخرية.

وتضمن الأرشيف وثائق عن مشروع إيراني للتسلح النووي، ومواقع شهدت أنشطة نووية لم تبلغ عنها طهران، من بينها موقع في منطقة “تورقوز آباد” بجنوب طهران. ومن بين الأسماء التي أشار إليها نتنياهو، العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل العام الماضي في شرق العاصمة الإيرانية طهران، بعملية معقدة.

ودعا محسن رضائي، الذي يعتقد أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية في يوليو، الحكومة المقبلة إلى “تنظيف أمني في المؤسسات الحكومية” وقال: “يجب كل 10 سنوات، 20 سنة تنظيف أمن النظام بأكمله، وخاصة الوزارات والأماكن الحساسة، تجب معالجة هذه النماذج التي تثير الشكوك، وتطهير عناصرها المندسة”.

ولصحيفة “نيويورك تايمز”، كان قد قال مسؤول استخباراتي عن الانفجار في منشأة التخصيب الإيرانية في نطنز: إنه قد تم تهريب عبوة ناسفة إلى المنشأة ثم تفجيرها عن بُعد. وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن قنبلة كانت مزروعة من قبل بالقرب من خط الكهرباء الرئيسي لمنشأة التخصيب في نطنز، وعطّلت المنشأة بأكملها.

اتهام شخص

بعد خمسة أيام من ادعاء تحديد مسبب الحادث الذي وقع، الأسبوع الماضي، في منشأة نطنز النووية، أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية، اليوم السبت 17 أبريل/نيسان، أن الرجل غادر البلاد قبل وقوع الحادث.

وفي تقرير بثته إذاعة وتلفزيون إيران، اليوم السبت، نُشرت صورة للمتهم، وذكر التقرير أن اسم هذا الشخص هو رضا كريمي، 43 عامًا، من مواليد كاشان، وأنه يتقن اللغة الإنجليزية.

وبحسب تقرير التلفزيون الإيراني، فإن صورة هذا الشخص معروضة على ورقة عليها شعار شرطة الإنتربول، لكن “راديو فردا” لم يعثر على صورة أو اسم رضا كريمي على موقع شرطة الإنتربول.

وفي فيلم آخر بثه التلفزيون الإيراني، تؤكد ورقة الملف الشخصي أيضًا على “خطر فرار” المدعى عليه، وأنه ربما يكون قد سافر إلى دول مثل الإمارات العربية المتحدة، وتركيا، وقطر، والكويت، ورواندا، وكينيا.

وسبق أن أشار مسؤولون إيرانيون، على نطاق واسع، إلى الحكومة الإسرائيلية باعتبارها المتهم الرئيسي في الحادث، لكن التقرير لم يذكر صلات الرجل بالحكومة الإسرائيلية.

يذكر أنه بعد ساعات من الحادث أثيرت قضية تقديم شخص على أنه مرتكب حادثة نطنز، حيث كتب موقع “نور نيوز”، المقرب من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في تقرير  يوم الاثنين 12 أبريل، أن وزارة المخابرات قد تعرفت على هوية الشخص، و”يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلقاء القبض على المسبّب الرئيسي”.

لكن التقرير الجديد يشير إلى أن هذا الشخص قد غادر البلاد ويجري اتخاذ الإجراءات اللازمة لـ”إعادة هذا الشخص إلى البلاد”.

معاودة الهجوم

أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، سيحضران اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، اليوم السبت 17 أبريل/نيسان، لمناقشة ما إذا كان ينبغي تنفيذ المزيد من الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية أم أنه ينبغي اللجوء إلى الهدوء.

وبحسب التقرير، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، يؤيد اتخاذ “نهج نشط” واحد تجاه إيران. لكنه في الوقت نفسه يخشى أن يؤدي الحديث عن هذه القضية، بالإضافة إلى الإضرار بأمن إسرائيل، إلى وضع الأمريكيين في موقف “حرج”، ويجعل ضبط النفس وعدم الانتقام أكثر صعوبة على إيران.

وفي غضون ذلك، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أمس الجمعة، أن حكومة بايدن طلبت مرارا من إسرائيل الامتناع عن التعليق على إيران خلال الأيام القليلة الماضية.

وبحسب التقرير، أكد البيت الأبيض في رسائله على أن التقارير المستمرة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن إيران أعاقت المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن اتفاق نووي جديد.

ربما يعجبك أيضا