تصعيد دبلوماسي.. التشيك تطرد 18 دبلوماسيا روسيا والأخيرة ترد

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

ما يزال التوتر بين جمهورية التشيك وروسيا في تصاعد مستمر في ظل مزاعم براغ بأن المخابرات الحربية الروسية ضالعة في تفجير مستودع أسلحة منذ أربع سنوات في التشيك. وقد ظهرت أدلة جديدة تربط بين شخصين، اتهمتهما بريطانيا بمحاولة قتل الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال في سالزبري عام 2018، وتفجير المستودع التشيكي.

طرد دبلوماسي

أعلنت السلطات التشيكية طرد 18 دبلوماسيا روسيا بعد تلك المزاعم التي وصفها برلماني روسي بأنها “سخيفة”. وقال رئيس وزراء التشيك أندريه بابيش إن بلاده لابد أن تتخذ إجراء إزاء نتائج التحقيقات التي تربط بين الانفجار والمخابرات الحربية الروسية.

وستقدم جمهورية التشيك تلك الأدلة إلى حلف شمال الأطلسي وحلفائها في الاتحاد الأوروبي، وسوف تناقش القضية في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، وفقا لتصريحات القائم بأعمال وزير الخارجية التشيكي جان هامتشاك.

وفي مؤتمر صحفي انعقد مساء السبت الماضي، أمهل رئيس الوزراء بابيش 18 دبلوماسيا روسيا، ٌاكتشف أمر تعاونهم مع المخابرات الحربية الروسية، 48 ساعة لمغادرة جمهورية التشيك.

وقال رئيس الوزراء التشيكي: “هناك شكوك في أن عملاء سريين يتعاونون مع المخابرات الحربية الروسية وراء انفجارات 2014 الذي شهده مخزن للذخائر في قرية فريبيتيش التشيكية”.

كما أصدرت الشرطة مذكرة تتضمن طلبا للمساعدة في البحث عن رجلين كانا موجودين في البلاد في الفترة من 11 و16 أكتوبر عام 2014. وظهر الرجلان المطلوبان في بداية الأمر في مدينة براغ ثم في موقع قريب من مخزن الأسلحة الذي شهد الانفجارات.

خطوات غير مسبوقة

استدعت الخارجية الروسية، الأحد، سفير جمهورية التشيك بخصوص طرد براغ 18 دبلوماسيا روسيا، نقلا عن وكالة تاس للأنباء.

وتعهدت موسكو بأنها سترد على خطوة براغ غير المسبوقة، السبت، بطرد 18 دبلوماسياً روسياً بعد اتهامهم بالتجسس.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “سنتخذ إجراءات انتقامية ستجبر مرتكبي هذا العمل الاستفزازي على فهم مسؤوليتهم الكاملة عن تدمير العلاقات الطبيعية بين بلدينا”.

وأفادت روسيا أن اتهامات براغ منافية للمنطق لأنها حملت قبل ذلك ملاك المستودع مسؤولية الانفجار الذي وقع في منطقة فربتيس على بعد 300 كيلومتر شرق العاصمة.

ووصفت موسكو قرارات طرد الدبلوماسيين بأنها “استمرار لسلسلة إجراءات معادية لروسيا اتخذتها جمهورية التشيك في السنوات الأخيرة”، متهمة براغ “بالسعي لاسترضاء الولايات المتحدة على خلفية العقوبات الأميركية الأخيرة على روسيا”.

وفي يونيو الماضي، طردت الجمهورية التشيكية دبلوماسيين روسيين، بعدما نشر موظف في السفارة الروسية شائعة عن مخطط لتسميم ثلاثة سياسيين في براغ.

سلوك عدواني

يُذكر أن ضباط المخابرات في المملكة المتحدة قالوا إن شخصين يحملان نفس الأسماء نفذا الهجوم بالغاز السام في سالزبري في ويلتشير عام 2018.

وثبت أيضا أن الصور التي تستعين بها الشرطة التشيكية للمشتبه بهما هي نفس الصور التي استخدمتها الشرطة البريطانية.

وبعد هجوم سالزبري، تم التعرف على الشخصين الذين توصلت الشرطة البريطانية إلى أنهما ألكسندر ميشكين وأناتولي شيبيغا، لكنهما ظهرا على شاشة التلفزيون الروسي وقالا إنهما متخصصا تغذية رياضية وكانا في سالزبري لمشاهدة قباب الكاتدرائية هناك.

رغم ذلك، أكدت السلطات في المملكة المتحدة أنهما ضابطان في المخابرات الحربية الروسية وهما من وضعها مادة نوفيتشوك السامة على مقبض باب المنزل الذي يقيم فيه الجاسوس وضابط المخابرات الحربية السابق سيرغي سكريبال.

وكانت النتيجة هي حالة من الإعياء الشديد أصابت الجاسوس الروسي السابق وابنته، إلا أنهما تعافيا من هذه الحالة بعد فترة.

ويتزامن قرار التشيك مع التوتر الذي صاحب إعلان واشنطن، الخميس، سلسة عقوبات تستهدف روسيا، تشمل طرد عشرة دبلوماسيين روس وحظراً على البنوك الأميركية لشراء ديون مباشرة صادرة عن هذا البلد بعد 14 يونيو.

وجاء ردّ موسكو سريعاً، إذ أعلن وزير خارجيتها سيرجي لافروف، (الجمعة)، قرار بلاده طرد عشرة دبلوماسيين أميركيين وفرض قيود مختلفة من شأنها أن تعرقل عمل البعثات الدبلوماسية الأميركية في روسيا، فضلاً عن حظر المؤسسات الأميركية والمنظمات غير الحكومية على أراضيها بسبب «تدخلها العلني» في السياسة الروسية الداخلية.

ربما يعجبك أيضا